تستعد الكرة الأرضية لاستقبال واحدة من أعظم الظواهر الفلكية، حيث يشهد العالم يومي الاثنين والثلاثاء، 12 و13 أغسطس، زخة شهب البرشاويات، والتي تعتبر من أبرز الزخات الشهابية التي ينتظرها عشاق الفلك بشغف كل عام، وتعد هذه الزخة فرصة ذهبية لمراقبة السماء، حيث من المتوقع أن تتساقط الشهب بمعدل يصل إلى 60 شهابًا في الساعة عند ذروتها.
أصول شهب البرشاويات وأسباب ظهورها
تعود ظاهرة البرشاويات إلى بقايا مخلفات المذنب Swift-Tuttle، الذي تم اكتشافه عام 1862، حيث تمر الأرض خلال هذا الوقت من كل عام عبر سحابة من الغبار المتبقي من هذا المذنب، مما يتسبب في الزيادة الكبيرة في عدد الشهب التي نراها، كما تبدأ هذه الظاهرة في 17 يوليو وتستمر حتى 24 أغسطس، ولكن ذروتها لهذا العام ستصل إلى أقصاها في ليلة 12 وفجر 13 أغسطس.
أفضل أوقات الرصد لشهب البرشاويات
للحصول على أفضل رؤية لزخة الشهب، ينصح بالابتعاد عن أضواء المدن والتوجه إلى أماكن مظلمة تمامًا بعد منتصف الليل، كما ستزيد السماء الصافية والخالية من السحب والغبار من فرصة مشاهدة الشهب بوضوح، وسيكون القمر في طور التربيع الأول، مما قد يؤثر على رؤية بعض الشهب في النصف الأول من الليل، ولكنه سيغرب بحلول منتصف الليل، مما يوفر فرصة أفضل لرؤية الشهب حتى بزوغ الشفق الصباحي.
كيفية الرصد بدون معدات خاصة
يمكن رؤية شهب البرشاويات بدون الحاجة إلى معدات خاصة؛ فالمراقبة naked eye تكفي لمشاهدتها، ومن المفيد تجنب النظر إلى أي ضوء أبيض، واستخدام مصباح يدوي مزود بفلتر أحمر للحفاظ على رؤية ليلية جيدة، كما يمكن البدء برصد الشهب بعد الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي، وستزداد الشهب بشكل ملحوظ بعد منتصف الليل، ويفضل أن يكون الرصد من موقع مفتوح ومظلم، مع إطلالة واسعة على السماء.
مفاجآت شهب البرشاويات
هذا العام قد تقدم البرشاويات مفاجآت إضافية، حيث من المتوقع أن تسقط الشهب من مسارين نيزكيين مختلفين، مما قد يعزز نشاط الزخة ويجعلها أحد أبرز أحداث السماء هذا الصيف، وستظهر الشهب وكأنها تتساقط من أمام مجموعة برشاوش النجمية، لكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء، كما تعد زخة شهب البرشاويات حدثًا فلكيًا مميزًا، يضفي جمالاً وسحرًا على سماء الليل، ويعد فرصة رائعة لعشاق الفلك لاستكشاف تفاصيل هذا الحدث الرائع.