ما هو الغاز المسال؟.. ودور غير مسبوق للجزائر عربيًا وعالميًا

ما هو الغاز المسال؟.. ودور غير مسبوق للجزائر عربيًا وعالميًا
ما هو الغاز المسال؟.. ودور غير مسبوق للجزائر عربيًا وعالميًا

يعرف الكثيرون حول العالم الغاز الطبيعي، لكن يتزايد التساؤل حول ما هو الغاز المسال؟ وكذلك دور الجزائر في إنتاجه عالميًا، وما هي أهميته كذلك بالنسبة للدول، لا سيما تلك التي تشتريه ليعوّض نقص إمدادات الطاقة لديها.

وفي هذا الإطار، يوضح مدير وحدة أبحاث الطاقة، التابعة لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أحمد شوقي، أن الجميع يعرفون الغاز الطبيعي، لأنه الأكثر شهرة عند غالبية الناس، فهو إمّا الغاز المصاحب لاستخراج النفط، أو غير المصاحب الموجود في أماكن خاصة به.

وقال أحمد شوقي، إن الإجابة عن سؤال: ما هو الغاز المسال؟ تتطلب أولًا معرفة كل شيء عن الغاز الطبيعي، الذي -إلى جانب ما سبق توضيحه- يمكن أن يكون موجودًا في الفحم أو الصخور، وكلها مصادر لإنتاج الغاز الطبيعي، الذي يمكن نقله عبر خطوط الأنابيب.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "هل الغاز المسال وقود المستقبل؟ وكيف يمكن للأفراد الاستثمار فيه؟".

ما هو الغاز المسال الذي تتنافس عليه الدول؟

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، في سياق إجابته عن سؤال: ما هو الغاز المسال؟ لوضع التعريف الأكثر دقة، إنه مع ظهور مشكلة زيادة الإمدادات وزيادة الطلب، كانت هناك أسباب اقتصادية وسياسية وطبيعية منعت نقل كل الغاز المنتج عبر الأنابيب.

وأضاف: "نظرًا لبعد المسافة بين أماكن الإنتاج وأسواق الاستهلاك، لم تكن خطوط الأنابيب قادرة على استيعاب كل هذه الإمدادات، وهنا ظهرت فكرة إسالة الغاز، وهذه العملية تجري عبر تخليص الغاز الطبيعي من الشوائب، ثم تحويله من الحالة الغازية الطبيعية إلى حالة سائلة عبر تبريده إلى أقل من 160 درجة مئوية تحت الصفر.

ناقلات الغاز المسال

وأوضح أحمد شوقي أنه بعد التبريد، يتقلص حجم الغاز بصورة كبيرة للغاية، أي يمكن أن يتقلص إلى أقل من 600 مرة حجم الغاز الطبيعي، وتقليص هذا الحجم يسهّل وضع الغاز المسال في خزانات تبريد خاصة على متن ناقلات، تنقله إلى جميع الأسواق حول العالم.

لذلك، وفق شوقي، يمكن الإجابة عن سؤال: ما هو الغاز المسال؟ بالقول، إن الغاز المسال هو تحويل الغاز الطبيعي من حالته الغازية إلى حالة سائلة، بحيث يمكن تسهيل نقله إلى جميع الأسواق المستهلكة أو المستوردة له.

وتابع: "في الأسواق المستوردة، يُستقبَل الغاز المسال في محطات إعادة التغويز، التي يمكن توضيح دورها ببساطة في أنها تحول الغاز مجددًا، من حالته السائلة إلى حالته الغازية الطبيعية، وذلك عبر تسخينه".

خط لإنتاج الغاز المسال في سلطنة عمان
خط لإنتاج الغاز المسال في سلطنة عمان- الصورة من وزارة الطاقة العمانية

ومن ثم، بحسب مدير وحدة أبحاث الطاقة، يُنقَل الغاز بعد إعادة تغويزه بسهولة عبر خطوط الأنابيب إلى أماكن استهلاكه، سواء لمحطات توليد الكهرباء، أو إلى المصانع، لإدخاله في الاستعمالات الصناعية أو التجارية.

ولفت إلى أنه -بعد إجابة سؤال: ما هو الغاز المسال- يجب القول، إنه شهد تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، لكن التطور التاريخي لهذا الغاز المسال بدأ في المنطقة العربية، التي كانت أول من أطلقه، وتحديدًا في الجزائر.

أول دولة منتجة للغاز المسال

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، إن الجزائر كانت أول دولة عربية -وعالمية- تشهد بناء أول محطه إسالة للغاز، وبالطبع انتقلت هذه الشحنات إلى فرنسا وبريطانيا، ولكن كانت الأحجام صغيرة للغاية.

وأضاف: "خلال المدة بين أوائل الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، كان حجم تجارة الغاز المسال نحو 2.5 مليون طن سنويًا، لكن المرحلة الثانية -التي كانت كبيرة- في أسواق الغاز المسال، كانت بعد المقاطعة النفطية التي فرضتها بعض الدول العربية على أميركا وهولندا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

الغاز المسال في الجزائر

وأوضح أحمد شوقي أن سبعينيات القرن الماضي شهدت بناء محطات إسالة كبيرة في كل من الإمارات وإندونيسيا، وفي أوائل الثمانينيات تجاوز حجم تجارة الغاز المسال حاجز الـ25 مليون طن سنويًا، وهذه نقلة كبيرة.

وبعد ذلك، توالت عمليات بناء محطات إسالة الغاز في دول أخرى مثل ماليزيا وأستراليا وقطر ونيجيريا وغيرها من الدول، أمّا المرحلة الثالثة، فهي مرحلة النفط والغاز الصخريين في أميركا، التي كانت مهمة للغاية في أسواق الغاز المسال، رغم أن بعضهم يتناسونها.

والدليل على ذلك، بحسب شوقي، أن أميركا تعدّ منذ سنوات وحتى الآن أكبر منتج ومصدر للغاز المسال في العالم، إذ إن هذه الطفرة في إنتاج الغاز الصخري جعلت الولايات المتحدة أكبر المصدرين للغاز المسال بعدما كانت أكبر مستورد.

صادرات الغاز المسال الأميركية

أمّا المرحلة الحالية، بحسب مدير وحدة أبحاث الطاقة، -هي صاحبة الأهمية الكبيرة في تطور أسواق الغاز المسال-، فهي مرحلة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى انقطاع حاد في إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى أوروبا.

وفي أعقاب هذا الانقطاع، لجأت دول قارة أوروبا إلى أسواق الغاز المسال لتلبية احتياجاتها، وهو ما رفعَ حجم تجارة الغاز المسال عالميًا إلى 410 ملايين طن سنويًا، أي ما يعادل حجم التجارة عبر خطوط الأنابيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

قد تقرأ أيضا