تصعيد جنوبي وأزمات خانقة..هل يحتفل لبنان بعيد الاستقلال القومي هذا العام؟

تصعيد جنوبي وأزمات خانقة..هل يحتفل لبنان بعيد الاستقلال القومي هذا العام؟
تصعيد جنوبي وأزمات خانقة..هل يحتفل لبنان بعيد الاستقلال القومي هذا العام؟

يصادف 22 نوفمبر ذكرى استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي عام 1943، وهو يوم يحمل رمزية وطنية عميقة لكل اللبنانيين. لكن هذا العام، تحل الذكرى في وقت يعاني فيه البلد من أزمات خانقة تعصف بمؤسساته السياسية والاقتصادية، وتضع الاحتفالات التقليدية في طي النسيان.

بسبب غياب رئيس للجمهورية، وتصاعد التوترات على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وانهيار الوضع الاقتصادي، اقتصرت الفعاليات الرسمية لعيد الاستقلال على وضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، دون أي عروض عسكرية أو تجمعات مركزية كانت تشكل جزءًا من تقاليد الاحتفال بهذا اليوم.

شغور رئاسي يزيد من تعقيد المشهد السياسي

لبنان يعيش شغورًا رئاسيًا منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد رغم عقد أكثر من 11 جلسة لهذا الغرض. ووفقًا للدستور اللبناني، يتحول البرلمان في هذه الحالة إلى هيئة انتخابية مكلفة بانتخاب رئيس، لكن الانقسامات السياسية العميقة بين الكتل النيابية حالت دون ذلك، مما فاقم الجمود السياسي الذي يعاني منه لبنان.

هذا الشغور لم يؤثر فقط على عملية اتخاذ القرار السياسي، بل انعكس أيضًا على الاحتفالات الوطنية التي باتت رمزية فقط، في ظل غياب القيادة القادرة على تنظيم فعاليات موحدة تعكس وحدة الشعب اللبناني.
 

تصعيد جنوبًا وتوترات مع إسرائيل

على الجبهة الجنوبية، تتصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث يشهد الجنوب اللبناني اعتداءات إسرائيلية متكررة أسفرت عن نزوح الآلاف وتدمير واسع للبنية التحتية. وأكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن هذه التوترات تُعيق أي محاولة لإحياء ذكرى الاستقلال بشكل يليق برمزيته الوطنية.

وأشار البرديسي إلى أن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، زعيم حركة أمل، أجرى مفاوضات مع المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين، لبحث وقف التصعيد، لكن النتائج لم تتضح بعد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

أزمات اقتصادية خانقة تعصف بالمواطنين

إلى جانب الأزمات السياسية والأمنية، يعاني لبنان من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه. انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة جعل الاحتفال بالاستقلال بعيدًا عن أولويات الشعب الذي يكافح لتلبية احتياجاته الأساسية.

وأوضح الدكتور حامد فارس، خبير العلاقات الدولية، أن الشعب اللبناني يحتاج إلى دعم دولي وعربي للخروج من أزماته، مشيرًا إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني يفاقم من معاناة السكان، ويجعل الاحتفال بعيد الاستقلال أمرًا صعبًا.

احتفالات رمزية تعكس الواقع الصعب

رغم كل هذه التحديات، تحاول الدولة اللبنانية الحفاظ على رمزية عيد الاستقلال. وقد اقتصرت الفعاليات هذا العام على وضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، في خطوة تعكس التزامًا وطنيًا رغم الصعوبات، لكنها تفتقر إلى الزخم المعتاد الذي لطالما ميز هذه المناسبة.

قد تقرأ أيضا