خطط التحول المناخي في القطاع المالي تكتسب زخمًا.. نظرة على الفرص والتحديات

خطط التحول المناخي في القطاع المالي تكتسب زخمًا.. نظرة على الفرص والتحديات
خطط التحول المناخي في القطاع المالي تكتسب زخمًا.. نظرة على الفرص والتحديات

أصبحت خطط التحول المناخي في القطاع المالي من الأدوات الرئيسة للمؤسسات، التي تهدف إلى مواءمة عملياتها مع أهداف المناخ العالمية.

فقد اتجهت العديد من الكيانات المالية إلى تطوير خطط منظمة، للحد من الانبعاثات ودعم التحول إلى مستقبل أكثر استدامة.

ويقود الجهد تحالف غلاسكو المالي لتحقيق الحياد الكربوني (GFANZ)، الذي تأسس خلال مؤتمر المناخ كوب 26 في عام 2021، إذ يوفر معيارًا إرشاديًا يحثّ المؤسسات على تبني ممارسات متسقة ومتسمة بالشفافية للإفصاحات المتعلقة بالمناخ.

وأظهرت أحدث البيانات، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن 42% من المؤسسات داخل تحالف غلاسكو المالي قد كشفت عن جميع العناصر الأساسية لهذه الخطط، ما يشير إلى التقدم المحرز داخل القطاع.

إطار عمل تحالف غلاسكو المالي

يقدم إطار عمل تحالف غلاسكو المالي نهجًا منظمًا لخطط التحول المناخي في القطاع المالي، فهو مصمم لمساعدة المؤسسات على تضمين أهداف المناخ في كل جانب من جوانب أعمالها.

ويقسم التحالف خطط التحول إلى 5 محاور رئيسة، وهي الأسس (الأهداف والأولويات) وإستراتيجية التنفيذ وإستراتيجية الالتزام والمعايير والأهداف، وأخيرًا الحوكمة.

ويحدد كل محور إجراءات معينة ينبغي للمؤسسات اتخاذها لدعم أهداف المناخ، مثل تطوير المنتجات المستدامة، وتحديد أهداف واضحة للانبعاثات، والتعامل مع الجهات المعنية بشأن القضايا المناخية.

وداخل هذا الهيكل، هناك 10 جوانب فرعية ينبغي للمؤسسات أن تقدم تقارير عنها من أجل إظهار التزاماتها المتعلقة بالمناخ.

الإفصاح عن التحول المناخي في القطاع المالي

أشار التقرير الصادر عن شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إلى تنامي عدد المؤسسات المالية التي تتبنّى خطط التحول المناخي في القطاع المالي.

ونشر ثلث أعضاء تحالف غلاسكو المالي وثائق إستراتيجية مناخية مستقلة، إذ تضاعف عدد المؤسسات 3 مرات تقريبًا منذ بداية عام 2023، ليصل عددها إلى 230، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

جانب من فعاليات تحالف غلاسكو المالي – الصورة من موقع "كلايمت تشينج"

وفيما يتعلق بالمحاور الـ5 الرئيسة، كشف ما يقرب من 77% من المؤسسات ضمن التحالف عن معلومات عبر جميع المحاور الرئيسة.

وعلى وجه التحديد، شاركت 91% من هذه المؤسسات معلومات حول منتجاتها وخدماتها ومعاييرها وأهدافها.

أما بالنسبة للجوانب الفرعية فقدم نحو 42% من أعضاء تحالف غلاسكو المالي إفصاحًا كاملًا لجميع الجوانب الـ10 الفرعية، في حين أبلغت النسبة المتبقية (58%) عن 5 جوانب على الأقل.

أبرز التحديات التي تواجه القطاع المالي

رغم تقدم خطط التحول المناخي في القطاع المالي، فإن التحديات ما تزال قائمة، فقد أوضح التقرير أن هيكل خطط التحول غالبًا ما يتداخل مع أطر الإفصاحات المناخية التقليدية، ويمكن أن يحجب ذلك عناصر مهمة مستقبلية لتقييم مدى استعداد المؤسسة في دمج التزامات الحياد الكربوني بأنشطتها التجارية الأساسية.

وأشار التقرير إلى انخفاض المشاركة مع الحكومات، إذ لم تفصح سوى 57% من المؤسسات عن هذا الجانب، بحسب بيانات اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

بينما أبلغت 69% فقط من المؤسسات عن تطوير المهارات الداخلية المتعلقة بالقضايا المناخية، ما يمثّل تحديًا في تأمين الخبرة اللازمة لضمان فاعلية هذه الخطط.

بالإضافة إلى ذلك، كشف التقرير عن التفاوت الإقليمي في ممارسات الإفصاح، إذ تضم منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أكبر عدد من إجمالي المؤسسات التي قدمت إفصاحات كاملة للمحاور الفرعية.

وعند النظر في نسبة المؤسسات بكل منطقة، تتصدّر منطقة آسيا والمحيط الهادئ النسبة الأعلى (58%) من الأعضاء الذين أبلغوا عن جميع المحاور الـ10، مقارنة بـ28% فقط في الأميركتين.

وحدّد تقرير شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس 12 عنصرًا إضافيًا بالغة الأهمية للتخطيط الفعال، مثل إستراتيجيات التمويل وأهداف انبعاثات المحفظة، إلا أن متوسط مستوى الإفصاح عن هذه العناصر بلغ 56% فقط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

قد تقرأ أيضا