الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 07:31 صباحاً

الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي

نشر بوساطة يوسف بن عقاب العنزي في الرياض يوم 08 - 11 - 2024

alriyadh
برعاية من مبادرة الشريك الأدبي نظم «كرسي الأدب السعودي» بالتعاون مع مقهى «دفعة 89»، أمسية عنوانها «الهايكو في المملكة العربية السعودية: إبداع الريادة والتجربة»، حيث استضيف فيها رئيس «نادي الهايكو السعودي» الدكتور أحمد يحيى القيسي للحديث عن تجربة الهايكو في المملكة، وأدار اللقاء الصحفي والكاتب محمد العبدالوهاب. قدم القيسي ورقة شاملة ومتنوعة عن الهايكو في الأدب السعودي، تنوعت محاورها ما بين الريادة، والإبداع، والتلقي. في بداية اللقاء أخذ القيسي جمهوره في جولة تاريخية عن هذا الفن، بداية بإرهاصاته الأولى منذ أن كان جزءاً من قصيدة طويلة تسمى «الرينغا» إلى مرحلة انشقاقه عن تلك القصيدة ليصبح نصاً مستقلاً بذاته في القرن السابع عشر على يد «باشو»، متتبعاً رحلة انتقاله من اليابان إلى أوروبا على يد «أزرا باوند» الذي هيأه بصيغة تتجاوز عراقيله في اللغة الجديدة، ليتحول إلى نص عالمي في مطلع القرن العشرين. كما تطرق في إلماحات سريعة إلى بدايات الهايكو في العالم العربي، والصعوبات التي واجهها هذا النص، والتشويه الذي ألحقه التجريب الخاطئ في البدايات، والجهود التي عالجت تلك الأخطاء. أما في حديثه عن التجربة السعودية فقد بدأ بمرحلة الريادة التي جعل انطلاقتها الفعلية منذ عام 1413ه، مع الدكتورة خيرية السقاف التي بدأت بنشر نصوص ناضجة فنياً حينها، ونشطت في كتابته ونشره بداية من سنة 1416ه، ومن ذلك النصوص التي أبَّنَت فيها والدتها -رحمها الله-. تطرق بعد ذلك إلى تجربة الشاعر أحمد كتوعة الذي نشر في ديوانه (كما أشاء) الصادر عن النادي الأدبي بالرياض سنة 2008م بضع نصوص مؤرخة بالعام 2004م، ثم تجربة الأديبة مشاعل الحربي التي بين القيسي جهله ببداياتها وبما وصلت إليه في الوقت الراهن من مستوى، وبنصوصها التي لم تنشر، بسبب ضعف التواصل معها، فما بين يدي الباحث يثبت أنها كتبت الهايكو بعد 2011م ، والاحتمالات القائمة أنها كتبته قبل ذلك التاريخ. تعرض بعد ذلك في جولة إلى عدد من شعراء وشاعرات الهايكو في المملكة العربية السعودية الذين تعاطوا مع هذا النص بعد عام 2010م، حيث خصص لكل شاعر وشاعرة وقتاً قصيراً للتعريف به، وإلقاء عدد من نصوصه، وهم الشعراء: محمد آل فاضل، وعبدالله العنزي، وعبدالله الأسمري، وحيدر العبدالله، وحسن القرني، ومحمد خضر. والشاعرات عطاف سالم ومضاوي القويضي وندى العمراني. بعد ذلك تحدث في محور آخر عن مشاريع تبيئة الهايكو عربياً، مبتدئاً بمحاولات عبدالله الأسمري التي واجهت هجوماً عنيفاً بسبب الأفكار المسبقة الخاطئة لدى المتلقين، ثم لمشروع حيدر العبدالله الذي نجح بسبب الأطروحة التي قدمها في كتابه «مهاكاة ذي الرمة» قبل أن يواجه الجمهور من النقاد والمهتمين، حيث تطرق القيسي إلى عوامل نجاح تجربة العبدالله كربط الهايكو العربي بالتصوف الإسلامي بدلاً عن الزن، وتطبيق إيقاع العروض العربي بدلاً عن المقاطع الصوتية، وغير ذلك. ثم تحدث القيسي عن مشروعه في توطين هذا النص الذي قاده لتأسيس نادي الهايكو السعودي، والأمسيات التعريفية بهذا الفن، وبيّن للحاضرين أن مسألة نجاح مشروعه أو فشله لا يمكن الحكم عليها اليوم، بل يُنظَر إلى نواتجه بعد سنوات. استعرض بعد ذلك دراستين علميتين محكمتين عمل عليها أستاذان سعوديان هما الدكتور محمد بن راضي الشريف، من جامعة الحدود الشمالية، والدكتور طلال الثقفي من جامعة الطائف. لينتهي بعد ذلك إلى أهم المقالات التي كتبها سعوديون عن الهايكو، ومنها المقالات التي نشرت في الجزيرة الثقافية في زاويته «نافذة على الهايكو»، ومقالات متفرقة لعبدالله الأسمري ومحمد خضر، متوقفاً عند آخر مقالة كتبتها الدكتورة دوش الدوسري في نشرة «سياق» ووجهت فيها الدعوة للنقاد والمهتمين للالتفات لهذا الفن الجديد. فتح بعد ذلك باب النقاش للحاضرين، حيث تساءل الدكتور صالح بن معيض الغامدي رئيس الكرسي سابقاً عن سبب إخفاء التجارب السعودية الأولى لحقيقة كتابتهم لهذا النوع الأدبي، ونشر نصوصهم دون تصنيف، ثم تساءل الأستاذ عوضة الدوسي عن مستقبل هذا النص في الأدب السعودي، ومكانته بين الأجناس الأدبية القائمة، وتطرقت الأستاذة نجلاء الربيعان إلى نقطة مهمة، وهي الخلط القائم بين معظم القراء بين الهايكو والأشكال الأدبية الوجيزة الأخرى، متسائلة عن السمات التي تحد نص الهايكو عنها. وأثنت الدكتورة ابتسام البلوي على جهود القيسي في رصد الأسماء السعودية التي أثرت مدونة الهايكو في الأدب السعودي، وحصره المتقن للدراسات والمشاريع، وكل ما يتعلق بالهايكو. من جهته أثنى مدير تحرير الشؤون الثقافية بصحيفة الرياض عبدالله الحسني على جهود القيسي المتواصلة في التعريف بهذا الفن، ونشره في الأوساط الثقافية، ليثبت من خلال هذا الحصر أن الهايكو لم يعد فنًا منطويًا ومنعزلًا، بل أصبح جنسًا قائمًا يثير الانتباه والاهتمام.
لقطة جماعية مع الضيف عقب الأمسية
د. صالح الغامدي رئيس كرسي الأدب السابق ود. إبراهيم الفريح الرئيس الحالي وعبدالله الحسني




قد تقرأ أيضا