معرض الشارقة الدولي للكتاب: الشاعر التونسي آدم فتحي يروي معاناة العرب في قصيدة "العنقود والحذاء"
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معرض الشارقة الدولي للكتاب: الشاعر التونسي آدم فتحي يروي معاناة العرب في قصيدة "العنقود والحذاء", اليوم الأحد 10 نوفمبر 2024 04:33 مساءً
نشر في باب نات يوم 10 - 11 - 2024
(من مبعوث "وات" الأسعد محمودي) - اختار الشاعر والمترجم التونسي آدم فتحي إلقاء "العنقود والحذاء" وهي إحدى أروع ما كتب الشاعر، وذلك أثناء مشاركته في ندوة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين (6 - 17 نوفمبر 2024)، حيث أثث مساء السبت أمسية شعرية رفقة الشاعر مشعل الزعبي من الكويت والشاعرة السورية إباء الخطيب والشاعر الإماراتي إبراهيم الهاشمي.
يتحدث آدم فتحي عن قصيدة "العنقود والحذاء" قائلا إن 1909 كانت سنة خصبة في تونس وأنجبت الكثير من الشعراء في نفس هذه السنة من بينهم أبو القاسم الشابي وعلي الدوعاجي الذي ألف الكثير من القصائد منها قصائد باللهجة العامية التونسية أشهرها "عاش يتمنى في عنبة مات جابولو عنقود ما يسعد فنان الغلبة إلا من تحت اللحود".
...
واستعار آدم فتحي "عنقود العنب" من الدوعاجي ليوظفه في قصيدة من تأليفه يتناول فيها مواضيع معقدة تتعلق بالوطن والألم والفقد وتستند إلى الرمزية العميقة لإبلاغ عديد المعاني من خلال صور شعرية غنية في غاية الثراء. يقول في مطلعها "بلادي، جنتي، منفاي، ناري، على أي الحرائق ترقصين".
كُتبت القصيدة ضمن صنف الشعر الحر واستخدم فيها الشاعر القوافي لتدعيم الإيقاع. ويمثل العنقود في القصيدة رمزا للأمل الضائع أو الفقد الذي يرافق الشعور بالحرمان، كما أن العنقود يرمز إلى الجموع التي كانت تجمع في "وطن" كان في الماضي مزدهرا. وفي هذه القصيدة، يتم التعامل مع العنقود ككائن مادي، يتم السعي للوصول إليه، لكن الشاعر يعجز عن الوصول إليه بسهولة.
أما الحذاء فهو يرمز إلى صعوبة الرحلة التي يخوضها الشاعر ورفاقه من الفنانين نحو الكرامة والتغلب على الفقر والبؤس في معانيه الاجتماعية والثقافية والسياسية، كما يرمز في هذه القصيدة إلى الإصرار على الصمود في وجه المصاعب.
وجاءت القصيدة حبلى بالمعاني والرموز مثل "الحرائق" و"الأنين" و"الدم" و"الحذاء" وغيرها من المفردات الرمزية التي تشكل صورة مركبة للوضع الاجتماعي والسياسي في تونس الوطن العربي، حيث يرى الشاعر نفسه لاجئا في وطنه، مغتربا ممزقا ومشتتا وهو يصور معاناته في رحلة البحث عن الأمل وسط الألم. ويصف الشاعر بلاده بأنها "جنتي منفاي"، وهي مفارقة عجيبة تدل على حالة التشتت الذهني والتمزق النفسي للشاعر حتى أن الوطن نفسه أصبح بالنسبة إليه مكانا للغربة والشتات. وتصوّر القصيدة معاناة الشعب التونسي والشعوب العربية بعد 2011، حيث تعيش بعض الدول العربية إما على وقع الفقر والاضطهاد أو على وقع الحروب التي مزقتها.
يقدم الشاعر آدم فتحي في "العنقود والحذاء" صورة للوطن كمكان مفقود، فالجنة أصبحت منفى. ويصور شعور الاغتراب ليس فقط عن الوطن المادي، ولكن عن الوطن الفكري والعاطفي أيضا، فهذا الشتات والضياع تتكرر مع عدة إشارات إلى تشتت الهوية والتاريخ. ورغم قتامة المشهد المصور في القصيدة، بدا الشاعر متسلحا بالأمل والتحدي والإصرار، فهو لم يرم المنديل أو يستسلم لألمه وغربته بل رغم هذه الصور الحزينة، هناك إشارات إلى التحدي والإصرار، فالشاعر لم يستسلم للألم رغم قساوته، بل إن الصور الشعرية في نهاية القصيدة تشير إلى معاني الصمود والتحدي من خلال المرأة التونسية القوية "وعندي تونسيات سوار متى غنين أهدين السفينة كأن عيونهن طلبنا نارا فأشعلن المياه ليرتوين". كما تسلح بثقافة الاحتجاج لبعث الأمل مستذكرا دماء الشهداء وصور النخيل في معاني الصمود والشموخ.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.