الوحدة (8200).. أكبر الوحدات الاستخباراتية الاسرائيلية تشهد أسوأ أزمة في تاريخها

الوحدة (8200).. أكبر الوحدات الاستخباراتية الاسرائيلية تشهد أسوأ أزمة في تاريخها
الوحدة (8200).. أكبر الوحدات الاستخباراتية الاسرائيلية تشهد أسوأ أزمة في تاريخها

كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن الوحدة (8200) في “جيش الاحتلال الإسرائيلي” تشهد “أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل السابع من أكتوبر. ونقل الموقع الأمريكي عن 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، قولهم إن “الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.

وأضاف هؤلاء بأن تعيين أوري ستاف قائدًا للوحدة (8200) هو “إحياء لذكرى الفشل الذي أدى إلى تخلف 7 أكتوبر”، مؤكدًا أنها خطوة غير كافية لإصلاحها وترميمها. وأشار أحد كبار المسؤولين السابقين، إلى أن القائد الجديد للوحدة أوري ستاف فشل في التأثير على قائد الوحدة السابق يوسي شارييل، “ولم يوقف الغباء الذي أدى إلى الكارثة”.

وذكر الموقع أن الضباط السابقين الثلاثة اتفقوا على أنه رغم أن ستاف تدرج في المناصب التقنية داخل الوحدة، إلا أنه ليس رجل استخبارات، وهو ما تحتاجه الوحدة في الوقت الحالي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ظل نائبا لرئيس الوحدة السابق على مدى 3 سنوات، ومن ثم فهو مشارك في اتخاذ القرار والإخفاقات التي أدت إلى الفشل.

وقال المسؤولون الثلاثة السابقون إنه من أجل التغلب على الفجوة في مجال الاستخبارات، سيكون من الضروري تعيين نائب قائد يأتي من مجال الاستخبارات، خصوصا أن هناك حاجة لإعادة بناء الوحدة من الصفر تقريبا.

وتداولت منصات عبرية خطابا منسوبا لقائد الوحدة 8200 يوسي شاريئيل، يؤكد فيه استقالته قائلا: “في 7 أكتوبر فشلت في مهمتي.. اليوم بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية، أود أن أمارس مسؤوليتي الشخصية وأسلم القيادة إلى من بعدي”.

ما هي الوحدة 8200؟

وحدة 8200 هي أكبر الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

تعدّ مديرية المخابرات العسكرية واحدة من أقدم الفرق والمؤسسات العسكرية في الكيان الإسرائيلي، أُسست بهدف تزويد الحكومة والجيش الإسرائيلي بمعلومات وتحذيرات وتنبيهات وأخبار يومية، وتتكون من 3 وحدات رئيسية، هي: الوحدة 8200، والوحدة 9900، والوحدة 404.

وتمثل الوحدة 8200 أكبر كيان في المديرية، وتتكون بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، ويدير الوحدة قائد برتبة “عميد” تبقى هويته سرية خلال فترة ولايته، ونائبه يكون برتبة “مقدم”، وعند الحاجة إلى ذكر أسمائهم في البيانات العامة تكتب الرتبة وحرف واحد من الأسماء (مثلا “العميد ق”).

وينظر إليها في “إسرائيل” على أنها مؤسسة عالية ذات مكانة مرموقة، ومن يترك الخدمة فيها يكون راكم مهارات كبيرة تسهل عليه ولوج في سوق العمل في المجالات التكنولوجية، إذ يشارك خريجو الوحدة في صناعة المشهد التكنولوجي في الكيان، والمنافسة بشركات متطورة ذات أنشطة رقابة وقرصنة وتجسس إلكتروني.

تقود الوحدة (8200) نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجهازها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام من خلال مجموعة من الحسابات العربية التي تديرها، فتركز على إثارة مشاعر الكره ضد المقاومة، وتكرر الرواية ذاتها عن استهداف حماس للمدنيين و”الانتهاكات” التي تعرضت لها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن مجموعة من هذه الحسابات المكلفة بإثارة الفتنة تخضع لإدارة المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي” إيدي كوهين.

الوحدة (8200) وطوفان الأقصى

فشلت الوحدة (8200) في التنبؤ بطوفان الأقصى، حين استطاع مقاتلو القسام التسلل إلى قاعدة أوريم العسكرية الواقعة في النقب، ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذ ملفات استخباراتية معهم، ومعلومات حساسة، وأجهزة ذات قيمة عالية، ومن ثم الانسحاب من دون أي أضرار في صفوفهم.

حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود ثغرة أمنية استخباراتية لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة “جوريزاليم بوست” الإسرائيلية.

فقد اجتمع قادة الوحدة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأمضوا عدة ساعات، ثم انتهى الاجتماع بخلاف وانقسام بينهم، وتبادل القادة والضباط خلال الاجتماع الاتهامات بالمسؤولية والتقصير. وأُمر بتعيين محقق ذي سمعة جيدة في “إسرائيل”، لقيادة تحقيق شامل لتحليل الأحداث وتوضيح المسؤول عما حدث.

واستذكرت عدة تقارير “إسرائيلية” ما حدث في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، حين فشلت الوحدة في التنبؤ بالتخطيط للهجوم الذي أعدت له الدول العربية.

وأشار التحقيق إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2023 نبّهت ضابطة “إسرائيلية” تابعة للوحدة 8200 رؤساءها لاحتمال وجود مخطط لتسلل جماعي سينفذه أفراد من حركة حماس، وتجاهلت القيادة هذا التنبيه.

كما تعرضت مقرات هذه الوحدة في محيط تل أبيب لقصف متواصل من قبل المقاومة الاسلامية في لبنان.

المصدر: مواقع

قد تقرأ أيضا