فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 07:31 صباحاً

فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟

نشر بوساطة أ أحمد سالم باهمام في الرياض يوم 08 - 11 - 2024

alriyadh
يكثر السؤال هذه الأيام عن تأثير درجات الحرارة الخارجية على النوم وجودته، ففي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة وتتأثر بذلك صحة الإنسان بصور مختلفة ندرك الكثير منها مثل: زيادة الإصابة بنزلات البرد والزكام والإنفلونزا. لذلك يتساءل الكثيرون هل تؤثر درجات الحرارة الخارجية في النوم أو وظائف النوم؟
وعند الحديث عن النوم، لا بد من التعرض لجزئيتين مهمتين هما:
(1) تأثير درجة الحرارة على الساعة البيولوجية والإيقاع اليومي.
(2) تأثير درجة الحرارة على جودة النوم، ويمكن أن يضاف إلى ذلك:
(3) تأثير المواسم على مدة النوم، حيث يقل وقت النهار في الشتاء ويزداد وقت الليل.
تأثير درجة الحرارة الخارجية على الإيقاع اليومي ودرجة الحرارة:
من المعلوم أن ساعة بيولوجية داخلية تقدر بحوالي 24 ساعة تحكم الإيقاع اليومي وجميع الوظائف الفيزيولوجية في جميع الكائنات الحية من الإنسان إلى الحيوانات والنباتات وكذلك الكائنات الخلوية مثل عفن الخبز. وتتأثر هذه الساعة البيولوجية بالمؤثرات الخارجية مثل الضوء.
وتُعرَّف الساعة الحيوية بأنّها: قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة -عادة بالليل- إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى -عادة وقت النهار-. ولكن الدراسات السابقة بينت أن الحرارة الخارجية لوحدها لا تؤثّر في طول الساعة البيولوجية. وهذا ما أكدته دراسة نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences في نوفمبر 2015. وبالرغم من تأثير الحرارة الخارجية على بعض التفاعلات الكيميائية في دورة الساعة البيولوجية، إلا أن المحصلة النهائية هي عدم تأثر الساعة البيولوجية بالحرارة الخارجية. ويعزو الباحثون ذلك إلى آلية تسمى «تعويض درجة الحرارة» حيث إن تأثير الحرارة الخارجية على العديد من التفاعلات الكيميائية في دورة الساعة البيولوجية يلغي كل منهما الآخر، وفي المجموع لا تتأثر الساعة البيولوجية.
تأثير أوقات الشروق والغروب على مدة النوم:
بالرغم من أن تغير درجة الحرارة لا يؤثر على الساعة البيولوجية إلا أن تغير مواعيد شروق وغروب الشمس المصاحب لتغير الفصول قد يؤثر على الساعة البيولوجية ومدة النوم. ففي فصل الشتاء يتأخر وقت شروق الشمس، ويصبح من المعتاد الذهاب للعمل صباحاً والأجواء ما زالت مظلمة، وهذا يؤثّر على الساعة البيولوجية في الجسم التي تحدد متى ننام ومتى نستيقظ. وكما ذكرنا أعلاه، فإن الضوء هو العامل الأساسي الذي يضبط الساعة البيولوجية ويعايرها بشكل يومي، وذلك عن طريق التحكم في إفراز هرمون النوم -الظلام- «هرمون الميلاتونين»، حيث إنّ هرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ، وهي مرتبطة بعصب النظر؛ لذلك تغيّر أوقات التعرض للضوء يؤثر على إفراز الهرمون، لافتاً إلى أنّ الإفراز يزداد مع بداية النوم، ويصل أعلى مستوى له في الدم في ساعات الفجر الأولى (2-3 صباحاً)، ويصاحب ذلك انخفاض في درجة حرارة الجسم الأساسية، ثم يبدأ مستوى الهرمون في الانخفاض، ويصل أدنى مستوى له خلال ساعات النهار، لذلك لا بد من النوم المبكر خاصة خلال فصل الشتاء؛ للتمكن من الاستيقاظ صباحاً في حالة نشاط كامل. وقد أظهر عدد من الدراسات، ومنها دراسة نشرت في أغسطس 2015 في مجلة JOURNAL OF BIOLOGICAL RHYTHMS قام بها باحثون في جامعة هارفارد لمعرفة تأثير الفصول على مدة النوم. وقد درس الباحثون مجتمعَين من السكان الأصليين في الأرجنتين بينهما تشابه كبير في مختلف الخصائص ولكن أحدهما تتوفر لها كهرباء في الليل والأخرى لا تتوفر له الكهرباء. وبالرغم من أن نوم المجتمع الذي لا توجد عنده إضاءة ليلية كان أطول من المجتمع الآخر، إلا أن المجتمعَين ناما حوالي ساعة واحدة ليلاً أطول في فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف.
