الإمارات وإندونيسيا.. علاقات راسخة وشراكة تضيء المستقبل - سبورت ليب

الإمارات وإندونيسيا.. علاقات راسخة وشراكة تضيء المستقبل - سبورت ليب
الإمارات وإندونيسيا.. علاقات راسخة وشراكة تضيء المستقبل - سبورت ليب

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم الإمارات وإندونيسيا.. علاقات راسخة وشراكة تضيء المستقبل - سبورت ليب

شراكة راسخة تستشرف المستقبل وتضيء دروبه لتعزز علاقات وثيقة تطورت عبر الزمن بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا.

روابط تترسخ اليوم بزيارة دولة يجريها الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى دولة الإمارات التي استقبلته بسرب من الطائرات العسكرية؛ حيث استأذنه قائد السرب بمرافقته إلى مطار الرئاسة مرحباً به في بلده الثاني.

وكان في استقبال الرئيس الإندونيسي في مطار الرئاسة، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف.

وتأتي الزيارة في إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات الاستراتيجية بينهما، كما تتوج العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين.

شراكة تتجلى ملامحها في الزيارات المتبادلة والقمم المتتالية والمباحثات المستمرة بين قادة ومسؤولي البلدين لتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة.

وتوج كل ذلك بتوقيع البلدين اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بينهما خلال زيارة الرئيس الإندونيسي السابق  جوكو ويدودو لدولة الإمارات مطلع يوليو/تموز 2022.

زيارة دولة

تعد "زيارة الدولة" هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها.

وسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، زيارتين لإندونيسيا الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والثانية "زيارة دولة" في يوليو/تموز 2019، قوبل خلالهما بحفاوة بالغة واستقبال تاريخي على المستويين الرسمي والشعبي.

ويحمل تبادُل البلدين لهذا النوع من الزيارات رسائل ودلالات حول قوة ومتانة العلاقات التاريخية بينهما.

قمم وزيارات

وشكلت المباحثات التي جرت في يوليو/تموز الماضي بين  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإندونيسي السابق والتي كانت الثانية من نوعها في غضون أسبوعين، آنذاك.

وسبقتها مباحثات هاتفية جمعتها في السادس من الشهر نفسه، وجرى خلالها بحث مختلف مجالات التعاون والعمل المشترك في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين خاصة على مستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري.

كما كان اللقاء بين الزعيمين الثالث خلال 10 شهور، بعد لقاء جمعهما مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال زيارة الرئيس السابق ويدودو للإمارات للمشاركة في قمة المناخ COP28.

وآنذاك، بحث الزعيمان خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات المختلفة، وخاصة التنمية المستدامة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

كما التقى الزعيمان في 9 سبتمبر/أيلول الماضي بالعاصمة الهندية نيودلهي على هامش مشاركتهما في أعمال القمة الــ 18 لمجموعة العشرين.

وحينها، بحثا علاقات التعاون بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات لما فيه الخير للجميع وبما يلبي التطلعات إلى التنمية والازدهار.

كما تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات والقضايا محل الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون لإيجاد حلول فاعلة للتحديات المشتركة والقضايا العالمية الملحة خاصة فيما يتعلق بالعمل المناخي والاستدامة وتحول الطاقة وغيرها.

وكان رئيس إندونيسيا السابق أجرى 7 زيارات لدولة الإمارات منذ توليه مقاليد الحكم في 2014، بحسب إحصاء لـ«العين الإخبارية»، حيث سبق أن زار الدولة في ديسمبر/كانون الأول 2023، ويوليو/تموز 2022، ومايو/أيار 2022، ونوفمبر/تشرين الثاني 2021، ويناير/كانون الثاني 2020، وسبتمبر/أيلول 2015.

فيما تعتبر هذه الزيارة الأولى لبرابوو سوبيانتو والذي أدى اليمين الدستورية في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رئيسا لرابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

قمم ولقاءات تجسد التطور المتنامي في العلاقات بين البلدين، وتبرز الحرص المشترك على دفع هذه العلاقات إلى مستويات متقدمة من التعاون والتنسيق المشترك.

علاقات تعززت بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين ودخولها حيز التنفيذ مطلع سبتمبر/أيلول 2023 لتمثل نقلةً جديدةً ومهمةً في مسيرة الشراكة الاقتصادية والتنموية بينهما.

علاقات تاريخية

وترتبط دولة الإمارات وإندونيسيا بعلاقات ممتدة تسبق تاريخ التدشين الرسمي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1976.

وافتتحت السفارة الإندونيسية بأبوظبي في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1978 على مستوى القائم بالأعمال حتى تاريخ 29 مارس/آذار 1993، حيث عينت إندونيسيا أول سفير لها لدى الدولة.

