أكد وزير الصحة السوداني الدكتور هيثم إبراهيم في إعلان رسمي تفشي وباء الكوليرا في السودان، وأرجع الوزير السبب الرئيسي لهذا الانتشار إلى تدهور الأوضاع البيئية وتلوث مصادر المياه، خاصة في ظل الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد، وقد كشفت التحاليل المخبرية عن وجود بكتيريا الكوليرا في عينات مأخوذة من المناطق المتضررة لاسيما ولايتي كسلا والقضارف بالشرق، وتخشى السلطات الصحية من تفاقم الوضع مع استمرار الأمطار وزيادة حالات النزوح، خاصة بين الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالإسهال الحاد الناتج عن الكوليرا.
الكوليرا في السودان
يعاني الشعب السوداني من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحرب والمرض، فبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، فإن تفشي وباء الكوليرا في السودان يهدد حياة الملايين خاصة في المناطق النائية التي تعاني من نقص في الخدمات الأساسية، وتُعتبر ولاية كسلا مثالاً صارخاً على هذه الأزمة حيث يعاني سكانها من نقص في المياه الصالحة للشرب والأغذية مما يزيد من معاناتهم.
ولاية كسلا الأكثر ضرراً بسبب وباء الكوليرا
تُعاني ولاية كسلا من أزمة إنسانية حادة نتيجة تفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث أعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ ودعت المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لإنقاذ حياة الآلاف المهددين، وتُعتبر الكوليرا عدوى معوية حادة تنتقل بشكل رئيسي عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث، وقد تؤدي إلى الوفاة بسرعة إذا لم تُعالج بشكل فوري، وتفاقمت هذه الأزمة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023 والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية الصحية وتشريد الملايين مما خلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
جهود مكثفة لإنقاذ الموقف
على الرغم من موافقة قوات الدعم السريع على التعاون في إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، عقب قرار الحكومة بفتح معبر رئيسي مع تشاد إلا أن الأزمة الإنسانية في البلاد لا تزال تتفاقم، فتفشي مرض الكوليرا وانتشار الأمراض الأخرى بالإضافة إلى نقص الإمدادات الطبية يمثلان تهديدًا كبيرًا على حياة المدنيين، وفي الوقت نفسه تتواصل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السياسية، فقد أعلن مجلس السيادة الانتقالي عن نيته إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول تنفيذ اتفاق جدة وذلك في محاولة لإيجاد حل سياسي ينهي هذا الصراع المستمر.