الغاز الإيراني الوفير يفشل في حل أزمة الكهرباء.. ما دور العقوبات الأميركية؟

الغاز الإيراني الوفير يفشل في حل أزمة الكهرباء.. ما دور العقوبات الأميركية؟
الغاز الإيراني الوفير يفشل في حل أزمة الكهرباء.. ما دور العقوبات الأميركية؟

اقرأ في هذا المقال

  • تمتلك إيران ثاني أكبر احتياطيات غاز طبيعي في العالم.
  • إيران تسجل زيادة قياسية في الطلب على الغاز لأغراض سكنية.
  • تشهد إيران انقطاعات متكررة في الكهرباء.
  • العقوبات الأميركية أثرت سلبًا في قطاع الطاقة الإيراني.
  • لا تمتلك إيران التقنية أو الخبرات لإنتاج منصات ضغط الغاز.

لا يزال الغاز الإيراني عاجزًا عن حل معضلة انقطاع الكهرباء المتكرر في البلاد، على الرغم من الاحتياطيات الوفيرة التي تمتلكها طهران من هذا الوقود الإستراتيجي، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتسجل إيران زيادةً كبيرةً في الطلب على الغاز الطبيعي من قِبل الأسر في ظل موجة برد قارص اجتاحت مناطق عدة في البلاد؛ ما يجبر السلطات على تقييد إمدادات الغاز الواصلة إلى محطات الكهرباء وتطبيق جولات انقطاع للتيار مجدولة في مدنٍ مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

ووفق تقديرات رسمية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لامس معدل استهلاك الغاز الإيراني في المنازل والشركات 417 مليون متر مكعب في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

وبالمقارنة بلغ استهلاك الأسر من الغاز الطبيعي 368 مليون متر مكعب في اليوم نفسه من عام 2023؛ ما يعني أن الطلب زاد بنسبة 13.3% على أساس سنوي.

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) سجّل إجمالي الطلب على الغاز الإيراني؛ بما في ذلك الغاز المغذي للصناعات ومحطات الطاقة، 794 مليون متر مكعب.

احتياطيات وفيرة

يمثل الغاز الإيراني ثاني أكبر احتياطيات من نوعها في العالم خلف روسيا، غير أن هذا الاحتياطي لا يزال غير كافٍ لسد الطلب المحلي المتزايد على تلك السلعة الإستراتيجية، ولا سيما خلال أشهر الشتاء، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.

وتواجه إيران انقطاعات متكررة في الكهرباء على نطاق واسع، بما في ذلك انقطاعات مجدولة بالعاصمة طهران، ومدن أخرى، في الوقت الذي تقيد خلاله العقوبات الأميركية الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها للنهوض بهذا القطاع الحيوي.

ويبرز انقطاع الكهرباء في إيران أحدث مثالٍ على مشكلاتها الاقتصادية خلال وقت تحاول فيه الحكومة سد الطلب المحلي المتنامي على الطاقة تزامنًا مع تمويل صراع يتجدد بين الحين والآخر مع إسرائيل.

وأثرت العقوبات الأميركية سلبًا في قطاع الطاقة الإيراني لسنوات، تاركةً العديد من حقول الغاز الضخمة دون تطوير، إلى جانب خطوط الربط الكهربائي المتهالكة التي تحتاج إلى تحديثات ماسة، والصناعات المتضررة جراء إمدادات الكهرباء غير المستقرة.

في المقابل تواصل إيران المحافظة على وتيرة إنفاقها على تطوير القطاع الدفاعي، ولا سيما الصواريخ الباليستية، وعلى الرغم من الصعوبة البالغة في دعم اقتصادها المحلي.

أجواء مظلمة في إيران
أجواء مظلمة في إيران - الصورة من irannewswire

دور الغاز الإيراني في توليد الكهرباء

تزداد أهمية الغاز الإيراني لتوليد الكهرباء في محطات الطاقة، وتشغيل الصناعات الثقيلة ومنشآت تصنيع المواد الكيميائية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويزود الغاز الإيراني المنازل في بلد يبلغ تعداد سكانه 90 مليون نسمة بلغ معدل استهلاكهم من الغاز والكهرباء مستوياتٍ غير مسبوقة خلال العقد الماضي.

وأدى الاستهلاك الكبير إلى ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 85% خلال العقد الممتد إلى عام 2022، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتتجلى مظاهر معاناة قطاع الطاقة الإيراني في عدم قدرة طهران على بناء منصات ضغط الغاز الخاصة بها، والتي دونها تنخفض مستويات الإنتاج في حقول الغاز مثل بارس الجنوبي (South Pars).

ووفق وسائل إعلام إيرانية يحتاج حقل غاز بارس الجنوبي وحده إلى 20 منصة ضغط غاز تتطلب بدورها استثماراتٍ بنحو 20 مليار دولار.

ولا تمتلك إيران التقنية أو الخبرات لإنتاج منصات ضغط الغاز، بل حتى لا يمكنها استيراد المكونات المطلوبة بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها.

وفي الوقت ذاته حث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مسؤوليه على حشد كل الجهود للمساعدة على تطوير قطاع الطاقة النظيفة بهدف تجنب انقطاع الكهرباء في البلاد على المدى الطويل.

أنبوب غاز إيراني
أنبوب غاز إيراني - الصورة من stimson

معضلة ترمب

من المرجّح أن تؤدي إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التركيز على صناعة الوقود الأحفوري في إيران، وإمكان إعادة إحياء ما يُطلق عليه إستراتيجية "الضغط القصوى" التي سبق أن استحدثها خصيصًا لتضييق الخناق على قطاع الطاقة في البلد الواقع جنوب آسيا.

وسيحمل هذا أنباءً سيئةً لإيران؛ لكونه سيدفع المستثمرين الأجانب إلى مواصلة الإحجام عن ضخ أموالهم في قطاع الطاقة الإيراني المأزوم؛ ما سينتج عنه تراجع أكبر في إيرادات النفط.

ومنذ ولاية ترمب الأخيرة، ارتفع إنتاج النفط الإيراني مجددًا إلى ما يقرب من سعته القصوى؛ ما جلب مليارات الدولارات إلى الاقتصاد الوطني، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت الذي منحت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أولوية للحفاظ على المعروض العالمي واستهداف أسعار أقل للنفط الخام في مواجهة العقوبات المفروضة على روسيا، قد يستهدف ترمب المشتريات الصينية من النفط الإيراني لتجفيف إيرادات البلاد بصورة أكبر، وفقًا لمحللين.

إيران تستعد

قال وزير النفط الإيراني محسن باكنجاد، إن إيران تستعد لاتخاذ "التدابير الضرورية" لمواجهة أي ضغوط إضافية من الولايات المتحدة على صناعة الطاقة لديها، بحسب وكالة أنباء شانا (Shana) الحكومية.

وأضاف باكنجاد: "استحدثنا الخطط لضمان استقرار إنتاج إيران وصادراتها من النفط"، مشيرًا إلى أن بلاده تعقد كذلك مباحثات أولية لاستيراد الغاز من تركمانستان خلال الشتاء الجاري، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وإلى جانب الغاز الإيراني تستورد الحكومة هذا الوقود لخدمة بعض مناطق البلاد المتصلة بشبكات الغاز لدى جيرانها بشكل أفضل من ارتباطها بشبكاتها المحلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

قد تقرأ أيضا