قمة الرياض.. فلسطين والقدس والأونروا ولبنان.. خط أحمر
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قمة الرياض.. فلسطين والقدس والأونروا ولبنان.. خط أحمر, اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024 01:27 صباحاً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 13 - 11 - 2024
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على رفض المملكة القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وذلك خلال كلمة سموه -حفظه الله- في القمة العربية الإسلامية غير العادية في العاصمة الرياض التي استضافتها المملكة، لبحث التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة ولبنان.
وشدد سمو ولي العهد على رفض المملكة انتقاص دور السلطة الفلسطينية، وإعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، وشجب المملكة لمنع الأونروا من القيام بدورها، مؤكداً ضرورة قيام دولة فلسطينية، لافتاً إلى أن المملكة أطلقت مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين، داعياً إلى مواصلة جهود إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، معلناً التضامن مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة، شاجباً الاعتداء على سيادتها، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية.
وأكد القادة في البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية تجديد التأكيد على أن سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة، عاصمة فلسطين الأبدية، ورفض أي قرارات أو إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تهويدها وترسيخ احتلالها الاستعماري لها، باعتبارها باطلة ولاغية وغير شرعية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى أن القدس الشريف خط أحمر بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، وعلى تكاتفنا المطلق في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة وفي الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة فيها، وإذ نؤكد على دعمنا المطلق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وقرر القادة التأكيد على القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى غير العادية في مدينة الرياض في نوفمبر 2023م، وتجديد التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان، والعمل على إنهاء تداعياته الإنسانية الكارثية على المدنيين؛ أطفالا ونساء وشيوخا ومدنيين عزّل، ومواصلة التحرك، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعريض إسرائيل السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر. وتجديد التأكيد على قرارات القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي انعقدت في مملكة البحرين في مايو 2024م، والقمة الإسلامية الخامسة عشر التي انعقدت في جمهورية جامبيا في مايو 2024م.
الجامعة العربية: إسرائيل تسعى لقتل الأمل الفلسطيني
وخلال انعقاد القمة قال أمين عام جامعة الدولة العربية أحمد أبو الغيط خلال كلمته أمام الزعماء والقادة: "إن خطة إسرائيل لتدمير المجتمع الفلسطيني وتهجيره لم تعد خفية، وأن الكلمات لم تعد تكفي لوصف معاناة الشعب الفلسطيني، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل تسعى لقتل الأمل الفلسطيني في إقامة دولته"، مضيفاً: "أن إسرائيل لن نستطيع إقامة سلام دائم مع الظلم والتنكيل".
واستهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن كلمته في القمة، بإدانة قرار إسرائيل ضد وكالة الأونروا ووصفه ب"الكارثي"، وأضاف قائلاً: "إن الواجب العربي والإسلامي والإنساني يفرض علينا أن نتحلى بأعلى درجات التضامن"، مشدداً على ضرورة أن تتولى دولة فلسطين مسؤوليتها السيادية في غزة تمهيدا لإعادة الإعمار(في قطاع غزة)، مؤكداً على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية لغزة وانسحاب إسرائيل من القطاع، داعياً إلى تنفيذ القرار الأممي بمطالبة الدول بفرض العقوبات على إسرائيل.
الأردن: المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها
من جانبه، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: "إن المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها"، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي لم يوقف إسرائيل فتمادت في أفعالها، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود للتركيز على كسر الحصار على سكان غزة ووقف التصعيد في الضفة، إضافة إلى التركيز على وقف الحرب في لبنان وإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية.
واختتم العاهل الأردني كلمته بالقول: "لا نريد كلاماً بل مواقف جادة وجهود ملموسة لإنهاء المأساة في غزة"، والدعوة للمشاركة في إطلاق جسر إنساني للمساعدات إلى غزة.
مصر: القانون الدولي على المحك
بدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: "إن العدوان على غزة والضفة ولبنان يحدث وسط صمت مخجل من المجتمع الدولي"، محذراً من أن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق"، لافتاً إلى أن العدوان على فلسطين ولبنان يضع القانون الدولي على المحك، مشدداً على أن بلاده تقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا التزامها بتقديم العون للبنان ودعم مؤسساته وفي مقدمتها جيشه.
وأضاف: "ما زلنا متمسكين بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد"، مؤكدا على ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701.
دور محوري
وتعكس القمة العربية الاسلامية غير العادية، دور المملكة المحوري، وريادتها وقوة دبلوماسيتها، في حشد القوى العربية والإسلامية، للوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي العربية والإسلامية، ووضع القوى العالمية أمام مسؤوليتها الدولية والأخلاقية والإنسانية.
لقد أخذت المملكة زمام المبادرة في تشكيل موقف موحد على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وإظهار قوى الاحتلال بصورتها الحقيقية أمام قوى العالم، حيال أعمال التصعيد التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة والجمهورية اللبنانية، إيماناً بأهمية العمل العربي والإسلامي المشترك لحل القضايا والأزمات التي تواجهها المنطقة والعالم.
تحذير
إن القمة تأتي امتداداً لجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - والتزاماً من قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة بمقررات الدورة السابقة من القمة العربية والإسلامية غير العادية، والعمل كوحدة واحدة وقوة إقليمية سياسية قادرة على الوقوف في وجه التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وتدق جرس الإنذار لانفجار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بأكمله في وجد حالة من الصمت العالمي المخيب للآمال، والداعم بصمته لقوى الاحتلال، دون اتخاذ تدابير للوقوف أمام الحقوق المشروعة للشعوب التي تنتهك سيادة أراضيها، وتعرض أبنائها للإبادة الجماعية، ومنع المساعدات والإغاثات من كل الدول لتلك الشعوب المكلومة.
