أرامكو السعودية تستثمر مليار دولار في شركة برمجيات أميركية

تواصل أرامكو السعودية توسيع مشروعاتها وتنويعها، لتؤدي دورًا رئيسًا في تحقيق رؤية 2030، من خلال إسهاماتها في تطوير اقتصاد المملكة وتعزيز مكانتها بصفتها وجهة للاستثمار في العديد من القطاعات، ولا سيما في المجالات التقنية.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُجري شركة أرامكو ديجيتال -الذراع الرقمية لشركة أرامكو- مفاوضات لشراء حصة أقلية كبيرة في شركة أميركية متخصصة في برمجيات الاتصالات.

وتخطط أرامكو ديجيتال لاستثمار نحو مليار دولار في شركة مافينير الأميركية -مقرّها مدينة ريتشاردسون في ولاية تكساس- ، التي يُتوقع أن تُقدّر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار في إطار هذه الصفقة.

وقالت مصادر، إنه يُرجَّح توقيع هذه الصفقة قبل نهاية العام الجاري 2024، إلّا أنها أشارت إلى أن إنجاز الصفقة ليس مضمونًا بعد.

استثمار أرامكو السعودية في مافينير

يحظى استثمار أرامكو السعودية في مافينير الأميركية بأهمية إستراتيجية، إذ تفتقر الشركات الأميركية إلى حضور قوي في هذا قطاع صناعة معدّات الاتصالات العالمية، الذي تهيمن عليه شركات كبرى، مثل، إريكسون السويدية، ونوكيا الفنلندية، وهواوي الصينية.

وتُعدّ مافينير الأميركية -التي جمعت حتى الآن ما لا يقلّ عن 800 مليون دولار عبر جولات تمويلية متعددة- إحدى الشركات الرائدة في تطوير تقنية شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN).

ولم يصدر أيّ تعليق رسمي حتى الآن من شركة أرامكو أو شركة الاستشارات المالية "إيفركور" التي تدير جانبًا من المفاوضات، بينما رفضت مافينير التعليق على هذه الأنباء، حسبما أوردت "رويترز".

تقنية شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة

تعدّ تقنية شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة قفزة نوعية في مجال الاتصالات، إذ تعتمد على البرمجيات السحابية وتتيح لمشغّلي الاتصالات استعمال معدّات من مورّدين متعددين بدلًا من الاعتماد على عدد محدود من الشركات الكبرى.

ويتيح هذا الابتكار تقليل التكاليف بشكل كبير، وفتح المجال أمام تنويع مصادر التكنولوجيا، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهمت السياسات الأميركية، في عهد دونالد ترامب، بتعزيز الاعتماد علي تقنيات شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة بديلًا للتكنولوجيا الصينية.

ورغم استمرار هذه السياسة في عهد إدارة بايدن، ما تزال هذه التقنية الناشئة تواجه تحديات في منافسة الحلول التقليدية التي تقدّمها الشركات المهيمنة.

تعزيز التحول الرقمي

تأتي هذه الصفقة في إطار جهود أرامكو السعودية لتعزيز التحول الرقمي عبر ذراعها التقنية "أرامكو ديجيتال"، من خلال استغلال الفرص الاستثمارية في القطاعات التكنولوجية الحديثة.

وتتبنّى أرامكو السعودية إستراتيجية متكاملة لتعزيز التحول الرقمي، الذي يقدّم دورًا كبيرًا في مستقبل قطاع النفط والغاز، لا يقتصر على رفع الكفاءة فحسب، بل يدفع عجلة الابتكار، ويوفر فرص العمل والكفاءات الماهرة في المجال الرقمي.

وتُعدّ هذه الصفقة، في حال إتمامها، أول استثمار كبير لشركة أرامكو ديجيتال في قطاع الاتصالات، وتأتي جزءًا من جهود رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز التقدم التكنولوجي وتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

وفي 10 سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت شركة أرامكو، خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي أقيمت بالرياض، مبادرات جديدة تهدف إلى دفع تطوير وتطبيق الحلول الرقمية المتقدمة في جميع أعمالها.

وقال النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر: "من المتوقع ألّا تعمل التقنيات الرقمية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وإنترنت الأشياء للقطاع الصناعي على تغيير طريقة عملنا فحسب، بل أيضًا بيئة أعمالنا التجارية".

وأضاف: "تُعدّ أرامكو رائدة باستعمال التقنيات الرقمية في نطاق صناعي يُسهم بإضافة قيمة كبيرة لمختلف أعمالنا، إذ إن تاريخنا بمجال الابتكار يُلهمنا لمواصلة الاستفادة من التقنيات الناشئة والمساعدة في تحقيق طموحات المملكة لتصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي".

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت أرامكو السعودية تخصيص 100 مليون دولار للاستثمار في الشركات العالمية الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي، من خلال صندوق "واعد فنتشرز".

و"واعد فنتشرز" هو صندوق استثمار رأس المال الجريء المملوك بالكامل لأرامكو السعودية، الذي يساعد في تحديد الإستراتيجيات الاستثمارية، وتبلغ قيمته 500 مليون دولار.

ويستهدف القرار الإستراتيجي بتخصيص نسبة من استثمارات "واعد" للذكاء الاصطناعي تسريع التقنيات المتقدمة وتطويرها للإسهام في تحفيز النمو الاقتصادي لدى المملكة، بالإضافة إلى تحفيز رواد الأعمال المحليين، وتوطين الكفاءات العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

الكشف عن مفاوضات أرامكو ديجيتال مع شركة مافينير الأميركية من رويترز.

مبادرات شركة أرامكو لتعزيز التحول الرقمي من منصة الطاقة المتخصصة.

تخصيص نسبة من استثمارات صندوق واعد في مجال الذكاء الاصطناعي من منصة الطاقة المتخصصة.