وول ستريت في زمن ترامب.. «ستاندرد آند بورز 500» على أعتاب قمة تاريخية - سبورت ليب

ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية وشركة تسلا المملوكة لإيلون موسك والبنوك وبيتكوين اليوم الأربعاء حيث يراهن المستثمرون على ما ستعنيه عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بالنسبة للاقتصاد والعالم.

 ومن بين الخاسرين في السوق شركات الطاقة الشمسية وربما أي شخص يشعر بالقلق إزاء ارتفاع التضخم.

قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2% في تعاملات منتصف النهار وهو في طريقه إلى أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله الشهر الماضي. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1304 نقاط، أو 3.1%، بحلول الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.3%، وفقا لـ"AP".

تاريخيا، كانت سوق الأسهم الأمريكية تميل إلى الارتفاع بغض النظر عن الحزب الذي سيفوز بالبيت الأبيض، حيث حقق الديمقراطيون مكاسب أكبر في المتوسط ​​منذ عام 1945. لكن سيطرة الجمهوريين قد تعني تحولات كبيرة في الفائزين والخاسرين، ويزيد المستثمرون من الرهانات المتراكمة.

وقال بيتر إيشو من Esho Capital: "تتدافع الأسواق لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك، لكن في الوقت الحالي، تتوقع السوق نموا أعلى وتوقعات تضخم أعلى".

وبطبيعة الحال، من المرجح أن يعتمد حجم التغيير الذي سيتمكن ترامب من إحداثه على ما إذا كان زملائه الجمهوريون سيفوزون بالسيطرة على الكونغرس، وهذا لم يتحدد بعد. قد يترك ذلك مجالا للرجوع مرة أخرى في بعض الحركات الكبيرة يوم الأربعاء.

ومع ذلك، فإن السوق تنقسم بين فائزين وخاسرين واضحين بعد فوز ترامب الدراماتيكي. فيما بينها:

أسهم البنوك

قادت أسهم البنوك السوق إلى الارتفاع، ويرجع ذلك جزئيا إلى الآمال في أن الاقتصاد القوي سيعني حصول المزيد من العملاء على القروض وسدادها بفوائد.

كما ارتفعت أيضا على أمل تخفيف القواعد التنظيمية من البيت الأبيض الجمهوري، الأمر الذي قد يحفز المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ حيث يمكن للبنوك الاستثمارية كسب الرسوم.

وارتفع سهم جيه بي مورغان تشيس بنسبة 9.2%، وحققت الأسهم المالية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر مكاسب على الإطلاق بين قطاعات المؤشر الأحد عشر.

وتعهد ترامب بجعل البلاد "عاصمة العملات المشفرة للكوكب" وإنشاء "احتياطي استراتيجي" من عملة البيتكوين.

وصل سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 75000 دولار، وفقًا لـCoindesk، وارتفع مؤخرًا بنسبة 6.5% ليصل إلى 74400 دولار تقريبً.

وقفزت الشركات العاملة في مجال العملات المشفرة أيضا، بما في ذلك قفزة منصة التداول Coinbase بنسبة 22.7%.

أسهم تسلا ومجموعة ترامب

وأصبح الملياردير إيلون ماسك حليفا وثيقا لترامب، وحث الرئيس السابق على الترشح، في حين أن ترامب قد ينتهي به الأمر إلى إلحاق الضرر بصناعة السيارات الكهربائية على نطاق واسع من خلال الحد من الدعم الحكومي، يقول المحللون إن شركة تسلا يمكن أن تكتسب بعض الميزة من خلال كونها بالفعل لاعبا كبيرا في الصناعة. وارتفع سهم تسلا 13.2%، في حين نزل سهم منافستها ريفيان أوتوموتيف 9.9%.

وارتفع سهم الشركة التي تقف وراء منصة ترامب تروث سوشال بنسبة 6.1% بعد أن قفزت في وقت سابق بنحو 35%. وهي تتداول بانتظام على شعبية ترامب أكثر من توقعات أرباحها.

وجاء صعودها حتى بعد أن قدمت وثائق مالية غير مدققة إلى المنظمين في وقت متأخر من يوم الثلاثاء قائلة إنها خسرت 19.2 مليون دولار خلال الربع الأخير وأن مبيعاتها ضعفت عن العام السابق.

