المسافة سفر.. ماذا تكشف الأفلام الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي عن واقع اللاجئين؟ - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم المسافة سفر.. ماذا تكشف الأفلام الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي عن واقع اللاجئين؟ - سبورت ليب
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 12:36 م | آخر تحديث: الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 12:36 م
يحرص جمهور مهرجان القاهرة السينمائي على حضور كل الأفلام الفلسطينية، ضمن فعاليات المهرجان، التي تُقام في الفترة من 13 وحتى 22 نوفمبر الجاري، حيث تكون قاعة العرض دائماً ممتلئة، ومن عروض الأيام الأخيرة في المهرجان، برنامج "من المسافة صفر"، الذي ضم أكثر من 20 فيلمًا قصيرًا من داخل غزة.
وقبل بداية العرض، وقف الحضور، بطلب من ليالي بدر المستشار الفني لمشروع "من المسافة صفر"، دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة والضفة الغربية. ووجهت بدر كلمة شكر إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقالت: "تحية لمهرجان القاهرة، إنه صنع تظاهرة سينمائية كاملة للسينما الفلسطينية، وتحية لمصر العظيمة على دعمها لكفاح الشعب الفلسطيني. صناعة الأفلام مستمرة ولن تتوقف، ورغم كل شيء نحن صامدون".
افتتح العرض الكاتب الصحفي محمد نبيل، الذي أكد حرص الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، على وجود الأفلام الفلسطينية وعروض "من المسافة صفر"، والتي يرى أنها تتوج وتُشرف المهرجان.
ورحب نبيل بضيوف المهرجان وبعض صناع الأفلام الذين حضروا، ومن بينهم: المخرجة هنا عليوة، والمخرج تامر نجم، والمخرج رسمي داما، والمناضل والشاعر زين العابدين فؤاد، والملحق الثقافي ناجي الناجي.
ركزت الأفلام المعروضة على معاناة الملايين من النازحين داخل قطاع غزة، بعد الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر وحتى الآن على القطاع المحاصر. وكانت جميع المشاهد التسجيلية داخل الأفلام تعبر عن حالات النزوح والفقد، والدمار، والمنازل المحطمة تماماً وجزئياً، والشوارع والأسواق المكتظة بالنازحين داخل الخيام.
في البداية، عُرض فيلم "Selfies"/ صور شخصية، وبطلته امرأة من القطاع نازحة في رفح الفلسطينية، تروي حكايتها داخل الخيمة وكيف تعيش مع انعدام الخصوصية والبحث عن لبن لرضيعها والأسعار المرتفعة، كما قامت بزيارة منزلها المقصوف جزئياً والحديث عنه قبل وبعد القصف، وعرض صوراً قديمة من داخل المنزل.
أما فيلم "No Signal"/ لا يوجد إشارة، فهو قصير جدا وركز فقط على موضوع البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، وتلاه فيلم "Sorry Cinema"/ آسف للسينما، الذي يعرض حياة مخرج فلسطيني كان لديه كثير من الطموحات بصناعة الأفلام والذهاب لمهرجانات مختلفة، ثم أصبح يكسر جميع الخشب في المنزل حتى أدوات التصوير لإشعال النيران وإطعام أطفاله. واقتصرت جميع أحلامه حالياً على البحث عن لقمة لعائلته النازحة. ويقول في نهاية الفيلم: "الأولوية صارت للبحث عن خشب لإشعال النار، هتخلى عن حالة السينمائي الجائع الذي يوثق حالة الجوع في بلده".
توثق الأفلام التي عرضت لحظات القصف والخوف والركض من تحت الركام بمقاطع حقيقية تم تصويرها من أصحابها ودمجها في السياق التسجيلي للأحداث. وهناك بعض الأفلام التي حملت محاولات بحث عن الأمل وسط الدمار رغم كل شيء، والأحلام هنا بسيطة للغاية يمكن أن تتلخص في الحصول على بعض الماء للاستحمام. وهي رحلة صعبة تستحق التوثيق بالنسبة لحياة النازح في الخيمة، مثل فيلم "Everything is Fine"/ كل شيء جيد.
وتنوعت الأعمال المعروضة بين التسجيلية القصيرة والروائية القصيرة والجرافيك، ومن الأفلام التي مزجت بين التصوير الواقعي والجرافيك فيلم "Soft Skin"/ جلد ناعم، الذي ركز على الأطفال داخل خيام النزوح، وتحديداً الكتابة على أجساد الأطفال. وهي حالة من الفزع والرعب أصابت الأهالي بعد تطاير أشلاء المواطنين بعد القصف، وأصبح تجميع الجثث أمراً معتاداً، وقرر الناس كتابة أسماء أطفالهم على أجسادهم حتى إذا أصبح الجسد أشلاءً، استطاعوا معرفته وتجميعه.
وركزت بعض الأفلام على أصوات الأطفال وشعورهم بعد الكتابة على أجسادهم، من خلال السماع لحديثهم ونقل ما يدور داخلهم حول هذا الأمر. وقالت إحدى الفتيات الصغيرات: "رفضت حدا يكتب على جسمي مبديش يجمعوا جسمي بعد القصف"، وقصت الفتاة أنها قامت أيضا بمسح اسم شقيقها الصغير من على جسده، لأنهما لم يستطيعا النوم من الخوف عندما قامت والدتهما بالكتابة على أجسادهم.
واتسمت الأفلام المعروضة بمحتواها الصعب، الذي أصاب بعض الحضور بمشاعر الحزن والبكاء، نتيجة تدهور حياة الأشقاء الفلسطينيين في غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وأفعاله الإجرامية ضد هذا الشعب، واحتوت الأفلام على مشاهد تسجيلية صعبة خاصة عن الأطفال الذين فقدوا أهلهم تحت ركام المنازل المحطمة.