قصة مثيرة عن عمر بن الخطاب القائد العظيم الذي غير ...
في تاريخ الإسلام، يُعتبر عمر بن الخطاب واحدًا من أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في نشر العدالة والمساواة،وُلد في مكة وعُرف بشجاعته وحكمته، وتم اختياره خليفة للمسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق،يُلقب بعمر الفاروق لأنه كان قادرًا على التمييز بين الحق والباطل بشكل فائق،ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الإسلام، إذ كان يولي انتباهه الكبير لحقوق الفئات الضعيفة ويعمل على تحقيق العدالة في مجتمعه،في هذا المقال، سنستكشف مجموعة من القصص التي تعكس صفات الفاروق وتبرز مدى إنسانيته واهتمامه بالآخرين،
تتعدد القصص التي تُبرز العدالة والإنسانية في حياة عمر بن الخطاب،فمن بين هذه القصص، يمكن أن نذكر التفاعل الفوري الذي أظهره مع امرأة ضعيفة تحتاج للمساعدة،يُظهر تصرفه المثالي مدى اهتمامه بالشؤون العامة ورغبته في تلبية حاجات شعبه، دون تمييز أو تفرقة،كما أن قصص عمر مع الفقراء تُعتبر نموذجًا يُحتذى،لم يكن يكتفي بمجرد تقديم المساعدة، بل كان يتضح له أن تلبية احتياجات الجميع هي مصدر السعادة الحقيقية،بينما تواصل القصص في الكشف عن المزيد من جوانب شخصيته، نجد أن العبرة منها تظل قائمة في مجتمعنا اليوم،
قصة عن عمر بن الخطاب
قصة عن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأحد العشرة المُبشرين بالجنة، فقّد لقبه المسلمون في عهده بالفاروق “أي من يفرّق بين الحق والباطل” وذلك نظراً لما رأوا فيه من عدّل وحكمة ومساواة بين الناس ومراعاةً لحقوق الفقراء والضعفاء، فلن تكفي سطور الأوراق في سرّد عدّله ولن يكون الحبر وافياً لوصف ما فيه من صفات حميدة، لذا يُرفق موقع المعلومات عدة قصص من حياة الفاروق عمر بن الخطاب،
يمتلك الصحابي الجليل عمر بن الخطاب سيّرةً طيبةً عطرة، فقد أعز الله عز وجل به الإسلام فكان مُسلماً مُعزاً للدين، وهو أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين الذي انتشر على يده الإسلام في شتى بقاع الأرض، فكان من صدقّ دينه وقوته في الحق يخشاه الشيطان فقال عنه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “والله ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك”، كما قال عنه خير الحق محمد ” إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه”، ومن أبرز القصص ذات العظة والعبرة في حياة الفاروق ما نقدمه في السطور القادمة،
القصة الأولى
قصة المرأة التي سمع الله ـ عز وجل ـ حديثها، فقد كانت هناك امرأة تتلمس الطريق باستخدام عصاة خشبية في يدها، حيثُ نالت ألأيام من صحتها فأصبح ظهرها مقوساً ولا تستطيع السيّر بقوة، وقد استوقفت عمر في طريقه حينما كان يتوسط قومه، وذهبت به إلى جانب الطريق، ليقترب منها الفاروق ويضع يده على منكبيها حتى يُمكنه سماعها بوضوح، وظل وقتاً طويلاً مُصغياً إلى صوتها الضعيف ولم ينصرف في طريقه إلا بعدما قضى لها حاجتها كاملةً،
وحينما عاد الفاروق إلى القوم الذين انتظروه طويلاً قال له أحدهم، يا أمير المؤمنين أتحبس رجالات قريش لهذه العجوز، فقال له عمر ويحك ألا تدري من هذه المرأة، فأشار الرجل له بقوله لا، فقال عمر هذه امرأة سمع الله ـ عز وجل ـ شكواها من فوق سبّع سماوات، فهذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عني إلى الليّل، ما كنت انصرفت عنها حتى أقضي لها حاجتها،
القصة الثانية
