الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري تبشر بفوائد بيئية واعدة (تقرير)
اقرأ في هذا المقال
- • قطاع الشحن التجاري كثيف الانبعاثات يتطلع الآن إلى التكنولوجيا النووية بصفتها مصدر طاقة ثوريًا
- • مفهوم السفن التجارية العاملة بالطاقة النووية ليس جديدًا
- • سفينة سافانا قادرة نظريًا على الإبحار حول العالم 14 مرة بحمولة وقود واحدة
- • سفن الحاويات الكبيرة وناقلات النفط تستفيد من الطاقة النووية بسبب استهلاكها العالي للوقود
يحمل اعتماد الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري فوائد بيئية واعدة، حيث تبذل شركات النقل جهودًا لخفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة.
وبالنظر إلى أن الطاقة النووية كانت مخصصة للسفن الحربية لعقود من الزمان، يواجه قطاع الشحن البحري سؤالًا محوريًا بشأن قدرة التكنولوجيا النووية على تشغيل السفن التجارية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من أن اعتماد الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري يمثّل تطورًا بارزًا، فإنه ينطوي على عقبات تقنية وتنظيمية كبيرة.
في المقابل، يمثّل تعقيد إعادة تجهيز السفن الحالية لاستيعاب المفاعلات النووية والحاجة إلى تشريعات وبنية أساسية جديدة للسلامة تحديًا هائلًا.
التكنولوجيا النووية بالسفن التجارية
جسّدت الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري توجهًا مختلفًا، بعدما كانت في قوة سلاح البحرية لأكثر من 60 عامًا، ولا يوجد مؤشر أفضل عن قوة أيّ دولة من حاملة الطائرات العاملة بالطاقة النووية.
وفي الوقت نفسه، تقدّم الغواصات النووية في الأعماق الخفية رادعًا، يقول بعضهم، إنه حافظ على السلام في أثناء الحرب الباردة، حسبما نشره موقع إنتريستينغ إنجينيرينغ (interesting engineering) المعني بأخبار التقنيات الحديثة والعلوم والهندسة والابتكار.
وفي الوقت نفسه، فإن استعمال الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري، كثيف الانبعاثات في الأصل، يعدّ مصدرًا ثوريًا للطاقة.
تجدر الإشارة إلى أن مفهوم استعمال الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري للسفن التجارية ليس جديدًا، وفقًا لمدير مشروع إكس لدى شركة التصنيف البحري لويدز ريجستر Lloyd’s Register، مارك تيلينغ.
فقد استكشفت تجارب مهمة، بما في ذلك نشر السفينة النووية الأميركية سافانا هذه الأفكار في وقت مبكر من خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وقد أثبتت سفينة سافانا، التي اختُبِرَت على نطاق واسع خلال تجاربها البحرية، قدرة الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري على تشغيل سفينة بأمان وكفاءة عبر مسافات كبيرة، أنها قادرة نظريًا على الإبحار حول العالم 14 مرة بحمولة وقود واحدة.
ويشير تيلينغ إلى أن سفينة سافانا كانت في الأساس مشروعًا تجريبيًا، ولم يكن المقصود منها تحقيق النجاح التجاري، ولكن لإثبات جدوى الطاقة النووية في قطاع الشحن المدني، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في ذلك الوقت، كانت التكنولوجيا مقتصرة على مفاعلات الماء المضغوط، المقتبسة من التطبيقات العسكرية، وتتطلب طاقمًا تشغيليًا مكثفًا وقوانين سلامة صارمة.
الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية
حفّز التقدم في التكنولوجيا والضرورات المناخية الاهتمام بتبنّي الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري.
ويؤكد مدير مشروع إكس لدى شركة التصنيف البحري لويدز ريجستر، مارك تيلينغ، أن القيود السابقة بسبب التكنولوجيا ومخاوف السلامة يُتغلَّب عليها من خلال التطورات الجديدة، ما يجعل الطاقة النووية خيارًا أكثر جاذبية لسوق اليوم.
بدورها، تَعِد التطورات الحديثة في التكنولوجيا النووية بتوفير بمفاعلات أكثر إحكامًا وكفاءة وأمانًا ومناسبة للسفن التجارية.
وتهدف هذه الابتكارات إلى معالجة التحديات السابقة، والحدّ من الحاجة إلى أطقم كبيرة وتدابير أمان معقّدة، التي عاقت في السابق تبنّي التكنولوجيا النووية في الأسطول التجاري.
ويرتبط تجدُّد الاهتمام بالطاقة النووية في قطاع الشحن البحري التجاري بإعادة النظر في التجارب السابقة، وبتكييفها مع الاحتياجات المعاصرة.
وبالنظر إلى سعي الصناعة البحرية لبدائل مستدامة وفعالة للوقود الأحفوري، فإن الطاقة النووية تشكّل حلًا واعدًا، ومن المحتمل أن تغير طريقة نقل البضائع عبر محيطات العالم.
الاستعداد التنظيمي والصناعي
يسلّط الرئيس التنفيذي لشركة كور باور، ميكال بو، الضوء على العمل التحضيري المكثف المطلوب عبر سلاسل التوريد والأنظمة المالية وتدريب القوى العاملة واللوائح لدعم قابلية التوسع في الطاقة النووية في الشحن.
وتهدف مبادرات الشركة إلى ضمان استعداد الصناعة لتبنّي هذه التقنيات الجديدة بمجرد أن تصبح جاهزة للسوق في غضون الـ5 إلى 10 سنوات المقبلة، حسبما نشره موقع إنتريستينغ إنجينيرينغ (interesting engineering).
من ناحيته، يتكيف الإطار التنظيمي مع وجود تقنيات مفاعلات جديدة تلبي متطلبات السلامة والتأمين على استعداد لبدء تغييرات في القانون البحري واللوائح العالمية للشحن.
ويسعى هذا المشهد المتطور إلى توسيع دور الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري، وتحدّي الاعتماد التقليدي على الأنظمة القائمة على الوقود بحلول نووية أكثر استدامة.
الجدوى الاقتصادية والتأثير البيئي
يواجه الأسطول التجاري العالمي، الذي يضم نحو 120 ألف سفينة ويُعدّ مسؤولًا عن جزء كبير من الحمولة البحرية، تحولًا محوريًا بفضل دمج الطاقة النووية.
تجدر الإشارة إلى أن سفن الحاويات الكبيرة وناقلات النفط التي تشكّل 15% من الأسطول، وتمثّل 40% من حمولته، سوف تستفيد من الطاقة النووية بسبب استهلاكها العالي للوقود وقدراتها على الرحلات الطويلة.
ويرى مدير مشروع إكس لدى شركة لويدز ريجستر، مارك تيلينغ، أن الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري لن تحلّ محلّ الوقود التقليدي بالكامل، ولكنها ستؤدي دورًا حاسمًا في قطاعات محددة، خصوصًا للسفن في الرحلات الطويلة، حيث تكون مصادر الطاقة التقليدية غير كافية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..