خبير يكشف دور «الجينات القافزة» في تشخيص سرطان المعدة (حوار) - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم خبير يكشف دور «الجينات القافزة» في تشخيص سرطان المعدة (حوار) - سبورت ليب
كان يُعتقد في الماضي أن "الجينات القافزة" ليس لها أي وظيفة، لكن مع مزيد من الأبحاث والدراسات، بدأ يتضح أهميتها، والدور الذي تلعبه في تنظيم الجينات
ومؤخرا كانت موضوعا لدراسة للباحث الكبير براوليو فالديبينييتو-ماتورانا، المتخصص في البيولوجيا الجزيئية، من مركز الجينوم المتقدم في تشيلي.
وخلال الدراسة المنشورة في دورية "ساينتفيك ريبورتيز"، كشف ماتورانا عن الدور الذي تلعبه "الجينات القافزة" أو ما يُعرف بالعناصر القابلة للانتقال (TEs) في تطور سرطان المعدة، أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا عالميًا، وهذا النوع من السرطان يُعد مشكلة صحية خطيرة، حيث يُعتبر السبب الرئيسي للوفاة بسبب السرطان بين الرجال.
وفي مقابلة خاصة مع ماتورانا، يقدم الباحث رؤى جديدة حول كيفية اكتشاف الجينات القافزة في مراحل مبكرة من المرض، مما قد يوفر أدوات تشخيصية جديدة تساهم في تحسين فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة.
كما يناقش الإمكانيات المستقبلية لاستخدام هذه الجينات كأهداف علاجية توقف تقدم السرطان، وكيف يقدم هذا الاكتشاف، نقلة نوعية في فهم سرطان المعدة وتطوير علاجات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وإلى نص الحوار.
ما هي "الجينات القافزة" وما أهميتها في دراسة السرطان؟
"الجينات القافزة" هي أجزاء من الحمض النووي يمكنها التحرك من مكان إلى آخر داخل الجينوم، وتشكل حوالي 50% من الجينوم البشري.
في الماضي، كان يُعتقد أنها مجرد "حمض نووي غير وظيفي"، لأنها تبدو كأنها تتكاثر دون هدف، لكن منذ اكتشاف باربرا مكلينتوك، الحائزة على جائزة نوبل في 1983، تبين أن لها دورا في تنظيم الجينات.
وفي الوقت الحالي، نعرف أن نشاطها قد يؤثر على التعبير الجيني في الخلايا السرطانية، مما يجعلها ذات أهمية في دراسة السرطان.
كيف تؤثر العناصر القابلة للانتقال (TEs) على الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا في حالات سرطان المعدة؟
العناصر القابلة للانتقال قد تؤثر على الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا بطريقتين: إما عبر تفعيل التعبير الجيني غير المنضبط لهذه الجينات أو عبر كبتها،وهذه العمليات قد تكون ذات تأثير مباشر على تطور الخلايا السرطانية.
هل تم تحديد آلية دقيقة من خلالها تساهم هذه العناصر في تحفيز عملية السرطنة؟
حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة. رغم أن العديد من الدراسات، بما في ذلك دراستي، أظهرت نشاط العناصر القابلة للانتقال، إلا أن مساهمتها المباشرة في عملية السرطنة لم تتضح بشكل كامل بعد. الخطوة التالية في هذا المجال ستكون التحقق من ذلك تجريبا، مثل محاولة كبت هذه العناصر لمعرفة ما إذا كانت السرطنة ستحدث أم لا.
كيف تقيّم فعالية العناصر القابلة للانتقال كمؤشرات حيوية للكشف المبكر عن سرطان المعدة؟
في بحثي قدمت أدلة واسعة تشير إلى تفعيل هذه العناصر في المراحل المبكرة من سرطان المعدة، ما يجعلها مؤشرات حيوية محتملة وجديدة. في الوقت الحالي، أعمل على تطوير خوارزميات لاختبار هذه الفكرة ومقارنتها بالمؤشرات الحيوية المعروفة.
هل تم دراسة هذه العناصر في مرضى آخرين يعانون من سرطان المعدة؟
على حد علمي، لم يتم دراسة هذا الموضوع من قبل في حالات سرطان المعدة المبكر، و هذا هو أيضًا أحد الأهداف التي أود تقييمها عند توفر المزيد من البيانات.
كيف يمكن أن تسهم اكتشافاتك في تطوير علاجات مستقبلية توقف تقدم سرطان المعدة؟
أعتقد أن هذا يمكن دمجه مع تقنيات جديدة تهدف إلى استهداف هذه العناصر وكبح نشاطها. إذا ثبت أن هذه العناصر تساهم في عملية السرطنة، فإن كبت نشاطها يمكن أن يوقف تقدم سرطان المعدة بشكل فعّال.
هل تم اكتشاف العناصر القابلة للانتقال في أنواع أخرى من السرطانات؟
نعم، لقد تم اكتشاف هذه العناصر في العديد من أنواع السرطان، ونظرا لطبيعتها المتكررة، من المحتمل أن يكون هناك تداخل بين الأنواع التي يتم تفعيلها في مختلف أنواع السرطان، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الأساليب العلاجية التي تستهدف هذه العناصر قد تكون فعالة في معالجة أنواع من السرطان.
ما هي أوجه التشابه أو الاختلاف بين تفعيل العناصر القابلة للانتقال في سرطان المعدة والسرطانات الأخرى؟
لم أقم بعد بدراسة هذا الموضوع بشكل منهجي. لكن يبدو أن هناك نوعًا مشتركًا من العناصر القابلة للانتقال، وهو الفيروسات القهقرية الداخلية (endogenous retrovirus)، التي يتم تفعيلها في أنواع عدة من السرطان، إذا تم اكتشاف أوجه تشابه بشكل منهجي، فقد يحسن ذلك بشكل كبير الأبحاث السريرية.
ماذا تقصد بـ"الفيروسات القهقرية الداخلية"؟
هي نوع من الفيروسات القهقرية التي تم دمج مادتها الجينية بشكل دائم في الحمض النووي لخلايا الكائن المضيف عبر الأجيال، وهذه الفيروسات كانت في الأصل فيروسات معدية دخلت خلايا الكائن الحي، لكنها أصبحت جزءا من الجينوم البشري أو جينوم الكائنات الأخرى على مدار ملايين السنين.
وبمرور الوقت، فقدت هذه الفيروسات قدرتها على التكاثر وإصابة الخلايا، ولكن أجزاء من مادتها الجينية لا تزال موجودة في الحمض النووي للكائنات الحية وتنتقل من جيل لآخر، ومكن أن تكون لبعض هذه الجينات القهقرية الداخلية تأثيرات على تنظيم الجينات أو على تطور بعض الأمراض، بما في ذلك السرطان.
هل يمكن استهداف العناصر القابلة للانتقال مباشرة ضمن استراتيجيات العلاج الجيني أو المناعي؟
نعم! في الواقع، هذا أحد المجالات التي أجدها مثيرة للاهتمام للغاية،وهناك بعض الدراسات التي أظهرت أنه باستخدام تقنيات تعديل الجينات، يمكن تعديل نشاط هذه العناصر، لكن ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم هذا الموضوع بشكل كامل وتطوير علاجات فعالة.
aXA6IDJhMDE6NGY5OmMwMTI6ZTg2Mzo6MSA= جزيرة ام اند امز FI