قصة العجوز الشاعرة، فهناك في كوخ صغير الحجم يقع أقصى المدينة حيثُ هناك مصباح ضوء ضعيف يحاول اختراق الظلام الدامس لليّل، اقترب عمر بن الخطاب من الكوخ خلال سيّره فإذا به يجد امرأة عجوز مرتدية ثوب أسود فلا تظهر بوضوح في الظلام وتردد في شجا وهدوء ” على محمد صلاة الأبرار .،صلى عليك المصطفون الأخيار .،قد كنت قواما بكى الأسحار .،يا ليّت شعرى والمنايا أطوار.،هل تجمعني وحبيبي الدار”، وقد أثارت هذه الكلمات الماضي في قلب الفارق وتذكر الأيام الخوالي، لتذرف عينيه الدموع بشدة ويذهب إلى بابها ويطرقه، وعندما سألته من الطارق، قال لها في صوت يملأه البكاء عمر بن الخطاب، وقالت مالي أنا ومال عمر وما يأتي بعمر إليّ في هذه الساعة، فقال لها “افتحي رحمة الله عليك” فطلب منها أن تردد عليه ما كانت تسرده من كلمات، وعندما رددتها وانتهت منها قال لها ” أسألك أن تدخليني معكما”، فأكملت قائلة “وعمر فأغفر له يا غفار” فرضى بما قالت ورجع في طريقه،
القصة الثالثة
في كوخ صغير على أطراف المدينة عاشت امرأة عجوز عمياء لا تبصر النور، لا تمتلك في الدنيا سوى شاه واحدة صغيرة، ودلو للمياه، وحصير مصنوعة من الخوص أكل الزمان أطرافها، واعتاد عمر بن الخطاب أن يذهب إلى هذه المرأة سراً في الليل فيستسقي لها متطلباتها ويفعل لها ما يخدمها، وقد اعتاد على هذا ألمر لفترة طويلة،
وفي يوم من الأيام حينما ذهب عمر إليها وجد أن كل شيء مُعداً ومرتباً وكأن غيره قد فعله، وقد تكرر الأمر كلما ذهب إليها وجد بيتها مرتباً ومنظماً وكأن غيره يخدمها، فما كان من عمر إلا أن اختبأ بالقرب من البيت ليعرف من الذي يفعل ذلك، ليجد رجلاً يقترب من البيت ويطرق الباب ويدخل، وإذ به يجده خليفة المسلمين أبو بكر الصديق،
فخرج عمر من مخبأه محدثاً نفسه في إعجاب بالصديق رضي الله عنه قائلاً أنت لعمري .،أنت لعمري،
القصة الرابعة
قصة الأعرابي الذي يطوف بأمه، هناك في حرم الكعبة المشرفة حيثُ ارتفعت أصوات الطائفين تهليلاً وتكبيراً وإيماناً بالله تعالى، والتي تختلط مع دموع إيمانهم الصادقة، جاء رجلاً أعرابي طويل القامة عريض المنكبين، ذو عضلات مفتولة، في ريان شبابه يحمل فوق كاهله أمه العجوز التي تربّعت جالسةّ في معوّل كبير الحجم، وكان الرجل يردد
أنا مطيتها لا أنفر .،وغذا الركاب ذعرت لا أذعر .،وما حملتني وأرضعتني أكثر … لبيك اللهم لبيك …، ليقول عليّ بن أبي طالب الذي رأى هذا المشهد حينما كان واقفاً بجانب البيت الحرام مع الفارق عمر، يا أبا حفص أدخل بنا الطواف لعلّ الرحمة تنزل بنا فتنعمنا، فانطلقا في طوافهما خلف الأعرابي، ويرد عليّه عليّ قائلاً أن تبرها فالله أشكر.،يجزيك بالقليل الأكثر،
ً
قصص عمر بن الخطاب في العدل
من أبرز القصص الثابتة في السُنة والتاريخ عن عدالة الفاروق عمر بن الخطاب أنه حينما حلّت بالمسلمين في أيام حكمه شدّة صعبة فساد الضيق في أحوال الناس، لم يكن الفاروق يتناول في بيته سوى الزيت بالخبز، وقد استمر على تناول الزيت حتى صار وجهه مائل للصفار بعدما كان يشع نوراً كضوء القمر، وكلما كانت بطنه تتحدث إليه بأصواتها معبرةً عن الجوع كان يرد عليها قائلاً ” تصوتي أو لا تصوتي والله لم تتذوقي اللحم حتى يشبع منه أطفال المسلمين.”
صعد الفاروق عمر بن الخطاب في يوم من الأيام إلى منبر المسجد، وصاح في الحاضرين راغباً منهم في النصيحة قائلاً ” أنشدكم الله، لا يعلم مني رجلاً عيباً إلا عابه، فتعالت الهمهمات وازداد اللغط ليرتفع صوت رجلاً قائلاً “فيّك عيبان”، ليتهلل وجه الفاروق قائلاً “وما همك يرحمك الله”، لريد عليه الرجل “لك قميصان تلبس واحداً وتخلع الآخر، كما تجمع بين لونين من ألوان الطعام ولا يُمكن ذلك للناس، ليرّد عليه الفاروق قائلاً ” والله لن أجمع بين قميصين ولا بين طعاميّن” ليظل كذلك رضي الله عنه حتى لقاءه بوجه رب العالمين،
ً
قصص عمر بن الخطاب مع الفقراء
قصّة لو ملّت لعدلناك، فهناك عند مشربة بن حارثة شاهد الفاروق محمد بن سلمه ـ رضي الله عنهما ـ وكان رجلاً صادقاً لا يخشى في قول الحق شيئاً غير الله، ويقول الحق حتى وإن تسبب في موته، ليقول له عمر بن الخطاب “كيف تراني يا محمد” ، ليرد عليه قائلاً ” أراك كما أحب، وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عدلاً في قسمه، ولو ملت لعدلناك كما يعدك السهم في الثقاب، فقال عمر فرحاً الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني .
ً