فيما افتتحت عام 2003 قنصلية عامة في دبي، ومكتبا لترويج التجارة في الإمارات في العام نفسه، إضافة إلى مكتب لترويج الاستثمار تم افتتاحه في 2010.

في المقابل، جرى افتتاح سفارة دولة الإمارات بجاكرتا في يونيو/حزيران سنة 1991، بعد نحو عام من الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى إندونيسيا مايو/أيار عام 1990.

وفي إطار دعم ومساعدة الشعب الإندونيسي، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مكتباً لها بجاكرتا في 1997، لتقديم الدعم في المناطق التي تتضرر من الكوارث الطبيعية.

وأسست دولة الإمارات مكتباً للخدمات القنصلية بجاكرتا في أغسطس/آب 2014، بهدف تقديم خدمات قنصلية إلكترونية متميزة وسريعة، خصوصاً في مجال إرسال العمالة الإندونيسية للدولة، كما تم افتتاح الملحقية العسكرية في أبريل/نيسان 2019.

نقلة نوعية

وشهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة مع زيادة الزيارات المتبادلة على مستوى القيادة وكبار المسؤولين في البلدين.

وتوجت تلك القمم والزيارات بتوقيع عشرات الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، كان أبرزها توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال زيارة الرئيس الإندونيسي السابق لدولة الإمارات مطلع يوليو/تموز 2022.

وتؤسس الاتفاقية لمرحلة جديدة ونقطة انطلاق مهمة نحو المزيد من التعاون الاستراتيجي في مختلف القطاعات الحيوية، بما يسخر الإمكانات الكبيرة للبلدين لما فيه مصلحة ورخاء الشعبين الإماراتي والإندونيسي.

وتهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وإندونيسيا إلى تحفيز التجارة البينية بين البلدين من نحو 3 مليارات دولار سنوياً في عام 2021 وصولاً إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً في غضون خمسة أعوام من خلال خفض أو إزالة الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع والخدمات، مما يخلق فرصاً جديدة للمصدرين والشركات من الجانبين.

وفيما كانت زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإندونيسيا في مايو/أيار 1990 نقطة تحول في مسار العلاقات الإماراتية – الإندونيسية، شكلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإندونيسيا في 24 يوليو/تموز 2019 دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

وتم خلال الزيارة توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تتجاوز 9.7 مليار دولار عقب جلسة مباحثات رسمية.

وحظي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باحتفاء رسمي وشعبي لافت منذ وصوله إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

والمباحثات التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الإندونيسي حينها جوكو ويدودو في قصر بوغور الرئاسي عكست بشكل واضح حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بمسار هذه العلاقات، وتوسيع آفاق ومجالات التعاون والعمل المشترك بينهما في مختلف المجالات.

كما أظهرت أيضا توافق رؤى الدولتين فيما يتعلق بمحاربة آفتي التطرف والإرهاب، والعمل معا على ترسيخ ونشر قيم التسامح، وضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم.

وخلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإندونيسيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شهد الزعيمان توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت العديد من جوانب التعاون الاقتصادي والبيئي والتكنولوجي بين البلدين الصديقين.

كما افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة، جامع الشيخ زايد الكبير في مدينة سولو، بحضور الرئيس جوكو ويدودو.

وتشكل الإمارات وإندونيسيا نموذجيين حقيقيين في مجال تطبيق مفاهيم التسامح، حيث نجحت إندونيسيا في صهر التعدد العرقي واللغوي والديني الناتج عن طبيعة الجمهورية التي تتشكل من أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة يتحدث سكانها بأكثر من 700 لغة.

وهو ذات النموذج الذي قدمته الإمارات عبر احتواء أكثر من 200 جنسية على أرضها تتوافر لهم كافة الحقوق والواجبات التي تكفل تعايشهم بسلام، قبل أن تتحول الإمارات إلى إحدى أهم منارات التسامح في المنطقة عبر استضافة العديد من المناسبات والمؤتمرات وإطلاق العديد من المبادرات المرتبطة بتعزيز ونشر مفهوم التسامح في العالم.

ويتفق البلدان على أهمية نشر مفهوم التسامح منذ وقت مبكر، حيث أصدرا في 2015 بياناً مشتركا في اختتام زيارة للرئيس الإندونيسي حينها جوكو ويدودو لدولة الإمارات.

وفي البيان أكد الجانبان أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم يتطلب نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتشجيع الحوار بين الأديان لجمع الشعوب المختلفة الأعراق والثقافات والأديان.

aXA6IDJhMDE6NGY5OmMwMTI6ZTg2Mzo6MSA= جزيرة ام اند امز FI

قد تقرأ أيضا