تايوان والرسوم الجمركية.. كيف يتعامل "رجل التعريفات" مع الصين؟ - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم تايوان والرسوم الجمركية.. كيف يتعامل "رجل التعريفات" مع الصين؟ - سبورت ليب
12:57 م السبت 16 نوفمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
"سأعمل على إنهاء الحروب والصين ليس لديها ما نملك" كانت هذه بعض الكلمات التي ألقاها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في خطاب النصر الذي ألقاه في السادس من نوفمبر الجاري. جاء هذا الخطاب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي أسفرت عن تمكنه من إزاحة منافسته من الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، ليحصل على 312 مقعدًا في المجمع الانتخابي مقابل 226 لصالح نائبة الرئيس الأمريكي.
في خطابه، بدأ ترامب بتحديد ملامح السياسات التي سيتبعها في إدارته المقبلة، متطرقًا إلى علاقة الولايات المتحدة مع الصين. وأشار إلى التوتر الكبير الذي ساد بين البلدين خلال إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، خاصة فيما يتعلق بمسألة تايوان. إذ تتهم الصين الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال دعم الجزيرة، التي لم تحظ باعتراف دولي حتى الآن. ومع ذلك، يواصل المسؤولون الأمريكيون زيارة تايوان وبناء علاقات دبلوماسية معها.
تعامل ترامب مع مسألة تايوان
وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي المختص في الشأن الصيني، دكتور "رونج هوانج"، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إنه بالنظر إلى تصريحات ترامب الأخيرة، فلا يبدو أنه يفضل التدخل بقوة في مسألة تايوان، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه قد يلجأ إلى استخدام أدوات اقتصادية، مثل فرض رسوم جمركية عالية، في حال قامت الصين بضم تايوان أو بسطت سيطرتها عليها بالقوة العسكرية.
وأضاف "رونج هوانج"، أنه في حال اتخذ ترامب هذا التوجه، فإنه من شأنه التخفيف من حدة المواجهة بين البلدين، وذلك مقارنة بالإدارة الحالية لبايدن، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه يجب الانتظار لرؤية تحركات ترامب الفعلية على أرض الواقع.
وتابع "هوانج"، أن مسألة تايوان تشكل مسألة حساسة للغاية في العلاقات بين واشنطن وبكين، مؤكدًا أنه لا يوجد مجال للتنازل أو التفاوض، في مسألة تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها وأنها مسألة سيادية وشأن داخلي غير مسموح لأي قوة خارجية بالتدخل فيها.
من جانبه يرى، السفير المصري الأسبق لدى الصين، علي الحفني، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" أن الولايات المتحدة ليس لديها أي مصلحة في تعقيد الأمور بشأن تايوان، مشيرًا إلى إمكانية أن يستخدم ترامب ملف تايوان كأداة للضغط على الصين في مفاوضات أخرى، قائلًا "إن ترامب سيسعى للحصول على أقصى قدر ممكن من المكاسب من الصين في مختلف المجالات، خاصة في المجال التجاري".
العلاقات الصينية الأمريكية
وعند الحديث عن مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية المحلل السياسي المختص في الشأن الصيني، دكتور "رونج هوانج"، أن الصين قد تكون غير متفائلة، بإدارة دونالد ترامب المقبلة، والتي يمكن أن تكون تصريحاته مجرد وسيلة لجذب أصوات الناخبين، وتختلف عن تحركاته الفعلية، مضيفًا أن المثال على ذلك إدارة بايدن التي تأتي تصريحاتها في منحى، وتأخذ تحركاتها الفعلية منحى مختلف من خلال تقديم الدعم لتايوان ببيع الأسلحة وتطوير العلاقات معها، وهو ما تعتبره بكين تناقضًا.
وفي الوقت ذاته، أشار "رونج" إلى أن العلاقات بين إدارة دونالد ترامب المقبلة والصين، قد تشهد بعض التعاون بدلاً من المواجهة المباشرة، إلا أنه يمكن أن تظهر تحديات جديدة تعتمد على الأشخاص الذين سيعينهم ترامب في المناصب الوزارية الحساسة.
