بحث طبي يتوصل لعلاج إصابات الشفة
تمكّن باحثون من تطوير أول نموذج خلوي ثلاثي الأبعاد للشفاه، بهدف توفير علاجات جديدة وفعّالة لإصابات الشفاه، ومنها الشفة الأرنبية.
وأوضح الباحثون من جامعة بيرن في سويسرا أن “هذا الابتكار الطبي يُعدّ خطوة مهمة نحو تطوير علاجات فعّالة للإصابات والالتهابات في هذا الجزء الحساس من الجسم”.
وخلال الدراسة تمكّن العلماء من إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لخلايا الشفاه يمكن استخدامه لدراسة طرق علاج جديدة، وتجربتها في بيئة مختبرية تحاكي أنسجة الشفاه الحقيقية، وهذا يعني أن الباحثين يمكنهم اختبار الأدوية والتقنيات العلاجية بأمان وفاعلية، مما يقلّل من الحاجة إلى إجراء التجارب مباشرةً على المرضى، الأمر الذي قد يُسهم في تحسين حياة آلاف من المرضى.
وتشمل إصابات الشفاه: الجروح، والتشقّقات، والحروق التي قد تحدث نتيجة الحوادث أو الجراحات، وغالباً ما تكون مؤلمة، وتحتاج إلى عناية خاصةٍ لتجنّب التندب أو العدوى.
أما الشفة الأرنبية فهي عيب خلقي يحدث عندما لا تلتئم أنسجة الشفاه بشكل كامل خلال نمو الجنين، مما يؤدي إلى فتحة أو شق في الشفة، وغالباً ما يتطلّب جراحة تصحيحية.
وفيما يتعلق بالالتهابات المرتبطة بالشفاه، فإنها تشمل العدوى البكتيرية والفطرية، مثل عدوى «كانديدا ألبيكانز» التي تُصيب الأنسجة، وتسبّب تهيّجاً وألماً، خصوصاً لدى ذوي المناعة الضعيفة، أو المصابين بالشفة الأرنبية، حيث تكون الأنسجة أكثر عُرضةً للإصابة.
وسابقاً كانت الخلايا المستخدَمة في الأبحاث لا تعكس الخصائص الفريدة لخلايا الشفاه، مما جعل من الصعب تطوير علاجات فعّالة للإصابات والأمراض التي تؤثر على هذه المنطقة الحساسة.
ولتطوير النموذج الخلوي، استخدم العلماء خلايا من أنسجة تبرَّع بها مريضان؛ أحدهما مصاب بتمزّق في الشفاه، والآخر يعاني من الشفة الأرنبية، حيث أجروا تعديلات جينية للسماح لهذه الخلايا بالبقاء لفترات أطول في المختبر.
وقد خضعت الخلايا لاختبارات دقيقة للتأكد من استقرارها الجيني، وعدم تحوّلها إلى خلايا سرطانية، وبفضل النموذج الجديد أصبح بالإمكان محاكاة عمليات التئام الجروح وإصابة الشفاه بالعدوى، مثل عدوى «كانديدا ألبيكانز».
كما تمكّن الباحثون من اختبار كيف تتفاعل خلايا الشفاه مع عوامل النمو والالتهابات، مما يساعد على تصميم علاجات مستقبلية تستهدف تحسين الشفاء وتقليل المضاعفات للأشخاص الذين يعانون من الشفة الأرنبية، أو إصابات الشفاه الأخرى.
اقترح تصحيحاً