الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة جنين وسط تزايد التوتر في الضفة الغربية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية بعدة آليات عسكرية ثقيلة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين. هذا الاقتحام الجديد يأتي ضمن سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي تصاعدت منذ أكتوبر الماضي، مستهدفة المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.
عملية الاقتحام لم تسفر عن تسجيل إصابات أو اعتقالات حتى اللحظة، لكنها تسببت في حالة من الذعر بين السكان، خصوصًا بعد مشاهد الدمار التي خلفها الاحتلال في الأيام الماضية. سكان جنين أكدوا أن الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت في أحياء المدينة ومخيمها بشكل مكثف، مهددة حياة المدنيين وممتلكاتهم.
استهداف مستمر: دمار واسع وآثار إنسانية قاسية
هذا التصعيد يأتي بعد انسحاب قوات الاحتلال من جنين ومخيمها يوم الأربعاء الماضي، إثر عدوان استمر 48 ساعة أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة 19 آخرين بجروح، فضلاً عن تدمير واسع في البنية التحتية شمل منازل وشبكات كهرباء ومياه. الأهالي وصفوا العدوان بأنه الأعنف منذ فترة طويلة، حيث استخدمت القوات الإسرائيلية خلاله أسلحة ثقيلة وقصفًا مكثفًا على المخيم، مما جعل السكان يعيشون في حالة من الرعب المستمر.
مدينة جنين ومخيمها يحملان رمزية كبيرة في مسيرة المقاومة الفلسطينية، وهو ما يجعلها هدفًا دائمًا لعمليات الاحتلال. القوات الإسرائيلية تسعى عبر هذه العمليات إلى تقويض البنية التحتية للمقاومة وضرب الروح المعنوية للسكان. لكن المشهد في جنين يثبت يومًا بعد يوم أن السكان ما زالوا متشبثين بأرضهم وحقوقهم، رغم كل المحاولات الإسرائيلية لفرض الأمر الواقع.
تصعيد شامل منذ أكتوبر: أرقام تعكس المأساة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي الشامل في أكتوبر 2023، تشير الإحصاءات إلى استشهاد 795 فلسطينيًا، وإصابة 6450 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 11 ألف شخص. هذه الأرقام تسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل تصعيد إسرائيلي لا يراعي القوانين الدولية أو الإنسانية. في جنين تحديدًا، تجاوزت الاعتداءات الاستهداف العسكري إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون حصارًا اقتصاديًا وعسكريًا خانقًا.
دعوات دولية لوقف التصعيد: صمت يفاقم الأزمة
دعت السلطة الفلسطينية مرارًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد، محذرة من أن استمرار العدوان سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في الضفة الغربية.
منظمات حقوق الإنسان الدولية أصدرت تقارير تدين هذه العمليات وتصفها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، داعية إلى توفير الحماية الدولية للفلسطينيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
ورغم الإدانات الدولية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته التوسعية في الضفة الغربية، متجاهلاً كافة القرارات الأممية. يرى محللون أن العدوان على جنين هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين وتقويض أي جهود لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة. هذه السياسات الاستيطانية تضع المنطقة بأكملها على شفا انفجار أوسع، حيث تتزايد التوترات يومًا بعد يوم.