تأثير برودة الجو على جودة النوم:
يدرك القراء أن نومهم يكون متقطعًا وغير مستقر في الجو البارد، كما أن الرغبة في التبول تزداد.
أجري عدد من الدراسات على نوم الحيوانات في الجو البارد، ولكن هذه الدراسات ربما لا تنطبق على الإنسان لأنها تجرى في أجواء لا يعيشها الإنسان الطبيعي. أما الدراسات التي أجريت على الإنسان في الجو البارد فهي نوعان، دراسات أجريت في المختبر وأخرى في أجواء باردة بالطبيعة مثل القطب المتجمد الجنوبي. وسنحاول أن نستعرض نتائج هذه الدراسات باختصار.
بينت الدراسات أن تأثر النوم بالبرودة يعتمد على المدة الزمنية التي يقضيها الإنسان في الجو البارد؛ فهناك آلية للتكيف حيث يتحسن النوم مع التعود على الأجواء الباردة. ولكن على العموم أظهرت الأبحاث أن النوم يكون غير مستقر في الجو البارد ويزداد القلق. أما تخطيط النوم فقد أظهر نقصاً في مرحلة الأحلام (حركة العين السريعة REMSleep) في الجو البارد، في حين لم يتأثر النوم العميق (المرحلة الثالثة) كثيرًا. ومرحلة الأحلام مرحلة مهمة لوظائف المخ وهي تساعد على صفاء الذهن والتركيز في النهار. كما حدث زيادة في التبول وإفراز هرمونات التوتر مثل: هرمون النور أدرينالين، وهذه هرمونات تزداد في حالات التوتر والإجهاد، كما أنها ترفع ضغط الدم، وهي في العادة تنخفض إلى أدنى مستوياتها خلال النوم. أي أن البرودة تغير فيزيولوجيا النوم الطبيعية. ما سبق يبين أن النوم في الجو البارد يعتبر نوعًا من التوتر والإجهاد وهو ما يفسر نقص مرحلة حركة العينين السريعة وزيادة إفراز هرمونات التوتر وهو ما قد يفسر نظريًا زيادة الإصابة بالالتهابات عند النوم في جو بارد. الغريب في الأمر أن كثيرًا من هذا الظواهر تختفي عند تعوّد الإنسان النوم في الجو البارد (أي بعد مرور عدة ليالٍ).
ما سبق يظهر أهمية أن تكون غرفة النوم دافئة وخاصة للأطفال لأن التغيرات السابقة قد تكون تأثيراتها أكبر في هذه الفئة السنية. كما أن لبس ملابس تساعد على التدفئة كالبيجامات طويلة الكم الثقيلة أمر مهم جدًا في الحفاظ على حرارة الجسم. وقد درس باحثون تأثير الملابس في النوم في الجو البارد دراسة علمية ووجدوا أن التغيرات السابقة الذكر تقل عند الذين يرتدون ملابس تحافظ على حرارة الجسم.
ما سبق قد يبدو كلامًا علميًا للبعض، ولكن الرسالة التي نود إيصالها هي المحافظة على غرف النوم بصورة دافئة والحرص على ارتداء الأطفال ملابس تساعدهم على حفظ حرارة أجسامهم في الليل والنهار والتعرض للضوء الخارجي بصورة منتظمة.
بريد القراء
النوم بجانب الأشخاص
* لدي مشكلة قد لا يعتبرها البعض كذلك، خصوصاً وهي تسبب لي بعض المشكلات مع أسرتي خاصة وأني أستعد للزواج إن شاء الله، وتتجلى المشكلة في أنني لا أستطيع النوم بجانب الأشخاص الذين يعانون من الشخير حتى وإن كان الشخص يصدر صوتاً بسيطاً عند نومه، وكذلك أعاني من صعوبة النوم إذا كانت هناك أصوات مرتفعة شيئاً ما خصوصاً وأني أقطن في حي تكثر فيه الضوضاء، أفيدوني جزاكم الله خيراً، خصوصاً وأني الوحيد في عائلتي الذي أعاني من هذا المشكلة، فجُلّ العائلة تستطيع النوم في تلك الأجواء من دون مشكلات؟
* المعلوم أن وظيفة السمع تبقى عاملة خلال النوم، ولكن بصور متفاوتة، ولدى بعض الناس تكون هناك حساسية للأصوات أثناء النوم وهو ما يسبب لك الاستيقاظ.