من جانبه يرى السفير المصري الأسبق لدى الصين علي الحفني، أن ترامب سيسعى للحصول على مكاسب عالية من الصين في مختلف المجالات، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس المنتخب في عدة مناسبات على ضرورة تركيز الولايات المتحدة على التصنيع داخل أراضيها بدلاً من الاعتماد على الصين، وهو يتوافق مع شعاره "لنعد أمريكا عظمى مرة أخرى" بحسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالمسائل التجارية، يرى "الحفني"، أنه من المتوقع أن تبقى الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية من بين القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات، والتي سيوازيها توجيه ضغوط على الشركات الصينية في مجالات مثل الاتصالات والجيل الخامس من الشبكات.
وتابع "الحفني"، أنه من غير المتوقع أن تؤدي التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى صدام مباشر، مشيرًا إلى أن المصلحة المشتركة للطرفين تكمن في تجنب التصعيد والتركيز على التفاهمات الاقتصادية التي تعود بالنفع على جميع الأطراف.
وشهدت إدارة بايدن فترة من تشكيل التحالفات في جميع المناطق المحيطة بجمهورية الصين الشعبية، وهو النهج الذي غاير به الرئيس المنتهية ولايته سياسة ترامب في فترته السابقة والتي لم يسع خلالها لتشكيل التحالفات، وهو ما يعتقد "رونج" أنه ما سيكون عليه الوضع في الإدارة الجديدة والتي يبدو أنها غير مهتمة بإنشاء التحالفات أو تعزيز التعاون الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلًا إنها ستكون "النقطة الوحيدة" التي تدعو للتفاؤل في إدارة ترامب.
وأضاف "رونج"، أنه بالنظر إلى باقي الجوانب، فإن التحديات التي ستواجهها العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة لن تقل خطورة عن الفترات السابقة، مشيرًا إلى إمكانية ظهور خلافات جديدة فيما يتعلق بالرسوم التجارية والقضايا الاستراتيجية، والتي لا تجعل بكين متفائلة بما سيكون عليه الوضع في الملف الاقتصادي أو بالمنافسات في المجالات الأخرى.
بينما رأى "الحفني"، أنه من المتوقع أن يسعى ترامب لاستخدام التحالفات التي شكلتها إدارة بايدن لممارسة ضغوطًا قوية على الصين بهدف الحصول على أكبر قدر من المصالح على طاولات المفاوضات، مشيرًا في الوقت ذاته أن تلك الضغوط ستكون في إطار "محدود".
وتابع "الحفني"، أن السياسة الأمريكية حيال الصين تتسم بالثبات بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية تظل موجهة من خلال المؤسسات الأمريكية مثل اللوبيات العسكرية والصناعية.
وفي وقت سابق، صرّح الرئيس ترامب، خلال حملاته الانتخابية، بأنه سيزيد الرسوم الجمركية على السلع الصينية لتصل إلى 60% وحتى إلى 100% بل وصف نفسه بأنه رجل التعريفات الجمركية. وهذا الأسلوب اتّبعه ترامب خلال فترة ولايته الأولى، بحيث فرض رسوماً جمركية على السلع الصينية وصلت إلى 25% بسبب ما عدّه ممارسات بكين غير العادلة.
وفي سياق الحرب التجارية هذه فرضت بكين رسوماً جمركية على السلع الأميركية، وأدت هذه الزيادة المتبادلة في التعريفات الجمركية إلى الإضرار بالصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين وبقطاع التصنيع في البلاد.
وفي حال نفذ ترامب تعهده زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 60%، فمن شأن ذلك إلحاق ضرر بالاقتصاد الصيني، وستقوم الصين بدورها بإجراءات مضادة وفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأميركية ويدخل البلدان في حرب تجارية جديدة تؤثر في اقتصادهما وفي الاقتصاد العالمي ككل.
اقرأ المزيد