بطاريات السيارات الكهربائية.. كيف توفّر مليارات الدولارات بحلول 2040؟
اقرأ في هذا المقال
- تقنية الشحن ثنائي الاتجاه تفتح آفاقًا واعدة لتخزين الطاقة
- يدعم الشحن ثنائي الاتجاه خاصية نقل الكهرباء في الاتجاه الآخر
- السيارات الكهربائية قد تسهم بـ9% من احتياجات الكهرباء في الاتحاد الأوروبي
- تنهي بطاريات السيارات الكهربائية الداعمة للشحن ثنائي الاتجاه هدر الطاقة
- الشحن ثنائي الاتجاه يمدد العمر التشغيلي لبطاريات السيارات الكهربائية
تفتح بطاريات السيارات الكهربائية الداعمة لتقنية الشحن ثنائي الاتجاه آفاقًا واعدة في مجال تخزين الطاقة وإعادة استعمالها وقت الحاجة؛ ما يقدم حلًا عمليًا لمعضلة هدر الكهرباء، ويعزّز أمن الطاقة.
وفوق ذلك، قد تُسهم بطاريات المركبات الكهربائية المزوّدة بتلك التقنية في تحقيق وفورات بمليارات الدولارات في الاتحاد الأوروبي عبر إنهاء الحاجة إلى بناء أنظمة تخزين الطاقة التقليدية باهظة التكلفة، بما في ذلك البطاريات كبيرة الحجم.
ويدعم الشحن ثنائي الاتجاه خاصية نقل الكهرباء في الاتجاه الآخر، من البطارية إلى شيء آخر غير نظام نقل الحركة في السيارة.
وبناءً عليه، فإنه في أثناء انقطاع الكهرباء، تستطيع السيارة الكهربائية إعادة الطاقة إلى منزل أو شركة والحفاظ عليها لعدة أيام، وهي العملية المعروفة بنقل الكهرباء من السيارة إلى المنزل "في2 إتش" (V2H) أو من السيارة إلى المبنى "في2 بي" (V2B)، وفق مستجدات القطاع التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتيح خاصية الشحن "ثنائي الاتجاه" أو "من السيارة إلى الشبكة"، للملايين من مالكي السيارات الكهربائية بيع شحن بطاريات مركباتهم إلى مشغّلي الشبكة خلال ساعات الذروة.
الشحن ثنائي الاتجاه
وجدت دراسة بحثية حديثة أجرتها مجموعة النقل النظيف ترانسبورت آند إنفيرونمنت (Transport & Environment) أن استعمال بطاريات السيارات الكهربائية التي تدعم قدرة الشحن ثنائي الاتجاه من الممكن أن يوفّر مئات المليارات من الدولارات، وفق تقرير منشور على الموقع الرسمي للمجموعة.
ويتيح الشحن ثنائي الاتجاه تقنية نقل الطاقة الكهربائية من السيارة إلى الشبكة "في 2 جي" (V2G) ومن السيارة إلى المنزل "في 2 إتش" (V2H)؛ ما يجعل منه منتجًا ثانويًا جذابًا للتحول إلى السيارات الكهربائية.
وقد تساعد خاصية الشحن التلقائي أسطول بطاريات السيارات الكهربائية على تخزين الكهرباء الزائدة حينما تكون رخيصة التكلفة وفائضة، وإرسالها إلى الشبكة في أوقات الطلب المرتفع.
وأوضح التقرير أن الشحن ثنائي الاتجاه وتقنية نقل الطاقة الكهربائية من السيارة إلى الشبكة من الممكن أن يوفرا على أنظمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي 22 مليار يورو (24 مليار دولار أميركي) سنويًا بحلول نهاية العقد المقبل (2040).
