من هو الصحفي السعودي عمار بوقس؟.. تعرف على قاهر المستحيل ورائد الإعلام المتميز
توفي الصحفي السعودي الدكتور عمار بن هيثم بن عبد الله بوقس، المعروف بتحديه للإعاقة وإنجازاته الملهمة، صباح اليوم الخميس 14 نوفمبر 2025، عن عمر ناهز 38 عامًا،كانت وفاة الدكتور عمار بوقس صدمة للكثيرين، فقد نعاه محبوه والشخصيات البارزة في المجتمع السعودي، وتداولوا ذكراه بتقدير وامتنان لما قدمه من إسهامات قيمة،كان بوقس مثالاً للتغلب على التحديات، مما جعل وفاته تشكل خسارة كبيرة للمجتمع والإعلام على حد سواء.
من هو عمار بوقس قصة ملهمة لصحفي سعودي لم يستسلم للإعاقة
عمار بن هيثم بن عبد الله بوقس، صحفي سعودي ملهم، ولد عام 1986 في الولايات المتحدة الأمريكية،عُرف بتميزه في الصحافة السعودية، حيث عمل كمحرر في مجموعة من الصحف الشهيرة منها “المدينة” و”عكاظ”، وترك بصمات مؤثرة في مجاله على الرغم من كفاحه مع المرض والإعاقة،إليك القصة الكاملة لعمار بوقس، التي تجمع بين الإصرار والطموح، وتروي مسيرته الفريدة من التعليم في الولايات المتحدة إلى إنجازاته المشرقة في المملكة العربية السعودية.
ولد الدكتور عمار بوقس في ولاية ويسكونسن، حيث عانى منذ ولادته من مرض نادر يُعرف بـ”ويردنغ هوفمان”، وهو نوع من ضمور العضلات الشوكي الذي يسبب ضعفًا حادًا في العضلات ويحد من القدرة على الحركة،ومع ذلك، ورغم التحديات الصحية القاسية، استطاع عمار أن يتجاوز إعاقته ويشق طريقه في مسيرة تعليمية ومهنية متميزة، مما جعله رمزاً للتحدي والإرادة القوية، حيث لُقب بـ”قاهر المستحيل”.
قصة حياة عمار بوقس التحديات والإنجازات
واجه عمار بوقس منذ ولادته تحديات كبيرة بسبب مرضه النادر المعروف باسم ويردنغ هوفمان، الذي يسبب ضمور العضلات ويحد من الحركة،بدأ حياته التعليمية في فترة مبكرة بولاية ويسكونسن الأمريكية، ثم انتقل مع أسرته إلى المملكة العربية السعودية،نظرًا لإعاقته، لم يكن بإمكانه الالتحاق بالمدارس النظامية السعودية،ولكن جده، الذي كان يحمل مكانة مرموقة في المجتمع، بذل جهدًا كبيرًا في سبيل قبوله كطالب منتسب في المدارس.
على الرغم من العقبات التي واجهته، أظهر بوقس تميزًا دراسيًا بارزًا، حيث كان دائمًا من الأوائل في جميع مراحله الدراسية،أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز، وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب والعلوم الإنسانية، متخصصة في الإعلام، وتخرج بتفوق، مما يعكس عزيمته وتصميمه على النجاح بالرغم من ظروفه الصحية.
حفظ القرآن الكريم
لم يقف عمار بوقس عند حدود التميز الدراسي فحسب، بل حقق إنجازًا آخر من خلال حفظه للقرآن الكريم وهو في الثالثة عشرة من عمره، حيث تمكن من حفظه في غضون عامين فقط، مما يعكس قوة إرادته وعزيمته العالية،ساعدته هذه التجربة على بناء شخصية قوية وزادت من إيمانه بقدرته على تحقيق أهدافه بالرغم من التحديات التي واجهته.
مسيرة عمار بوقس المهنية في الصحافة
بعد التخرج، بدأ عمار بوقس مسيرته في عالم الصحافة وحقق نجاحًا ملحوظًا،بفضل موهبته الفائقة وقدرته على الكتابة والتعبير بأسلوب جذاب، استطاع أن يصل إلى مكانة بارزة جداً،أظهر قدرة رائعة على تطوير مهاراته الصحفية، مما جعله محط اهتمام زملائه ومتابعيه الذين أثنوا على أسلوبه الفريد في كتابة المقالات،لُقّب بوقس بالصحفي “الذي يشار إليه بالبنان” نظراً لنجاحه في مجاله وقدرته على مواجهة التحديات بروح ثابته وثقة كبيرة.
