ترامب ومجموعة العشرين.. هل يستطيع استمالة الجنوب العالمي؟ - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم ترامب ومجموعة العشرين.. هل يستطيع استمالة الجنوب العالمي؟ - سبورت ليب
تستضيف البرازيل الأسبوع المقبل قمة مجموعة العشرين في الوقت الذي أثارت فيه عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض تساؤلات حول مستقبل التعددية.
وتتولى إدارة ترامب الجديدة التي تحمل شعار "أمريكا أولا" زمام الأمور على وقع الشلل المتزايد في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وهو ما يجعل التعددية في ورطة بالإضافة إلى تراجع الأحادية القطبية وكلها عوامل تفتح الباب أمام مجموعة العشرين وتتطلب صفقة جديدة بين الولايات المتحدة والجنوب العالمي.
وتمثل مجموعة العشرين المجموعات الثلاث الرئيسية من الدول في النظام العالمي وهي الغرب العالمي (الولايات المتحدة وحلفاؤها الأساسيون)، وما يمكن تسميته "الشرق العالمي" (روسيا والصين)، والجنوب العالمي (المنطقة الشاسعة غير المنحازة التي تمتد من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ).
وفي ظل حالة التنافس بين الغرب العالمي والشرق العالمي، يشكل الجنوب العالمي مركز الثقل حيث تكمن الإمكانات لإيجاد الحلول وتتزايد فرص الاستمالة، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وعلى النقيض من الشرق العالمي، لا توجد أي دولة من دول الجنوب العالمي في مجموعة العشرين من أعداء الولايات المتحدة لكن العديد من هذه الدول، مثل الهند وإندونيسيا، شركاء مقربون لواشنطن.
ومع ذلك، فإن الجنوب العالمي يشعر بعدم الرضا بشكل متزايد إزاء رعاية الولايات المتحدة للنظام الدولي وإخفاقاتها العديدة، وهو ما ينعكس في أولوياته ضمن مجموعة العشرين وبالتالي فإن القمة المرتقبة تمثل فرصة كبرى لواشنطن لتعميق مشاركتها مع الجنوب العالمي.
تعزيز العلاقات مع الجنوب العالمي سيعود بفوائد على الولايات المتحدة خاصة وأن التراجع البطيء لكن الثابت للأحادية القطبية يعني أن حتى التحول نحو اليمين في أمريكا لا يمكنه تجاهل مراكز القوة الأخرى.
وهناك بعض الموضوعات المشتركة التي تجمع دول الجنوب العالمي في مجموعة العشرين، ففي قمة نيودلهي لعام 2023، دعمت الهند بقوة قضايا مثل إصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف وتعاونت مع الولايات المتحدة في إنتاج مجموعة من التوصيات القابلة للتنفيذ.
هذا العام، أعطت البرازيل الأولوية في قمة ريو دي جانيرو المرتقبة لأجندة تقدمية لمكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة وتعزيز التنمية المستدامة وإصلاح مؤسسات الحكم العالمي.
ومن بين أهداف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فرض ضريبة عالمية على المليارديرات، وهي الفكرة التي نالت تأييدًا فاترًا من وزراء مالية المجموعة خلال الصيف.
وهناك عدة أسباب للتفاؤل بشأن مجموعة العشرين عقب عودة ترامب إلى البيت الأبيض خاصة وأن الانقسامات حول حرب أوكرانيا في عهد الرئيس الحالي جو بايدن كادت أن تدمر قمة بالي 2022 واحتاجت جهودا ضخمة في نيودلهي 2023 لكنها لن تمثل مشكلة كبيرة مع نهج الرئيس المنتخب الأكثر تسامحا تجاه موسكو.
ركز فريق بايدن على التنسيق والعمل المشترك مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها وفي كثير من الأحيان كانت أهدافها استبعاد منافسي واشنطن وعلى النقيض فإن رؤية ترامب متجذرة إلى حد كبير في القومية الأمريكية وبالتالي، فهي أقل انسجاما مع أصدقاء أمريكا التقليديين وأكثر تشككا تجاه المؤسسات الدولية.
