تم دفن جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية يوم الجمعة في مقبرة “لوسيل” بقطر، وقد شهدت الجنازة حضور آلاف المشيعين، واحتلت مقبرة “لوسيل” اهتماماً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور الجنازة بشكل واسع وجعلت المقبرة واحدة من أبرز ترندات الساعات الأخيرة، مما دفع الكثيرين للبحث عن تاريخها.
نبذة تاريخية عن قلعة لوسيل
انتقل الشيخ جاسم بن محمد إلى منزله الجديد في لوسيل عام 1902م، بعد أن قضى فترة في منطقة الظعاين شمال لوسيل، وقد قرر مغادرة الظعاين، التي شهدت زيادة كبيرة في عدد السكان والأجانب، خشية على سلامة أطفاله الصغار، واستقر الشيخ جاسم في الظعاين لمدة ست عشرة سنة منذ عام 1887م، حيث بنى منزله الجديد في لوسيل على هضبة رملية تطل على الشاطئ، وقد صمم المنزل على هيئة قلعة نتيجة الأوضاع السياسية غير المستقرة في قطر في تلك الفترة، رغم النصر على الأتراك في معركة الوجبة عام 1893م، ظل الأتراك موجودين في الدوحة، مما دفع الشيخ جاسم إلى تعزيز الاحتياطات ببناء برج على جبل لوسيل لمراقبة القادمين من البر والبحر وحماية البئرين اللتين كانت القلعة تعتمد عليهما في تلبية احتياجاتها من الماء، لم يقم الشيخ جاسم في قلعة لوسيل أكثر من تسع سنوات، حيث توفي في شعبان 1331 هـ (17 يوليو 1913م) ودفن في مقبرة لوسيل التي تقع غرب القلعة.
تصميم قلعة لوسيل الاستراتيجي
أن تصميم القلعة كان واضحًا منذ الكشف عن أساساتها وبقايا الحجر المحفوظة تحت أكوام التراب، وعلى الرغم من إزالة معظم حجارة القلعة في الخمسينيات من قِبل مقاولي الحجر لبناء بيوت في الدوحة، إلا أن الجزء الأكبر من مخطط القلعة ظل محفوظًا، حيث كان يشمل الحرم الجنوبي الذي أقام فيه أهل الشيخ جاسم، واحتوى على حجرة الشيخ جاسم في وسط الحرم، وكانت القلعة تتضمن غرفًا للعائلة في الجهة الجنوبية، ومطبخًا وخدمًا واسطبلات خيل في الجهة الغربية، ومجلسًا ومخازن للتمر في الجهة الشمالية، بالإضافة إلى مسجد يقع خارج القلعة في الناحية الشمالية، كما أحاط بالقلعة ثلاثة عشر بيتًا صغيرًا لأقارب الشيخ وخدمه، وكانت للقلعة مدخلان: شمالي يؤدي إلى المجلس، وجنوبي مخصص للعائلة.