*(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)
ويعادل هذا انخفاضًا نسبته 8% من تكلفة بناء وتشغيل نظام طاقة في الاتحاد الأوروبي؛ ما يَنتُج عنه وفورات إجمالية قيمتها 175.45 مليار يورو (188 مليار دولار)، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتنتُج تلك الوفورات الاقتصادية، وفق التقرير، عن المساعدة على تخزين الطاقة المتجددة الزائدة؛ ما يزيل الحاجة إلى تقنية التخزين الثابت بنسبة تصل إلى 92%، ويتيح للشبكات الأوروبية دمج سعة طاقة شمسية أعلى بنسبة 40%، أو ما يعادل 430 غيغاواط بحلول عام 2040.
احتياجات الكهرباء
من خلال تخزين الكهرباء المتجددة الزائدة التي كانت ستُهدَر لولا ذلك، يتوقع تقرير ترانسبورت آند إنفيرونمنت، المعروفة اختصارًا بـ"تي أند إي" (T&E)، قدرة أسطول السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي على الإسهام بـ9% من احتياجات الكهرباء السنوية في منطقة التكتل بحلول 2040؛ ما يجعل تلك المركبات رابع أكبر مزود للكهرباء في تلك الدول.
وقال مدير سياسات السيارات في "تي أند إي" فابيان سبيركا، إن "السيارات الكهربائية قد وضعت النقل على الطرق على مسار إزالة الكربون، غير أنها تتمتع بفوائد اقتصادية أكثر لم تُدرَك بعد".
وأضاف سبيركا: "الشحن ثنائي الاتجاه سيتيح تقديم بطاريات السيارات الكهربائية مجانًا؛ ما يقلل الحاجة إلى بناء أنظمة تخزين الطاقة بالنسبة للكهرباء الزائدة المولدة من الشمس والرياح"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويتوقع التقرير أن الشحن ثنائي الاتجاه سيوفّر على سائقي السيارات الكهربائية 52% من فواتير الكهرباء السنوية؛ مما يعادل خفضًا تلامس قيمته 780 يورو سنويًا، وذلك عبر السماح للسيارات الكهربائية بسحب الطاقة الزائدة حينما تكون منخفضة التكلفة أو من الألواح الشمسية في المنازل.
ومع ذلك، يمثّل المبلغ المذكور الحد الأعلى من المدخرات المحتملة، التي تتراوح بين 4% و52%، مع وفورات تتراوح بين 31 يورو (33 دولارًا أميركيًا) و780 يورو (837 دولارًا أميركيًا) سنويًا.
العمر التشغيلي
من الممكن أن يساعد الشحن ثنائي الاتجاه على تمديد العمر التشغيلي لبطاريات السيارات الكهربائية بنسبة 9%، مقارنةً بممارسات الشحن القياسية للمركبات الكهربائية؛ إذ تكون السيارة في وضع مثالي للشحن.
ويرى معدو التقرير إمكان تحقيق تلك الفوائد مجانًا تقريبًا؛ إذ يجري تعويض متوسط تكلفة شاحن منزلي ثنائي الاتجاه بواقع 100 يورو (107 دولارات أميركية)، مقارنةً بشاحن الحائط التقليدي، وذلك عبر انخفاض فواتير الكهرباء في غضون بضعة أشهر.
ومع ذلك فإنه إذا حقّق الاتحاد الأوروبي تلك الفوائد من الشحن ثنائي الاتجاه، تكون هناك حاجة إلى وضع إطار تنظيمي لضمان التوافق بين جميع المركبات الكهربائية وأجهزة الشحن.
وفي هذا السياق قال مدير سياسات السيارات في "تي أند إي" فابيان سبيركا، إن "تقنية نقل الطاقة الكهربائية من السيارة إلى الشبكة من الممكن أن تنطلق، بل وتزدهر، إذا كانت لدينا ضمانة بأن السيارات الكهربائية كافّة تعمل مع جميع الشواحن".
وأضاف سبيركا: "بمقدور المشرعين إطلاق إمكانات تلك التقنية عبر تحديد معايير الاتحاد الأوروبي للشحن ثنائي الاتجاه، وسيكون هذا بمثابة انتصار وتقدم للمستهلكين والبيئة نحو أهداف المناخ والطاقة في الاتحاد الأوروبي".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..