بعد صفقة قطر والمغرب.. 4 معلومات عن الكبريت
عقب إعلان توقيع صفقة قطر والمغرب، التي تمتد 10 أعوام، ستُورّد بموجبها الدوحة الكبريت إلى الرباط، ثارت تساؤلات حول طبيعة هذا المعدن الحيوي وأهميته وأبرز استعمالاته.
وتعكس أهمية الصفقة بالإسهام في تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الزراعية والصناعية الدور الاقتصادي والصناعي للكبريت، إذ يُستعمل في العديد من الصناعات والتطبيقات المنزلية.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعدّ الكبريت مادة طبيعية تتخذ شكل بلورات صفراء عند اشتقاقها، ويُستعمل بشكل رئيس في إنتاج حامض الكبريتيك، الذي يعدّ مدخلًا رئيسًا في صناعة الأسمدة، بالإضافة إلى عدّة صناعات أخرى مثل التعدين.
ويُستعمل الكبريت على نطاق واسع في مجالات الزراعة، إذ يدخل في صناعة الأسمدة لتحسين خصوبة التربة، والصناعات الكيماوية، لإنتاج مواد كيميائية متنوعة.
معلومات عن الكبريت
ترصد منصة الطاقة في التقرير التالي أبرز المعلومات عن الكبريت الذي يُعدّ المادة التي تساعد على بناء غد أفضل:
الشكل: بعد إجراء عمليات الاستخراج والمعالجة، يتوفر في أشكال عدّة، تشمل الحبيبات، الكريات، المسحوق، الصفائح، ما يسهّل استعماله في تطبيقات صناعية متعددة.
طريقة الإنتاج: ويُنتج الكبريت بشكل شبه كامل من عمليات معالجة الغاز الطبيعي وتكرير النفط.
الرائحة: معروف بشكل شائع برائحته الكريهة التي تشبه رائحة "البيض الفاسد" عندما يكون في شكل غاز كبريتيد الهيدروجين، حسبما أورد موقع "ماتريكس بي دي إم".
الاستعمالات: تتنوع استعمالات الكبريت من الزراعة إلى الصناعات الكيماوية وصولًا إلى قطاعي التجميل والطب، مرورًا بالمنتجات المطاطية والأسفلت وأعواد الثقاب والمبيدات الحشرية.
وضمن أبرز استعمالات الكبريت، تصنيع بعض منتجات العناية بالبشرة والشعر، وصناعة بعض الأدوية والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى المطاط والبطاريات.
إنتاج الكبريت في قطر
يُنتَج الكبريت في قطر على شكل حبيبات أو كريات من خلال منشآت متخصصة تقع في مناطق رأس لفان ومسيعيد بصفته منتجًا مشتركًا لعمليات معالجة الغاز الطبيعي وتكرير النفط.
وتُعدّ الدوحة إحدى أكبر الدول المصدرة للكبريت في العالم، الذي يُنتَج من مشروعات مختلفة في الدولة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ نحو 3.4 مليون طن سنويًا، ويُتوقع ارتفاع هذه الطاقة الإنتاجية مع بدء تشغيل مشروعات إنتاج الغاز الجديدة في الأعوام المقبلة.
ويُسهم الكبريت في دعم الاقتصاد الوطني القطري من خلال عائدات التصدير، إذ لا يقتصر استهلاكه على السوق المحلية، بل يُصدَّر إلى العديد من الدول في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ما يعزز مكانة الدوحة بصفتها مزودًا رئيسًا لهذه المادة في الأسواق العالمية.
صفقة قطر والمغرب
وُقِّعت صفقة قطر والمغرب بين شركة قطر للطاقة، وشركة الفوسفات المغربية "أو سي بي نيوتريكروبس" (OCP Nutricrops)، التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات (OCP)، لتأمين إمداداتها من الكبريت على مدار السنوات الـ10 القادمة.
تأتي هذه الاتفاقية طويلة الأمد في إطار التوجهات الإستراتيجية لتعزيز التعاون بين قطر والمغرب في قطاع الموارد الطبيعية، ودعم طموحات الرباط في تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها في الأسواق الدولية.
بموجب هذه الاتفاقية، التي تبدأ تنفيذها من الربع الثالث لعام 2024، ستورّد "قطر للطاقة" ما يصل إلى 7.5 مليون طن من الكبريت على مدار العقد القادم، حيث يُعدّ الكبريت مكوناً أساسياً في تصنيع الأسمدة الفوسفاتية، وبهذا، يسهم الاتفاق في دعم أهداف المكتب الشريف للفوسفات، الذي يطمح إلى رفع إنتاجه من الأسمدة من 15 مليون طن في عام 2023 إلى 20 مليون طن بحلول عام 2027.
وتُبرز هذه الاتفاقية، التي تعزز مكانة المغرب في قطاع الصناعات الفوسفاتية عالميًا، التزام المملكة بمواكبة الطلب المتزايد على الأسمدة، لا سيما مع التحديات المتنامية التي تواجه إنتاج الغذاء العالمي واستدامته، وفي هذا الإطار، خصصت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط استثمارات ضخمة بلغت 10 مليارات دولار لتعزيز طاقاتها الإنتاجية من الأسمدة الزراعية، حيث أسهمت هذه الجهود في رفع إنتاجها إلى 12 مليون طن في عام 2023.
إضافة إلى ذلك، تمثّل صادرات المغرب من الفوسفات والأسمدة إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ تحتل المرتبة الثانية بعد قطاع السيارات من حيث حجم الصادرات، بقيمة إجمالية تُقدَّر بنحو ملياري دولار.
وتسهم "صفقة قطر والمغرب" في تعزيز استقرار سلاسل التوريد العالمية لصناعة الأسمدة، وتوطيد مكانة كل من المغرب وقطر بصفتها مورّدَين أساسيين للمواد الخام الضرورية للصناعات الزراعية، ما يعزز من الأمن الغذائي العالمي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..