وتكمن أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية، في تزامنها مع تطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، واستمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع ذلك ليشمل الجمهورية اللبنانية في محاولة للمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، والتداعيات الخطيرة لهذا العدوان على أمن المنطقة واستقرارها، باستمرار تلك الاعتداءات دون رادع حقيقي لوقف آلة الحرب الغاشمة، بضرورة وقف تسليحها، ومحاولة عزل القوى المعتدية عالمياً، وإظهار وجهها القبيح أمام المجتمع الدولي.
اعتراف بالدولة الفلسطينية بجهود سعودية
إن الجهود السعودية لم تكن وليدة اليوم أو الأمس، بل نراها ممتدة منذ بداية الصراع في المنطقة، حيث تقود المملكة في الوقت الراهن جهود اللجنة الوزارية الخماسية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة ، في التواصل مع دول الاتحاد الأوروبي، لتنسيق تحرك دولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد نجحت هذه الجهود في إقناع العديد من دول العالم، ومنها إسبانيا وإيرلندا والنرويج، بالإعلان عن اعترافها بالدولة الفلسطينية، مما يعكس ما للمملكة من ثقل وتقدير على المستوى الدولي، ودور دبلوماسي كبير يلقى احتراماً عالمياً، حيث تمثل المملكة قلب العالمين العربي والإسلامي، بمكانتها الدينية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، وما تمثله تلك المقومات من قوة دبلوماسية كبيرة.
وامتداداً للنجاح الذي حققته اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة برئاسة المملكة، فقد أطلقت اللجنة بالشراكة مع مملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي، التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي استضافت المملكة أول اجتماعاته في الرياض، وأُعتبر ذلك التوجه مؤشراً لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلاً على الرغبة الصادقة في إحلال السلام، وإيقاف الحرب الغاشمة على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعكس دور المملكة كقوة تدعو للسلام كحق أصيل وأساسي من حقوق الإنسان في العالم كله.
حشد القوى العالمية
لقد نجحت المملكة في حشد القوى العربية والإسلامية والعالمية، وانعكس ذلك جلياً في مشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية في الاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي عقد في الرياض، حيث تنامي الإدراك العالمي بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، والتوصل إلى حل سلمي وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في القمة العربية 2002 التي عقدت في لبنان، ونالت قبولاً عالمياً وتقديراً من المنظمات الأممية، حيث كانت تهدف إلى إحلال السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، واحترام السيادة على الأراضي والحدود المشتركة، والحفاظ على مقدرات الشعوب، وإبعادها عن الصراعات السياسية، ودعمها اقتصادياً للحصول على حقها في العيش بسلام، وحقوقها في التنمية الشاملة، من تعليم وصحة وأمن.
لقد دعت المملكة والدول العربية والإسلامية المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته، في إيقاف العمليات العسكرية والتصعيد غير المسؤول، الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجمهورية اللبنانية، والجمهورية الإيرانية، وحذرت من تبعات التوسع في الأعمال العدائية وما يترتب عليها من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وتأثير ذلك اقتصادياً على الشعوب ومسيرة التنمية التي توقفت.
وإيماناً من المملكة بدورها القيادي والإنساني، منذ بدء الأزمة في قطاع غزة، فقد قامت بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وأطلقت حملات تبرعات شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع، حيث تجاوز إجمالي قيمة التبرعات في الحملة 700 مليون ريال، وتم إيصال المساعدات والإمدادات الإغاثية والإنسانية عبر جسرين (جوي وبحري)، فضلاً عن تقديمها دعماً مالياً شهرياً للأشقاء في فلسطين؛ للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، إضافة للمستشفيات الميدانية على الحدود لعلاج الأطفال والمصابين، بالتعاون مع جمهورية مصر العربية.
المملكة والعمل الإنساني في لبنان
واستمراراً لهذا الدور تقوم المملكة بعمل سياسي وإنساني، بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، في مواجهة تداعيات الأحداث الجارية في بلادهم، حيث تفاعلت بشكل فوري مع الوضع الإنساني في لبنان، حيث قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي يحمل مساعدات إغاثية شملت المواد الغذائية والإيوائية والطبية؛ وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- حيث تم إرسال 22 طائرة إغاثية، ومازال الخط الإغاثي يقوم بدوره الإنساني لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق.
آلية موحدة لإدانة الممارسات الإسرائيلية
إن انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية في المملكة، يسهم في تأكيد الموقف العربي والإسلامي الموحد والثابت تجاه إدانة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجمهورية اللبنانية، وتوطيد الشراكات الدولية من خلال إطلاق آلية التنسيق المشتركة بين جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، والتواصل مع المنظمات الأممية؛ لوضع حد لتلك الاعتداءات، والوقوف مع الشعوب في تلك الدول، والمحافظة على حدود الدول واحترام سيادتها على أراضيها، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والاقتصادية والتنموي؛ لإنقاذ أبناء الدول التي تم الاعتداء عليها، وفق رؤية عالمية شاملة، تضم دول العام والمنظمات الدولية، والتنسيق مع القوى الإقليمية، لتحقيق تلك الأهداف؛ لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله.