ابتكار جزائري لخفض الانبعاثات الكربونية.. منازل نباتية بأشكال مبهرة
تشغل قضية خفض الانبعاثات الكربونية اهتمامات الباحثين في جميع أنحاء العالم، محاولةً لإيجاد بدائل نظيفة وعملية، لا سيما في قطاع البناء المستدام.
وفي هذا الإطار، توصلت باحثة جزائرية إلى استعمال تقنيات حديثة ومواد مبتكرة، من أجل تصميم جدران نباتية بأقل تكلفة ممكنة، وذلك حسب التفاصيل التقنية التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتبنى الجزائر إستراتيجية وطنية لمواجهة تغير المناخ تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 22% خلال المدة ما بين 2020-2030، تشمل 155 نشاطًا في مجالَي التخفيف والتكيف وبناء وتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية.
وتغطي إستراتيجية التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة في الجزائر أساسًا قطاعات الطاقة والبناء والنقل والصناعة والغابات والنفايات.
حلول بيئية أقل تكلفة
قالت المتخصصة في الحلول البيئية للبناء المستدام والزراعة العمرانية الدكتورة فلة بوطي، إنها صممت وطورت جدرانًا نباتية، في محاولة لجعل الحلول البيئية أكثر سهولة وأقل تكلفة.
وأضافت -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أنها اعتمدت على استعمال البقايا العضوية من الزراعات المحلية بمثابة مواد أساسية بعد تحسين خصائصها، لتكون دعامة طبيعية للنباتات المستعملة في هذه الجدران.
وتابعت أن هذا النهج المستدام يساعد في تقليل النفايات الزراعية، ويحولها إلى موارد مفيدة بدلًا من التخلص منها.
واستطردت قائلة، إن الأثر البيئي لهذه الجدران النباتية متعدد الأبعاد، لافتةً إلى أنها تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يساعد على تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية.
تقليل التأثير الحراري
أوضحت الباحثة الجزائرية أن الجدران النباتية -التي صممتها- تسهم في خلق بيئة أكثر اعتدالًا بدرجات الحرارة، حيث تعمل على تقليل التأثير الحراري في المدن، مما يقلل من ظاهرة الجزر الحرارية، ويخلق مناخًا محليًا أكثر برودة وانتعاشًا.
وأشارت إلى أن هذه الجدران تسهم -كذلك- في دعم الاستدامة المائية، بفضل استعمال التقنيات المبتكرة التي تركّز على ترشيد استهلاك المياه، مما يجعلها حلًا فعالًا في المناطق ذات الموارد المائية المحدودة.
كما تسهم هذه الجدران في تعزيز العمران الأخضر، إذ أدخلت الباحثة المساحات الخضراء بشكل عمودي في المباني والهياكل، مما يحسّن جودة الحياة في المدن، ويزيد من التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية.
وأوضحت الباحثة أنها اعتمدت على استعمال المواد المحلية والتقنيات الموفرة من أجل تقديم حلول مستدامة وعملية تخدم البيئة والمجتمعات المحلية.
وأكدت أنها تسعى -من خلال هذه التقنية- إلى نشر ممارسات الاستدامة، ودمج الزراعة العمودية في التصميم الحضري بما يسهم في بناء مدن أنظف وأكثر اخضرارًا.
الفئات المستهدفة
أوضحت الدكتورة فلة بوطي -في تصريحاتها إلى منصة الطاقة- أن تقنية تصميم الجدران النباتية التي ابتكرتها تستهدف عدّة فئات رئيسة، هي:
- الشركات العقارية والمقاولون: الذين يسعون إلى دمج حلول خضراء ومستدامة في تصاميم المباني السكنية والتجارية، سواء لتعزيز النواحي الجمالية للمباني، أو لتحسين كفاءة الطاقة وتوفير بيئة مستدامة لساكنيها.
- البلديات والحكومات المحلية: التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة في المدن من خلال مشروعات البنية التحتية النظيفة، بما في ذلك تطوير المساحات الخضراء العمودية، وتخفيف التلوث، وتقليل تأثير الجزر الحرارية في المناطق الحضرية.
- المهندسون المعماريون ومخططو المدن: الذين يرغبون في دمج الزراعة العمودية والحلول البيئية في تصاميمهم، وتقديم مبانٍ تعتمد على الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء التي تعزز الاستدامة.
- المنظمات البيئية والمنظمات غير الحكومية: التي تهتم بنشر حلول صديقة للبيئة، وتوعية المجتمع بأهمية التنمية المستدامة، وتبنّي ممارسات تقلّل من الأثر البيئي.
- المجتمعات السكنية والمدارس: التي تسعى إلى تحسين البيئة المحيطة من خلال إدخال النباتات والخضرة في المساحات المشتركة، لزيادة التنوع البيولوجي والإسهام في تحسين جودة الهواء والصحة العامة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..