غزة ولبنان وإيران.. هل يحمل ترامب حلولاً جديدة لأزمات المنطقة المتصاعدة؟

غزة ولبنان وإيران.. هل يحمل ترامب حلولاً جديدة لأزمات المنطقة المتصاعدة؟
غزة ولبنان وإيران.. هل يحمل ترامب حلولاً جديدة لأزمات المنطقة المتصاعدة؟

تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العديد من الملفات التي تستوجب حلا في المنطقة، لا سيما في ظل الصراع المتصاعد في كل من غزة ولبنان حيث يشهد الشرق الأوسط اليوم تصعيداً كبيراً في ثلاث جبهات رئيسية: غزة، لبنان، وإيران، حيث ترتبط هذه الملفات بأزمات متشابكة تتطلب حلولاً جريئة واستراتيجيات متجددة. وكما كان الحال خلال فترة رئاسته الأولى، ينظر الكثيرون إلى ترامب باعتباره داعماً قوياً لإسرائيل وصاحب توجه متشدد تجاه إيران، فكيف يمكن أن يتعامل مع هذه الملفات الشائكة إذا عاد إلى البيت الأبيض؟

غزة: دعم قوي لإسرائيل مع ضغوط لإنهاء الصراع بسرعة

لطالما أبدى ترامب دعماً صريحاً لإسرائيل، وأثبت ذلك بقرارات جريئة خلال ولايته الأولى، أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ومع دخول الحرب في غزة عامها الأول، يتوقع الكثيرون أن يستمر ترامب في تقديم الدعم القوي لإسرائيل في حال عودته، ولكنه قد يسعى أيضاً إلى الدفع نحو إنهاء الحرب بسرعة.

 فقد وجه في تصريحات سابقة انتقادات لإسرائيل، مطالباً إياها بإنهاء "المهمة" بشكل سريع لتجنب المزيد من الأضرار البشرية والسياسية. ويعتبر موقفه المتوازن نسبياً بين دعمه لإسرائيل ورغبته في إنهاء النزاع بسرعة جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق "استقرار سريع" في المنطقة، ولكن دون تقديم تنازلات سياسية ملموسة للفلسطينيين.
 

لبنان: دعوة لإنهاء الصراع وتعهد بدعم استقرار المجتمعات اللبنانية

أما في الملف اللبناني، فقد اتخذ ترامب نبرة مختلفة، حيث دعا مؤخراً إلى "إنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني" وأبدى اهتمامه بتحقيق استقرار حقيقي ومستدام في لبنان. وفي تغريدة له، أكد ترامب أنه سيعمل على استعادة السلام في الشرق الأوسط "بشكل صحيح" كي لا يتكرر التصعيد كل بضع سنوات. كما تعهد بدعم "الشراكة المتساوية" بين كافة المجتمعات اللبنانية، في خطوة تُعد رسالة تطمين للبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، إلا أنه لم يوضح أي تفاصيل حول كيفية تحقيق هذه الأهداف أو تقديم حلول عملية للمشكلات المعقدة التي تواجه لبنان.

وتبقى التساؤلات قائمة حول كيفية تعامل ترامب مع حزب الله، خاصةً وأنه يعتبره تهديداً مباشراً لإسرائيل، وبالتالي من المتوقع أن يستمر في سياساته السابقة القائمة على الضغط والعقوبات لمحاصرة نفوذ الحزب.

إيران: العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"

منذ بداية حملته الانتخابية، أكد ترامب عزمه على العودة إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران، وهي السياسة التي انتهجها خلال رئاسته الأولى ودفعت بإدارته إلى الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015. ينظر ترامب إلى هذا النهج كوسيلة لتقييد النفوذ الإقليمي الإيراني وضمان عدم وصولها إلى مستوى متقدم من القدرات النووية. ويعتبر مستشاروه أن حملة الضغط القصوى قد أثرت على الاقتصاد الإيراني وقلصت قدرتها على دعم الجماعات المسلحة في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

ورغم ذلك، فإن هذه السياسة قد تواجه تحديات إذا لم يقترن الضغط بتوجه للتفاوض أو وضع أهداف واضحة، إذ يمكن أن يؤدي النهج المتشدد إلى جولة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. وفي حال عودة ترامب للرئاسة، فإن سياسته تجاه إيران قد تتضمن توسيع العقوبات، مع تقديم دعم أكبر للمعارضة الإيرانية، إلا أن احتمالية الدخول في مفاوضات مباشرة مع طهران تبدو ضئيلة ضمن هذا الإطار.

خيارات ترامب في الشرق الأوسط: استمرار الدعم لإسرائيل والمزيد من الضغوط على إيران

تأتي التصريحات والتوجهات التي يبديها ترامب لتشير إلى استمرار دعمه اللامحدود لإسرائيل، إذ يعتبر العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية جزءاً من سياسته الإقليمية المتماسكة. وعلى الأرجح سيسعى ترامب في حال عودته إلى تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي مع إسرائيل، بما في ذلك دعم العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة في غزة ولبنان. كما يُتوقع أن تواصل إدارته فرض عقوبات اقتصادية مكثفة على إيران، مع توجيه ضغوط أكبر لتحجيم تأثيرها الإقليمي.

تحديات استقرار المنطقة: ترامب بين الحلول الدبلوماسية والتصعيد

يظل التحدي الأبرز أمام ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض هو تحقيق التوازن بين دعم الحلفاء الإقليميين، وتهدئة التوترات المتصاعدة التي تهدد استقرار المنطقة. ففي ظل الأزمات المتفاقمة في غزة ولبنان، إلى جانب التوترات المستمرة مع إيران، يحتاج ترامب إلى استراتيجية دبلوماسية فعالة تتجاوز الحلول العسكرية والعقوبات، وتسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد.

سياسة ترامب المتوقعة وتداعياتها على الشرق الأوسط

في حال عودته للرئاسة، سيجد ترامب نفسه أمام ملفات حساسة ومعقدة في الشرق الأوسط. وبينما تؤكد تصريحاته على استمرار الدعم القوي لإسرائيل، والتشدد مع إيران، يبقى السؤال الأهم حول مدى فعالية هذه السياسات في تحقيق الاستقرار في منطقة تشهد صراعات متجددة. فالمنطقة تحتاج إلى جهود دبلوماسية بناءة وتحركات مدروسة لضمان تهدئة الأوضاع، وسط توقعات بأن تشكل قرارات ترامب المرتقبة نقاط تحول في مستقبل الأمن الإقليمي.

 

 

قد تقرأ أيضا