انهيار شفرة توربين رياح بعد شهرين من تشغيل مزرعة بريطانية
أثار حادث انهيار شفرة توربين رياح داخل إحدى المزارع البرية في المملكة المتحدة حالة من السخط والقلق بين المواطنين، بسبب تعطُّلها، رغم تشغيلها حديثًا في أغسطس/آب (2024).
ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعطلت شفرة توربين بقدرة 4.2 ميغاواط داخل مزرعة فايكينغ (Viking) في شتلاند بإسكتلندا يوم الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم (2024).
وشركة "إس إس إي رينيوابلز" (SSE Renewables) هي المطورة لمزرعة الرياح بقدرة 443 ميغاواط، التي تضم 103 توربينات رياح من إنتاج شركة فيستاس الدنماركية.
وسارعت الشركتان بطمأنة المواطنين بعد الكسر الذي أصاب شفرة توربين الرياح الذي تقول "فيستاس"، إنه مصمم لتحمُّل سرعات الرياح المتوسطة إلى العالية والظروف الصعبة، لكن محليين شككوا في إمكان صموده، سواء خلال الشتاء، أو على مدار عمره التشغيلي.
التحقيق في انهيار شفرة توربين رياح
فتحت شركة فيستاس تحقيقًا لمعرفة أسباب حادث انهيار شفرة توربين الرياح من نوع "في 117" (V117) داخل مزرعة فايكينغ إنرجي الإسكتلندية.
ومن جانبها، أكدت شركة "إس إس إي رينيوابلز" العمل عن كثب مع شركة فيستاس لاحتواء الموقف، بحسب منصة "برس آند جورنال" (press and journal).
وامتثالًا لإجراءات السلامة، قال متحدث باسم الشركة البريطانية، إنهم أوقفوا تشغيل التوربين مع فرض قيود على الوصول إلى التوربين والمنطقة المحيطة به.
ولم يُسفر الحادث عن سقوط مصابين، وكل العاملين في الموقع بأمان، وبقية المزرعة ما زالت تعمل.
وأظهرت صور متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، الشفرة المكسورة وهي تتدلى من أعلى قمة توربين الرياح، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وأثارت الحادثة قلق عضوة المجلس المحلي لجزر شتلاند أندريا مانسون، التي أعربت عن أملها في أن تتحمل توربينات الرياح الأخرى شدة العواصف خلال فصل الشتاء.
كما تخوّفَ سكان محليون من الأخطار على حركة المرور أو المواطنين، منتقدين جودة شفرات توربينات الرياح التي يصل عمرها التشغيلي عادةً إلى 25 عامًا، ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث مماثلة لاحقًا.
طاقة الرياح في المملكة المتحدة
بدأت مزرعة الرياح إنتاج الكهرباء في يونيو/حزيران (2024)، ودخلت حيز التشغيل الكامل في أغسطس/آب المنصرم.
وكانت المزرعة مشروعًا مشتركًا مع السكان المحللين في شتلاند قبل أن تستحوذ عليها بالكامل شركة "إس إس إي رينيوابلز" في 2019.
وطالب محليون من ممثلي المجلس المحلي في إسكتلندا بعدم المشاركة في حفل نظّمته الشركة، احتفاءً بإكمال بناء المزرعة في مطلع سبتمبر/أيلول المنصرم (2024).
ورأى موقّعو الخطاب أن مشاركة الممثلين للسكان بالحفل ستكون بمثابة إقرار للممارسات التي لا تصب في مصلحة الجزر الإسكتلندية.
وانتقد كثيرون إقامة مزرعة الرياح، وتطور الأمر إلى القضاء، عندما طعنت مجموعة "ساستينبل شتلاند (Sustainable Shetland) على بناء المزرعة في عام 2015.
ووصلت القضية إلى المحكمة العليا بدعوى أن المزرعة قد تؤدي إلى تراجع أعداد أحد الطيور النادرة، لكن المحكمة رفضت الطعن.
ورغم "النفور المجتمعي"، قال الرئيس التنفيذي للشركة أليستار فيليبس ديفيس، إنهم يخططون لبناء المزيد من المشروعات في شتلاند.
وتعليقًا على الحادث الأخير، قال متحدث باسم "سستينبل شتلاند"، إنّ تعطُّل شفرة توربين الرياح بعد وقت قصير من تشغيل المزرعة أمر مثير للقلق، داعيًا إلى فحص كامل لكل الشفرات.
وسيستغرق الإصلاح وقتًا، لأن الرافعة المستعملة في تركيب توربينات الرياح غير موجودة في شتلاند.
وفي بيان صحفي بتاريخ 29 أغسطس/آب، احتفلت "إس إس إي" المالكة لـ"إس إس إي رينيوابلز" بربط مزرعة الرياح فايكينغ بشبكة الكهرباء لأول مرة، عبر خط بحري بطول 260 مترًا ينقل الكهرباء إلى البر الرئيس البريطاني.
وبحسب الشركة، فالمزرعة خطوة مهمة على طريق تحقيق مستقبل الطاقة المستدامة في المملكة المتحدة، كونها تولّد 1.8 تيراواط/ساعة سنويًا من الكهرباء النظيفة بما يكفي لتلبية احتياجات نحو نصف مليون منزل سنويًا.
وأشاد وزير الطاقة إيد ميليباند بالخطوة، قائلًا، إن المزرعة عنصر حاسم في رحلة إنتاج 100% من الكهرباء بحلول عام 2030، وخفض الاعتماد على أسواق الوقود الأحفوري المتقلبة، فضلًا عن تعزيز استقلال الطاقة وحماية المستهلكين.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، ضاعفَ حزب العمال هدف القدرات المركبة لقطاع الرياح البرية إلى 30 غيغاواط والرياح البحرية إلى 60 غيغاواط، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..