يمكنك أن تضع سدادات في الأذنين خلال النوم للتخفيف من آثار الضوضاء الخارجية أو أن يكون هناك صوت أحادي النغمة أو التوتر ومتواجد بصورة دائمة خلال النوم أو ما يسمى بالضوضاء البيضاء أي التي تغطي على باقي الأصوات مثل صوت المكيف أو أن تضع مؤشر المذياع على إحدى نهايتي المذياع ليصدر صوتا ثابتا أحادي التوتر يغطي على الأصوات الأخرى التي يصدرها الآخرون.
التنفس عند النوم
* لدي استفسار بسيط وأرجو أن أجد الإجابة السليمة لديكم سعادة الدكتور، وهي أني أعاني من التنفس عند النوم وهي ليست بالمعاناة الحادة وإنما عندما أخلد للسرير لا أدري لما تنسد لدي فتحة أنف وتبقى فتحة أنف أخرى مفتوحة، وأستطيع التنفس من خلالها وفي أحيان أخرى تفتح فتحة الأنف المسدودة وتنسد الأخرى، فما هذه الحالة؟ وفي أحيان أخرى تفتح جميعاً، ولكن عندما تفتح جميعاً لا تكون فعالة كما لو تكون فتحة أنف واحدة، أرجو أن ترد علي بالحل المناسب، وشكراً. أما عن طريقة نومي فأنا أنام على الجانب الأيمن كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم.
* انسداد الأنف وقت النوم مشكلة شائعة وقد تسبب متاعب عند النوم وتسببها الحساسية وجفاف الجو الناتج عن استخدام المكيفات وتغير درجات الحرارة أو وجود لحميات في الأنف. يمكن علاجها باستخدام أدوية الحساسية الخاصة بالأنف، أنصحك بمراجعة طبيب أنف وأذن.
نومي ثقيل
* مشكلتي باختصار هي أنني طالب جامعة أدرس في إحدى الدول العربية وقد أنهيت دراستي الثانوية أثناء وجودي مع أهلي وشاء الله أن أسافر للدراسة في إحدى الجامعات، والمشكلة تكمن في أنني أسكن في بيت لوحدي، وعدم وجود من يوقظني باكراً، أعاني من الأرق وهذا يجعلني أبقى ساهراً حتى وقت متأخر محاولاً النوم دون فائدة إلى أن أنام في وقت متأخر ولا أستيقظ أبداً حتى الظهر، وبالتالي التغيب عن الجامعة، وأنا شخص نومي ثقيل ويصعب علي الاستيقاظ دون وجود أحد ما يوقظني، ولا أستطيع النوم بالليل ويأتيني النوم بالنهار؟
* يبدو من الوصف أنك لا تستطيع النوم في الليل ولكن النوم يأتي في النهار، ولو استطعت أن أحصل على معلومات أكثر فإني أعتقد أنك تفضل لو تنام بالنهار وتدرس بالليل لأن نشاطك يزداد بالليل ويقل بالنهار.
مشكلتك كما يبدو في الساعة البيولوجية وليس في نوعية النوم. أي أنك تفضل النوم بالنهار والاستيقاظ بالليل، وتعرف هذه المشكلة بمتلازمة تأخر مرحلة النوم Delayed Sleep Phase Syndrome، علاجها يكون في الأساس سلوكي والعلاج بالتعرض للضوء لتعديل الساعة البيولوجية في الجسم، حيث إن الضوء يحدد إفراز هرمون النوم ولذلك تحتاج لرؤية مختص لمساعدتك في ذلك من وصفك لا أعتقد أن لديك مشكلة نفسية وقد لا تحتاج لأدوية نفسية كما لا أنصحك بأخذ حبوب منومة مثل زاناكس لأنها لا تفيد في حالتك وقد تسبب التعود عليها.
نوبات الربو والطعام
* هل هناك علاقة أكيدة بين حدوث نوبات الربو والطعام الذي يتناول؟ وما الأطعمة الواجب تجنبها؟
* قد يكون هناك علاقة عند بعض المرضى وهؤلاء يلاحظون أن أكلهم لأصناف معينة يزيد أعراض الربو لديهم، وقد يزيد الأعراض الأخرى للحساسية مثل حساسية الجلد والأنف. وهذه مثبت وقد شاهدنا الكثير من المرضى الذين تزيد أصناف معينة من الأكل أعراضهم. ولا يمكنني تحديد نوع معين لأنه يختلف من شخص لآخر ولكن الأصناف الشائعة التي يشكو منها أكثر المرضى هي السمك والبيض والمكسرات وكل مريض يستطيع تحديد ما يسبب له زيادة الأعراض.




قد تقرأ أيضا