أسهم الشركات الصغيرة

ومن الممكن أن تساعد سياسات ترامب "أمريكا أولا" الشركات التي تركز على العملاء داخل الولايات المتحدة، بدلا من الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات التي يمكن أن تتضرر من زيادة التعريفات الجمركية والحمائية.

وقفز مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة، والتي يُنظر إليها على أنها أكثر تركيزًا على المستوى المحلي من الأسهم الكبيرة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بنسبة 4.5%. وكان ذلك أكثر من ضعف مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

ويرى المستثمرون أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى نمو اقتصادي أقوى، مما يساعد على خفض أسعار سندات الخزانة وارتفاع عوائدها. ومن الممكن أن تؤدي التخفيضات الضريبية في عهد ترامب أيضا إلى تفاقم عجز الحكومة الأمريكية، وهو ما من شأنه أن يزيد احتياجاتها من الاقتراض ويجبر العائدات على الارتفاع. وقفز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.45% من 4.29% في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وهو تحرك كبير لسوق السندات. لقد ارتفع بشكل كبير عن شهر أغسطس، عندما كان أقل من 4٪.

ويرى المستثمرون أيضًا أن سياسات ترامب من المرجح أن تزيد من التضخم في المستقبل، وخاصة التعريفات الجمركية، والتي يمكن أن تضيف تكاليف إلى فواتير الأسر الأمريكية.

وقال أندريه سكيبا، رئيس الدخل الثابت لشركة BlueBay الأمريكية في RBC Global Asset Management: "يستمر ترامب في إخبار الناس علنا أنه سيزيد الرسوم الجمركية ليس فقط على الصين ولكن مع كل شريك تجاري".

وأضاف: "نحن نتحدث عن تعريفات بنسبة 10% عبر جميع الشركاء العالميين. وهذه صفقة كبيرة لأن هذا قد يضيف 1% إلى التضخم. إذا أضفت 1% إلى أرقام التضخم في العام المقبل، فيجب أن نقول وداعًا لتخفيضات أسعار الفائدة".

توقعات خفض أسعار الفائدة

كان جزء كبير من ارتفاع وول ستريت إلى مستويات قياسية هذا العام مبنيا على توقعات بتخفيضات قادمة في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والآن يبدو أن التضخم يتجه مرة أخرى إلى هدفه البالغ 2%. تساعد أسعار الفائدة الميسرة على تعزيز الاقتصاد، ولكنها يمكن أن تعطي التضخم المزيد من الوقود.

سيعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قراره الأخير بشأن أسعار الفائدة يوم الخميس، حيث لا تزال التوقعات بخفضها، وفقًا لبيانات من مجموعة CME. لكن المتداولين بدأوا بالفعل في تقليص توقعاتهم بشأن عدد التخفيضات التي سيقدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى منتصف العام المقبل.

العملات الأجنبية تنخفض مقابل الدولار

وتعهد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية بشكل حاد على الواردات من الصين والمكسيك ودول أخرى، مما أثار المخاوف بشأن الحروب التجارية واضطرابات الاقتصاد العالمي.

ارتفع مقياس قيمة الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات الرئيسية بنسبة 1.6%، مما يعني أن تلك العملات الأخرى انخفضت.

وانخفض اليورو بنسبة 1.5%، وخسر الوون الكوري الجنوبي 1.2%، وانخفض البيزو المكسيكي أكثر قليلاً مقابل الدولار.

مخزونات الطاقة المتجددة

ترامب من محبي الوقود الأحفوري، ويشجع إنتاج النفط والغاز الطبيعي. أدى فوزه إلى انخفاض أسهم شركات الطاقة الشمسية بشكل حاد، بما في ذلك انخفاض بنسبة 12.6% لشركة First Solar و18.7% لشركة Enphase Energy.

كان السهم الوحيد الذي تعرض لخسارة أكبر في مؤشر S&P 500 هو شركة Super Micro Computer، التي قالت إن مبيعاتها للربع الأخير قد تأتي أقل من توقعاتها السابقة. وانخفضت أسهمها بنسبة 24.4٪.