ومع ذلك، كان سجل ترامب في مجموعة العشرين خلال ولايته الأولى مفاجئا فقد حضر شخصيا أول ثلاث قمم لمجموعة العشرين في 2017 و2018 و2019، واستخدمها للدفاع بقوة عن سياساته كما أعلن من خلالها عن صندوق لتمكين المرأة حتى أنه شارك في محادثات المناخ.
ومع جائحة كوفيد-19 دعم ترامب عقد قمة افتراضية طارئة للمجموعة في مارس/آذار 2020 وحتى عندما صدم أنصار التعددية بوقف التمويل لمنظمة الصحة العالمية وانسحاب الولايات المتحدة من المنظمة دعم ترامب جميع الالتزامات الـ47 التي تم التعهد بها في قمة مارس/آذار وشارك في سلسلة من الاجتماعات لمتابعة للتعامل مع الأبعاد المتعددة للأزمة.
لكن تظل "الحقيقة المخزية" أن الولايات المتحدة احتكرت لقاحات كوفيد-19 حتى قبل أن تتمكن من الحصول عليها، وفق المجلة.
ويتماشى هيكل مجموعة العشرين بشكل أكبر مع الأسلوب القومي لأصحاب مبدأ "أمريكا أولاً" حيث إن الطابع غير الرسمي للمجموعة يعني أن غياب الالتزامات الدولية الملزمة عن جدول الأعمال أبدا.
ولا تتمتع المجموعة بأمانة عامة ولا موظفون دائمون لذا فإن نفور المحافظين الأمريكيين التقليدي تجاه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية البيروقراطية بشكل عام لا يمتد لمجموعة العشرين التي تحظى خلالها الولايات المتحدة بأكبر حلفائها حتى ولو لم يكونوا بالضرورة يحبون ترامب.
ويعني تماسك مجموعة العشرين أن واشنطن لابد أن تتفاوض مع عدد صغير فقط من الزعماء الأقوياء، وهو النوع من المسرح الذي يشعر ترامب بالارتياح عليه بالإضافة إلى ذلك فهناك إمكانيات واسعة للمشاركة الثنائية الجادة وهي الفرصة التي استغلها ترامب بحماس في القمم السابقة.
والواقع أن القوى المتوسطة في الجنوب العالمي تشعر أيضا بالارتياح لمجموعة العشرين فكل القرارات تتخذ بالإجماع، ولا تتمتع القوى العظمى بحق النقض (فيتو) ونحو نصف الأعضاء من دول الجنوب العالمي.
ومكنت الرئاسات المتعاقبة لإندونيسيا والهند والبرازيل، وجنوب أفريقيا العام المقبل الجنوب العالمي من التعبير عن أجندته على نحو لم يسبق له مثيل في وقت يؤكد فيه على نفسه بطرق متعددة.
ومع وجود فرصة للولايات المتحدة والجنوب العالمي للانخراط في صيغة مجموعة العشرين بطرق بناءة فإن السؤال يدور حول القضايا التي قد يجدون خلالها أرضية مشتركة.
من غير المرجح أن يكون تغير المناخ مجالاً للتعاون مع ترامب على الساحة، لكن الاستقرار المالي العالمي، وإصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف، والبنية الأساسية العامة الرقمية، والأمن الغذائي، وتخفيف الديون يمكن أن تظل مجالات عمل رئيسية.
وفيما يتعلق بتخفيف الديون ولأن الصين دولة دائنة، فإن الولايات المتحدة لديها فرصة للتحالف مع الجنوب العالمي بطرق تبني نفوذ واشنطن في مجال تتباعد فيه مصالح الصين والجنوب العالمي.
aXA6IDJhMDE6NGY5OmMwMTI6ZTg2Mzo6MSA=
جزيرة ام اند امز
FI