ترك عمار بوقس وراءه إرثًا غنيًا من العمل والإلهام، حيث يُعتبر مثالاً يحتذى به في الإصرار والثبات،لم تكن إعاقته عائقًا أمام طموحاته، بل استطاع تحويل تحدياته إلى دافع لتحقيق النجاح والاستمرار في العطاء،سيبقى اسم عمار بوقس رمزًا للأمل، خاصة بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية والعالم العربي، مما يلهم كل من يسعى لتحقيق أهدافه رغم الصعوبات والتحديات.
نشاطات عمار بوقس وتكريمه
بسبب تأثيره الكبير وإصراره، تم اختيار عمار بوقس ليكون المتحدث باسم ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة، وذلك بقرار من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز،كما شارك في العديد من الفعاليات الهامة، مثل اليوم العالمي للإعاقة الذي نظمته جمعية الأطفال المعوقين بجدة، حيث كان له دور محوري في إيصال صوت ذوي الهمم وتقديم الدعم والإلهام لهم، وبالتالي ألهمت قصته الكثيرين لمواجهة صعوباتهم.
وفاة عمار بوقس وتأثيره في الأوساط السعودية
توفي الدكتور عمار بوقس صباح يوم الخميس، الموافق 14 نوفمبر 2025، بعد معاناة طويلة مع المرض،تداول العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ وفاته، معربين عن حزنهم العميق لفقدان هذه الشخصية الملهمة التي كانت قدوة للكثيرين في المجتمع،أقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر في مسجد الشيخ فيصل بن محمد آل مبارك في حي الرويس بمدينة جدة، حيث ودّعه محبوه بقلوب حزينة ودعوات صادقة بالرحمة والمغفرة.
مرض ويردنغ هوفمان.،التحدي الأكبر
عانى عمار بوقس من مرض ويردنغ هوفمان، الذي يُعتبر من أكثر أنواع ضمور العضلات الشوكي تأثيرًا على الأطفال والكبار،هذا المرض يسبب ضعفًا شديدًا في العضلات، وصعوبات في التنفس، مما يجعل الحياة اليومية تحديًا كبيرًا،ومع ذلك، تمكن عمار من تجاوز تأثيرات المرض، وواصل مسيرته المهنية بشجاعة، معبراً عن قناعاته بأن “غدًا سيكون أجمل” وأن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية لفرص جديدة.
الحياة الشخصية لعمار بوقس وزوجته
تزوج عمار بوقس منذ ثلاث سنوات، وقد عبر عن سعادته الكبيرة بالحياة الزوجية، حيث أكد أن دعم زوجته كان حافزًا له للاستمرار وتحقيق أهدافه،لم يكن الزواج بالنسبة لعمار مجرد علاقة تقليدية، بل تحول إلى دافع إضافي لتحقيق طموحاته وأحلامه،عمل عمار ككاتب صحفي في صحيفة “عكاظ”، حيث تميز في المجال الرياضي وسبق له العمل في صحيفة “المدينة”، مما أضاف إلى خبراته المهنية وشغفه بالصحافة.
وفاة عمار بوقس موعد الصلاة عليه وتفاعل المجتمع
بعد معاناة طويلة مع المرض، رحل عمار بوقس تاركاً خلفه إرثًا عظيمًا من الأمل والإلهام، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر في مسجد الشيخ فيصل بن محمد آل مبارك بحي الرويس في جدة،جاء خبر وفاته بمثابة صدمة لمتابعيه الذين تفاعلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم وداعين له بالرحمة والمغفرة، مما يعكس مكانته الكبيرة في قلوب الناس.
في الختام، يظل عمار بوقس مثالاً يحتذى به في الإصرار والتفاني، حيث لم يستسلم لإعاقته أو يترك مرضه يقف عائقًا في طريقه، بل جعل من تحدياته قوة تدفعه نحو النجاح،سيبقى إرثه شاهدًا على أن الإرادة القوية قادرة على كسر القيود وتحقيق الإنجازات مهما كانت الظروف.