شهدت سماء بيروت هذا اليوم (الثلاثاء) حدثا استثنائيا حيث اخترقت الطائرات الإسرائيلية “جدار الصوت” على ارتفاع منخفض، متزامنة مع انطلاق مراسم تأبين “حزب الله” للقائد فؤاد شكر في جنوب لبنان، الذي رحل عن عالمنا إثر ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية منذ أسبوع، ونقل مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” و”الوكالة الوطنية للإعلام” ومصادر أمنية لبنانية، أصداء دوي عنيف اهتزت له بيروت وضواحيها، نتيجة لهذا الخرق الذي تم على مرحلتين، مما خلق جوا من الخوف بين السكان.
خرق إسرائيلي عنيف لـجدار الصوت
توجد حالة من التوتر المتصاعد في لبنان، والتي انتشرت على مدى الأشهر الماضية بالتزامن مع تبادل القصف على الحدود الجنوبية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، وقد ازدادت شدة هذا التوتر مؤخرا، خاصة بعد الاغتيال الذي استهدف أحد القادة العسكريين للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما دفع اللبنانيين إلى حالة من الترقب الشديد وسط تدهور الأوضاع الأمنية، ويعم الخوف من أن يتجاوز القصف الإسرائيلي “قواعد الاشتباك” المعتادة، مما قد يؤدي إلى توسع نطاق الهجمات لشمال العاصمة بيروت وربما مدن أخرى، وقد أثارت الخروقات الأخيرة لـ”جدار الصوت” من قبل الطيران الإسرائيلي فوق بيروت موجة من الرعب والقلق بين المواطنين، مما يعكس حالة القلق المستمر والخشية من تصاعد النزاع.
ماذا يعني خرق جدار الصوت؟
“خرق جدار الصوت” يشير إلى اللحظة الحاسمة التي تتعدى فيها طائرة حاجز سرعة الصوت، والتي تقدر بحوالي 1235 كيلومترا في الساعة، هذه الظاهرة تعتبر إنجازا هندسيا مثيرا، حيث تحدث الطائرة عند تجاوزها لهذه السرعة تأثيرا يعرف بـ”الانفجار الصوتي”.
الصوت ينتقل عبر الهواء على شكل موجات، وعندما تتخطى الطائرة هذه السرعة، تتجمع الموجات الصوتية أمامها محدثة ضغطا هائلا يفضي إلى انبعاث قوي يشبه الانفجار عند تحررها، هذا التأثير يمكن سماعه على الأرض كصدى مدوي للحظة تخطي الطائرة لسرعة الصوت.