كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 05:52 صباحاً
نشر في عكاظ يوم 14 - 11 - 2024
البحث الطبي عبر الإنترنت، خصوصاً عبر محركات البحث مثل (غوغل)، أصبح ظاهرة شائعة تسهم في خلق وعي صحي سريع لدى المستخدمين. ومع ذلك، لهذا السلوك أوجه سلبية قد تؤدي إلى زيادة القلق الصحي وتخلق تحديات في التواصل بين المرضى والأطباء. التقرير التالي يستعرض المخاطر المحتملة والآراء العلمية حول هذا الموضوع.
القلق السيبركروندي
يمهد هذا السلوك لما يُعرف ب(القلق السيبركروندي)، وهو نوع من القلق الناتج عن البحث عن المعلومات الطبية على الإنترنت. دراسات متعددة أشارت إلى أن هذا السلوك يمكن أن يزيد من قلق الأفراد حول صحتهم. على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرتها Journal of Anxiety Disorders ، أن الأفراد الذين يبحثون بكثرة عن أعراضهم الصحية على الإنترنت هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق المفرط، وقد يصل بهم الأمر إلى الافتراض بأنهم مصابون بأمراض خطيرة دون وجود أدلة مؤكدة.
والإنترنت يعجّ بمصادر متعددة، بعضها غير دقيق أو لا يستند إلى أسس علمية قوية، مما يجعل المرضى عرضة لاستنتاجات خاطئة. في دراسة نشرتها Journal of Medical Internet Research، تبيّن أن نسبة كبيرة من المواقع الطبية التي تظهر في النتائج الأولى للبحث على محركات البحث قد تحتوي على معلومات غير دقيقة أو مضللة، وهذا يعرض المستخدمين لخطورة بناء استنتاجات غير سليمة عن حالتهم الصحية.
تفسيرات خاطئة
يعتمد التفسير السليم للأعراض على التخصص والمعرفة الطبية والحالة بشكل مستقل، لكن غياب هذه العوامل يجعل الكثير من الأفراد يسيئون فهم أعراضهم ويظنون أنهم يعانون من مشكلات صحية جسيمة. على سبيل المثال، الأعراض الشائعة مثل الصداع أو التعب يمكن أن تكون بسبب أسباب بسيطة، لكن بعد البحث في الإنترنت، قد يتوصل الشخص إلى استنتاجات غير واقعية، مما يزيد من توتره، كأن يشير إلى ورم في الدماغ أو مقدمة لسكتة وهكذا، وهي حالات مألوفة.
التشويش على الأطباءوصول المرضى إلى الأطباء ومعهم معلومات مسبقة حول حالاتهم يمكن أن يخلق صعوبة للطبيب في إقناعهم بالتشخيص الحقيقي. وفقاً لدراسة نشرتها British Journal of General Practice، كثير من الأطباء يجدون أن التصورات المسبقة لدى المرضى بعد بحثهم الطبي تعقد عملية التشخيص، إذ يصبح من الصعب إقناع المريض بأن حالته قد تكون أبسط مما يعتقد.
وأظهرت تقارير طبية أن الاستشارات التي يدخل فيها المرضى بمعلومات مسبقة من الإنترنت غالباً ما تستغرق وقتاً أطول؛ إذ يبذل الطبيب جهداً إضافياً لتصحيح المفاهيم الخاطئة. دراسة نشرت في Family Practice Journal، أظهرت أن نحو 30% من الأطباء يحتاجون إلى توضيح إضافي للمرضى حول التشخيص الفعلي للحالة، مما يزيد من الضغط على العيادات والمستشفيات، ويؤثر على وقت الاستشارات المتاحة للمرضى الآخرين.