من هو يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلي الجديد؟
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين السياسي المخضرم يسرائيل كاتس وزيراً جديداً للحرب خلفاً ليوآف جالانت. يشتهر كاتس بمسيرته الطويلة داخل حزب الليكود، حيث تدرج في عدة مناصب وزارية بارزة، من الزراعة إلى المواصلات ثم الخارجية، وأخيراً توليه وزارة الدفاع. يطرح هذا التعيين أسئلة حول تأثيراته المتوقعة على السياسة الأمنية الإسرائيلية، وخاصة في ظل التصعيدات المتواصلة في المنطقة.
بداية المسيرة السياسية: من الجامعة إلى البرلمان
وُلد يسرائيل كاتس في 21 سبتمبر 1955، وبدأ مسيرته السياسية في الجامعة كأحد قادة الحركة الطلابية اليمينية، ثم التحق بالعمل الحزبي من خلال حزب الليكود، حيث لمع اسمه تدريجياً حتى حصل على مقعد في الكنيست لأول مرة عام 1988. ومنذ ذلك الحين، أصبح كاتس من الوجوه البارزة داخل الليكود، وشارك في جميع الانتخابات اللاحقة ليحافظ على مقعده في البرلمان.
حقيبة الزراعة والتمرد على شارون
في أولى خطواته الوزارية، تولى كاتس وزارة الزراعة بين عامي 2003 و2006 في حكومة أريئيل شارون، وقد كان من المعارضين بشدة لخطة شارون الخاصة بإخلاء مستوطنات قطاع غزة عام 2005. قاد هذا الموقف كاتس إلى التحالف مع الجناح المتشدد في الليكود، مما أكسبه دعم التيار اليميني في الحزب ورسخ صورته كأحد القادة المناهضين لتقديم التنازلات في الأراضي الفلسطينية.
وزير المواصلات: إنجازات كبيرة وبصمات واضحة
انتقل كاتس إلى وزارة المواصلات في حكومة نتنياهو عام 2009، واستمر في هذا المنصب حتى 2015، حيث أحدث نقلة نوعية في قطاع النقل والمواصلات. ركز كاتس على تطوير شبكة الطرق السريعة وتوسيع شبكات السكك الحديدية، بهدف تسهيل حركة التنقل داخل إسرائيل، وتعزيز الربط بين المدن الكبرى، مما زاد من شعبيته وكسبه تقديراً واسعاً من الحكومة والمجتمع.
وزارة الخارجية ومواقفه المتشددة من إيران والفلسطينيين
في 2019، شغل كاتس وزارة الخارجية في حكومة نتنياهو، حيث تبنى مواقف متشددة من الملفين الفلسطيني والإيراني، مؤكداً على أهمية الضغط الدولي على إيران وضرورة تعزيز العلاقات مع دول الخليج، وخاصة في إطار اتفاقيات أبراهام. دعم كاتس أيضًا توسيع المستوطنات الإسرائيلية، مما جعله شخصية مركزية في تنفيذ سياسات نتنياهو الأمنية.
تعيينه وزيراً للدفاع: تحديات داخلية وخارجية
يأتي تعيين كاتس في منصب وزير الدفاع في وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل تحديات أمنية متعددة على عدة جبهات، من الحدود الشمالية مع حزب الله، إلى التوترات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التحديات المتزايدة مع إيران. من المتوقع أن يجلب كاتس توجهاً صارماً، إذ يعرف بمواقفه المتشددة ودعمه القوي للسياسات العسكرية في مواجهة التهديدات الأمنية، ويُعتقد أنه سيدفع نحو مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة وتعزيز قدرات إسرائيل الدفاعية.