صادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا تقفز بنسبة 70%
شهدت صادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا زيادة غير مسبوقة في عام 2023، لتعيد تشكيل تجارة الكهرباء بين البلدين.
واعتادت كندا على تزويد الولايات المتحدة بالكهرباء على مدى العقدين الماضيين، بفضل مواردها الوفيرة من الطاقة الكهرومائية، لكن بدأت هذه الديناميكية تتغير بدءًا من العام الماضي.
وبنهاية عام 2023، بلغت صادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا مستويات قياسية، وقفزت بنسبة 70% على أساس سنوي، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وكانت هذه التغييرات كافية لجعل الولايات المتحدة مصدرًا صافيًا للكهرباء إلى كندا لمدة 5 أشهر، مع تداعيات الجفاف في أوتاوا.
نظرة على صادرات الكهرباء الأميركية
ارتفعت صادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا في عام 2023، إلى متوسط 1809 غيغاواط/ساعة شهريًا، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الصادر اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
في الوقت نفسه، تراجع متوسط صادرات الكهرباء الكندية إلى الولايات المتحدة بنسبة 36%، إذ انخفضت إلى 3 آلاف و315 غيغاواط/ساعة شهريًا.
ورغم ذلك، ظلت الولايات المتحدة مستوردًا صافيًا للكهرباء من كندا على أساس سنوي خلال العام الماضي (2023)، لكن إجمالي وارداتها من الكهرباء الكندية انخفضت من 42 تيراواط/ساعة عام 2022، إلى 15 تيراواط/ساعة في عام 2023.
وبات تأثير هذه التغييرات واضحًا بحلول سبتمبر/أيلول 2023، عندما أصبحت الولايات المتحدة مصدرًا صافيًا للكهرباء إلى كندا، وحافظت على هذه المكانة على مدار 5 أشهر متتالية.
قيمة صادرات الكهرباء
في عام 2023، انخفضت قيمة صادرات الكهرباء الكندية إلى الولايات المتحدة بنحو 30% مقارنة بعام 2022، بإجمالي 3.2 مليار دولار، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم انخفاض القيمة الإجمالية، ارتفع متوسط أسعار هذه الصادرات، وذلك لأن الحصة الأكبر من الصادرات الكندية تقدم بموجب عقود.
في المقابل، ارتفعت القيمة الإجمالية لصادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا بمقدار 454.5 مليون دولار خلال عام 2023، لتصل إلى 1.2 مليار دولار.
وكان متوسط سعر هذه الصادرات أقل مقارنة بعام 2022، ويرجع ذلك إلى أن أغلب مبيعات الكهرباء الأميركية تُقدّم بموجب عقود متقطعة، إذ يمكن لمورد الكهرباء قطع الإمدادات أو خفضها إذا لزم الأمر.
ويمكن أن يُعزى ارتفاع صادرات الكهرباء الأميركية إلى كندا إلى تراجع إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في غرب كندا نتيجة تزايد موجات الجفاف.
كما أسهم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في خفض تكاليف الكهرباء محليًا، ومن ثم باتت الكهرباء الأميركية أكثر تنافسية وجاذبية.
تجارة الكهرباء بين الولايات المتحدة وكندا
تؤدي تجارة الكهرباء بين الولايات المتحدة وكندا دورًا حاسمًا في ضمان موثوقية الشبكة، وتعزيز الحصول على كهرباء بأسعار معقولة.
وتمتد خطوط نقل الكهرباء التي تربط البلدين من نيو إنغلاند إلى شمال غرب المحيط الهادئ، ويساعد ذلك في موازنة توصيل الكهرباء داخل شبكات الربط الرئيسة في أميركا الشمالية.
ومن بين اللاعبين الرئيسين في هذه التجارة، هيئة الطاقة الكهرومائية والكهرباء في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية (BC Hydro)، وشركة "هيدرو كيبيك Hydro Quebec"، وشركة"هيدرو وان Hydro One" الواقعة في أونتاريو التي تدير أسواق الكهرباء مع الولايات المتحدة.
وخلال عام 2023، شهد الربط على الساحل الغربي تحولًا كبيرًا، إذ بدأت كندا استيراد الكهرباء من الولايات المتحدة بما يفوق صادراتها.
كما شهدت بريتيش كولومبيا انخفاضًا بنسبة 45% في الصادرات بسبب الجفاف الشديد الذي أثر في إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، بحسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
فضلًا عن ذلك، شهدت ولاية كاليفورنيا التي تتلقى عادة كميات كبيرة من كهرباء بريتيش كولومبيا الكندية، انخفاضًا في الواردات مع زيادة إنتاج الكهرباء المتجددة.
كما شهد الربط على الساحل الشرقي انخفاضًا في التجارة، إذ تراجع صافي التدفقات من شركتي "مانيتوبا هيدرو Manitoba Hydro" و"أونتاريو باور Ontario Power" إلى مشغلي الشبكة في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، انخفضت صادرات شركة "هيدرو كيبيك" إلى الولايات المتحدة بسبب موجات الجفاف، إذ تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 9% خلال عام 2023 مقارنة بعام 2022.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..