مصفاة نفط جديدة في أفريقيا بقدرة 600 ألف برميل يوميًا
يقترب مشروع مصفاة نفط جديدة في إحدى الدولة الأفريقية من أن يُبصر النور قريبًا، بما يمهّد لتلبية الاحتياجات المحلية وتقليل الواردات من الخارج.
وفي آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قررت حكومة جنوب أفريقيا إعادة تشغيل مصفاة نفط متوقفة على العمل بقدرة 180 ألف برميل يوميًا وزيادة قدرات الإنتاج إلى 600 ألف برميل يوميًا.
وتقترب تلك السعة من تلك الخاصة بمصفاة دانغوتي النيجيرية (Dangote)، وهي أكبر مصفاة نفط في أفريقيا بسعة 650 ألف برميل يوميًا، وبدأت الإنتاج في يناير/كانون الأول (2024).
وحاليًا، تستورد جنوب أفريقيا 65% من احتياجاتها من المشتقات النفطية، ولا يعمل بها سوى 3 مصافٍ بقدرات مجمعة قدرها 357 ألف برميل يوميًا.
أحدث مصفاة نفط في جنوب أفريقيا
كشفت رئيسة صندوق الطاقة المركزي أياندا نوح النقاب عن خطة حكومية لتطوير مصفاة سابريف (Sapref) لضمان أمن إمدادات الطاقة اللازمة لنحو 65 مليون نسمة، بحسب منصة "أرغوس ميديا" (argus media).
وعلى هامش فعاليات أسبوع الطاقة الأميركي المنعقد حاليًا في كيب تاون، أكدت أن الاستثمار في المصفاة وزيادة قدراتها الإنتاجية إلى 600 برميل يوميًا فما فوق سيكون أكثر توفيرًا من الواردات.
ولا توفر المصافي المحلية سوى 35% من الطلب؛ ما يضطر الحكومة للاستيراد من الخارج، وهو أمر يفتقر للفاعلية بالنظر الى ارتفاع نسبة البطالة، وفق ما ذكرته نوح.
وقالت أياندا نوح: "لا يمكن الاعتماد على الموارد من الخارج لتحقيق أمن الطاقة.. ثمة الكثير من العوامل المتغيرة خارج سيطرتنا.. انظر إلى التوترات الجيوسياسية شمالًا التي تؤثّر بالسلب في سلاسل الإمداد".
وعلاوة على أمن الطاقة، أوضحت أن الواردات تضرّ بميزان المدفوعات والاقتصاد عمومًا، وهي السبب في غياب القدرة على التحكم بالأسعار.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024)، ضربت جنوب أفريقيا أزمة بسبب شح الوقود بعد عطل في مصفاة تابعة لشركة أسترون إنرجي؛ وهو ما أثّر في إمدادات البنزين والديزل الخالي من الرصاص.
كما أكد فرع شركة "بي بي" في جنوب أفريقيا شح الوقود في محطاتها بمدينة كيب تاون، واضطرت إلى تحويل مسار ناقلة لضمان الإمدادات، لكن تأخّر وصولها بسبب الأحوال الجوية.
مصفاة نفط سابريف
كانت مصفاة سابريف أكبر مصفاة نفط في جنوب أفريقيا تُسهم بـ35% من احتياجات البلاد قبل إغلاقها في عام 2022، بعدما دمّرتها الفيضانات.
وتوجد المصفاة التي دخلت حيز الخدمة عام 1964 في مدينة دوربان الساحلية، وهي مملوكة مناصفة بين شركتي بي بي البريطانية وشل متعددة الجنسيات.
وفي أواخر مايو/أيار من العام الجاري (2024)، اشترى صندوق الطاقة المركزي التابع لوزارة الموارد المعدنية والطاقة (CEF) المصفاة والمرافق الملحقة بها.
وسبق وقف "سابريف" إغلاق مصفاة أخرى تابعة لشركة "إنجين" (Engen) بقدرة 105 ألف برميل يوميًا في دوربان أيضًا.
وحاليًا، تعمل 3 مصافٍ فقط: واحدة تابعة لشركة أسترون إنرجي (Astron Energy) في كيب تاون بقدرة 100 ألف برميل يوميًا، ومصفاة ناتريف التابعة لشركتي ساسول وتوتال إنرجي بقدرة 107 ألف برميل يوميًا، ومحطة لتحويل الفحم إلى سوائل بقدرة 150 ألف برميل يوميًا.
الوقود في جنوب أفريقيا
حذّرت شركة اللوجيستيات المحلية "Transnet" (ترانس نت) من تداعيات اعتماد جنوب أفريقيا المفرط على واردات الوقود، بما يحولها إلى مستود صافٍ.
وتشير بيانات حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن واردات جنوب أفريقيا من المشتقات النفطية ارتفعت لتشكّل 61% من الطلب في العام الماضي (2023)، في مقابل 22% عام 2022.
وسيضغط النمو المتزايد للواردات على شبكة خطوط أنابيب نقل الوقود، ما يهدد بانقطاع الإمدادات، كما سيتطلب الأمر بناء مرافق بنية أساسية للتخزين والنقل لاستيعاب الواردات الضخمة، حسب وكالة بلومبرغ.
وبحسب الشركة، تشكّل واردات الوقود خطرًا على أمن الإمدادات بعد تراجع قدرات التكرير المحلية على خلفية سلسلة من الحوادث وتبنّي معايير الوقود منخفض الكربون والحاجة لاستثمارات ضخمة.
مصافي النفط في أفريقيا
نشرت حكومة جنوب أفريقيا في سبتمبر/أيلول (2021) قواعد جديدة للمصافي لإنتاج الوقود منخفض الكبريت.
وتستهدف الجمعية الأفريقية لمصافي التكرير والموزعين (ARDA) تحقيق الالتزام بمعايير الوقود النظيف (AFRI-6) التي تضع حدًا أقصى لنسبة الكبريت في البنزين والديزل عند 10 أجزاء في المليون بحلول نهاية العقد في 2030.
وقدّرت شركة "سيتاك" البريطانية المتخصصة في استشارات قطاع التنقيب والإنتاج الأفريقي (Citac) تكلفة تحقيق الهدف عند 15.7 مليار دولار.
لكن ذلك المبلغ أصبح أقل من اللازم كونه كان قبل إغلاق مصفاة الخرطوم السودانية بقدرة 100 ألف برميل يوميًا، وتشغيل مصفاة سينوتو في غانا بقدرة 120 ألف برميل يوميًا.
وسترتفع تكلفة التطوير بسبب القفزة بأسعار السلع والخدمات بعد تفشّي فيروس كورنا، كما أصبح توافر الشركات الهندسية والعمال المتخصصين شحيحًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..