حقل تينهرت في الجزائر.. عملاق غاز فاق إنتاجه مستوى التوقعات
تملك الجزائر أصولًا ثرية للغاية في قطاع الغاز؛ من بينها حقل تينهرت، الذي يُعَد في حد ذاته مشروعًا متكاملًا يضم تحت طياته مرافق وآبارًا عدة.
ووفق قاعدة بيانات النفط والغاز الجزائرية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يُعَد الحقل ضمن حزمة أصول الطاقة الحديثة التي ركزت شركة سوناطراك (Sonatrach) على الاستفادة منها وتطويرها؛ إذ بدأ إنتاج الغاز منه قبل عامين فقط.
وقبيل بدء الإنتاج بأشهر قليلة، منحت سوناطراك عقدًا لشركة بتروفاك البريطانية (Petrofac) لربط مرافق المشروع بعدد من حقول الغاز القريبة ومراكز ومرافق المعالجة الملحقة بها، وتركّزت مهمة الشركة على منشآت الفصل والضغط.
وبجانب بتروفاك، تولّت شركة بناء وهندسة تابعة لسوناطراك مهمة الإشراف على برنامج التطوير، وانصبّ تركيزها على شبكة الربط بين الحقول وتجميع إمدادات الغاز.
معلومات عن حقل تينهرت
يقع حقل تينهرت (Tinrhert Field) البري للغاز التقليدي في مربع يحمل الاسم ذاته، ويضم بالإضافة إلى ذلك مربعات أخرى هي: 234 بي (234 P)، و239 بي (239 P)، 240 بي (240 P)، 244 بي (244 P).
وتعود ملكية الحقل بالكامل لشركة سوناطراك الجزائرية الحكومية دون أي حصص لشركات أجنبية، ويضم مشروع تينهرت التطويري 17 حقلًا لإنتاج الغاز الرطب، لكنها حقولًا صغيرة وعلى مسافات متباعدة ويجري ربطها عبر البنية التحتية.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2022، كشفت شركة سوناطراك عن أنها أكملت عملية الإنتاج من حقل تينهرت بنجاح، عقب إطلاقها شهر يوليو/تموز من العام ذاته بصورة تدريجية.
وتضمّنت خطة التشغيل، بناء شبكة لتجميع تدفقات الغاز بعد ربط 36 بئرًا تابعة للحقل بمرافق أخرى تتولى مسؤولية الفصل والضغط.
وبتطوّر مرافق الحقل وفق هذه الوتيرة، وصل إنتاجه إلى 4.5 مليون متر مكعب (159 مليون قدم مكعبة) يوميًا من الغاز الطبيعي، و500 طن يوميًا من غاز النفط المسال، و800 طن يوميًا من المكثفات، وفق بيان رسمي للشركة.
وأقرّت الشركة الجزائرية آنذاك بأن خطة التطوير التي تبنتها، والنتائج التي ترتبت عليها، أسفرت عن نتائج تفوق المتوقع من تطوير حقل تينهرت الغازي (الذي يُطلق عليه في أحيان أخرى تينرهرت).
توقّعات مستقبلية
تُشير التوقعات إلى أن حقل تينهرت الغازي سيسجل ذروة إنتاجية بحلول عام 2034، ووفق مؤشرات الإنتاج يمكن القول إن جدواه الاقتصادية ستستمر حتى عام 2055، طبقًا لتقديرات أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).
وبحسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يسهم الحقل بنحو 5% من الإنتاج اليومي للغاز في الجزائر، بعد رحلة طويلة خاضها منذ بدء اكتشاف غالبية حقوله خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وكان مشروع مشترك (بين شركات فرنسية بحصة 65%، وشركة شل Shell بحصة 35%)، أُطلق عليه كريبس (CREPS)، قد بدأ الحفر للوصول لهذه الاكتشافات، وواصلت شركة سوناطراك المسيرة من بعده.
وبلغت نسبة الموارد القابلة للاستخراج من بين احتياطيات حقل تينهرت -الواقع في حوض إليزي- ما يقدر بنحو 10.8%، ورغم أن الحقول الصغيرة في المشروع تعزز إنتاج الجزائر الإجمالي من الغاز؛ فإن المربع ما زال يحمل في جعبته الكثير والمزيد من الموارد القابلة للتطوير، وفق ما نشره موقع إنرجي كابتال أند باور (Energy Capital & Power).
فرص التصدير
طوّرت شركة بتروفاك مرافق فصل الغاز وضغطه، وأجرت توسعة على المرافق المعدة لذلك منذ عام 2002، ومن شأن عملية التحديث أن تضفي المزيد من التقنيات صديقة البيئة على المشروع.
ويؤسس المرفق إلى تنقية موارد حقل تينهرت من ثاني أكسيد الكربون والشوائب والملوثات الأخرى، لضمان مطابقة تدفقات الغاز للاشتراطات المتبعة في السوق العالمية، حسب بيان لشركة بتروفاك صدر في يوليو/تموز 2022.
وتؤدي هذه الإجراءات إلى زيادة الإنتاج مع مراعاة جودته ورفع كفاءته، بما يضمن تلبيته للطلب المحلي والتوسع نحو التصدير.
ويبدو أن طموحات التصدير عززت خطة تطوير طموحة للحقل؛ إذ ارتفعت مستهدفات الإنتاج إلى 10 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، حسب رؤية نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية قبل ما يزيد على عامين عن مسؤول.
وأوضحت الوكالة أن تطوير مرافق حقل تينهرت تهدف إلى رفع آباره المنتجة إلى 50 بئرًا، وربطها بمنشآت المعالجة؛ ما يعزز اقتصاد البلاد وعوائده في ظل ارتفاع الإنتاج والصادرات.
وفيما يلي، أبرز حقول النفط والغاز في الجزائر:
موضوعات متعلقة..