«الهاتف الأحمر» بين روسيا وأمريكا.. الحرارة لا تزال «مقطوعة» - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم «الهاتف الأحمر» بين روسيا وأمريكا.. الحرارة لا تزال «مقطوعة» - سبورت ليب
بين روسيا وأمريكا "هاتف أحمر" عمره 6 عقود ولكن جرسه لم يرن منذ أكثر من عامين، في حرارة تلاشت على وقع التوتر شرقي أوروبا.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف لوكالة تاس الروسية، اليوم الأربعاء، إن الخط الساخن الأمريكي السوفياتي، الذي تم إنشاؤه للقادة في روسيا وأمريكا في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، لا يتم استخدامه في الوقت الحالي.
وعندما سئل عما إذا كانت قناة الاتصال هذه لا تزال نشطة حتى اليوم، أجاب: "لا، لدينا الآن قناة اتصال محمية خاصة للرئيسين، علاوة على ذلك، لدينا خيار آخر وهو مؤتمر الفيديو".
وأضاف بيسكوف أنه لم تكن هناك اتصالات عبر هذه القناة الجديدة في الآونة الأخيرة.
وبحسب الموقع الرسمي للكرملين، فإن آخر مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جرت في 12 فبراير/شباط 2022.
خط موسكو – واشنطن
تم إنشاء الخط الساخن بين واشنطن وموسكو بعد أزمة الكاريبي المعروفة باسم الصواريخ الكوبية لإجراء محادثات طارئة بين زعماء الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وبدأ العمل في 30 أغسطس/آب 1963.
ظل الهاتف الأحمر يدق جرسه حتى عام 1991، عندما أصبح التواصل المباشر عبر الهاتف متاحًا لرؤساء الدول.
وخلال الحرب الباردة، كان الخط الأحمر يستخدم بشكل صحيح في حالات الطوارئ، ولكن في السنوات الأخيرة، كان رئيسا روسيا والولايات المتحدة يتواصلان مباشرة عبر الهاتف عند الضرورة.
في عام 2016، ذكرت وسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكي المؤقت باراك أوباما استخدم "الهاتف الأحمر" لمناقشة الوضع مع التدخل السيبراني في الانتخابات الأمريكية. ومع ذلك، نفى الكرملين ذلك، موضحًا أن المحادثة جرت عبر خط مغلق عادي.
محطات الهاتف الأحمر
وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن الهاتف الأحمر ظل يقي العالم من ويلات الحروب حتى وقت قريب. وفيما يلي أبرز محطاته:
فكرة إنشاء خط يربط بين واشنطن وموسكو بدأت عام 1954، عندما طرحت الحكومة السوفياتية فكرة وجود خط اتصال مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الكورية التي انجذبت إليها القوتان النوويتان، لكن الولايات المتحدة لم تستجب للفكرة.
في 20 يونيو/حزيران 1962، وقعت الدولتان اتفاقية ثنائية في جنيف تنص على إنشاء نظام اتصال مباشر بينهما للحد من خطر الحرب النووية.
البداية في 30 أغسطس/آب 1963، إذ تم إرسال أول رسالة تجريبية عبر الخط الساخن من واشنطن شملت جميع الحروف الأبجدية والأرقام، وردت موسكو برسالة تحتوي جميع أحرف الأبجدية الروسية.
وكانت أول رسالة رسمية عبر الخط الساخن "موسكو - واشنطن" تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963.
في 5 يونيو/حزيران 1967، اندلعت الحرب بين إسرائيل والدول العربية، وأرسلت موسكو نداءً رسميًا إلى الولايات المتحدة طلبت فيه توضيح موقفها من الصراع ومدى استعدادها لمنع التقارب الخطير بين الأسطولين الأمريكي والسوفياتي في البحر المتوسط.
وشهد ذلك اليوم إرسال 20 رسالة عبر الخط الساخن، مما منع الاشتباك بين القوتين النوويتين في منطقة النزاع.
في عام 1971 تبادلت موسكو وواشنطن رسائل بشأن الحرب الهندية الباكستانية الثانية بمبادرة من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
في 1979، استخدم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الخط الساخن لإدانة دخول القوات السوفياتية إلى أفغانستان.
تطوير
في عام 1985، أصبح الخط الساخن يتضمن "فاكس" إضافة إلى "التلغراف"، مما سمح للرئيس الأمريكي رونالد ريغان بتلقي رسالة مكتوبة بخط اليد من الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.
وكانت الرسالة بين غورباتشوف وريغان، آخر محطات استخدام الخط الساخن "موسكو - واشنطن" من قبل قادة الدولتين، حيث تم بعدها إتاحة التواصل المباشر بين الرؤساء عبر الهاتف.
قبل الخط الساخن
كان يتم استخدام مراسلي التلفزيون للتواصل، لكن ذلك لم يستمر لأنه لم يكن آمنًا، إضافة إلى استخدام القنوات الدبلوماسية الرسمية في مدة تستغرق 6 ساعات.
وظل "الخط الساخن" بين موسكو وواشنطن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي 2007، شهد تحديثًا جديدًا شمل أجهزة كمبيوتر خاصة وآلية لتبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، وهي التحديثات التي تم تطبيقها بداية من 2008، وأصبح هناك إمكانية لإيصال الرسائل في الوقت الفعلي دون تأخير.
آخر مكالمة
وهي مكالمة أجراها الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 13 فبراير/شباط 2022، أي قبل 10 أيام من بدء الحرب.
والمكالمة استغرقت حينها 62 دقيقة، ويبدو أنها فشلت في التوصل لأرضية توافق بين الرئيسين، ولاحقا كان بايدن أول من عرف بالحرب حتى قبل الرئيس الأوكراني نفسه.
ومع ذلك، لم يرفع بايدن -حتى الآن- الهاتف الأحمر للتحدث لبوتين، في جرس ينتظر العالم بأسره أن يرن من أجل نهاية محتملة لأسوأ نزاع شرقي أوروبا.
aXA6IDJhMDE6NGY5OmMwMTI6ZTg2Mzo6MSA= جزيرة ام اند امز FI