وسط حضور مغربي.. مهرجان "أجيال" بالدوحة يبدأ بتجديد رفض حرب غزّة

وسط حضور مغربي.. مهرجان "أجيال" بالدوحة يبدأ بتجديد رفض حرب غزّة
وسط حضور مغربي.. مهرجان "أجيال" بالدوحة يبدأ بتجديد رفض حرب غزّة

بعد أن تم إلغاء دورة العام الفائت من مهرجان “أجيال ” السينمائي بقطر كـ”فعل تضامني من مؤسسة الدوحة للأفلام مع قطاع غزة الذي يتعرّض للإبادة”، احتضنت الدوحة، مساء السبت، انطلاق دورة السنة الحالية من المهرجان. هذه النسخة تتمحور حول “لحظات تُشكّلنا”، وهو عنوان الدورة الـ12، الذي يودّ أن يحاكي “التأثير العميق المتأتّي للمادّة السينمائية تقديمه للناس”.

الدورة الحالية انطلقت بكتارا، وتأتي هذه المرّة في سياق فعاليات العام الثقافي “قطر ـ المغرب 2024″، إذ في شتنبر المنصرم احتضنت سينما “ألكازار” التاريخية بالمدينة العتيقة لمدينة طنجة مهرجان “أجيال” السينمائي. تمّ تنظيم الفعالية وقتها بتعاون بين جمعية “طنجة أفلام” ومؤسسة “الدوحة للأفلام”. وعاينت هسبريس أن هاته “الزيارة السينمائيّة” لـ”طنجيس” كانت حاضرة خلال افتتاح اليوم بالدوحة.

“حتى لا ننسى غزة”

فاطمة حسن الرميحي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “الدوحة للأفلام” ومديرة مهرجان “أجيال” السينمائي، قالت، قبل الافتتاح الفعلي للمهرجان بالفيلم الوثائقي “السودان يا غالي” (تونس، فرنسا، قطر) للمخرجة هند المدبّ، إن “الأفلام ظلّت على مر السنين تقدّم حكايات من مختلف أنحاء العالم، نتفاعل معها كأنها حكاياتنا، ونعيش أحداثها لحظة بلحظة؛ وفي اليوم الذي ضاعت الدنيا من حولنا وأصبحت حياتنا كأنها فيلم أضحت إنتاجاتنا وأفلامنا هي المتنفس وهي الوسيلة لكسر الحواجز”.

وأضافت أن “الأفلام كلّما انتشرت في العالم تحكي قصصنا وتحمل أصواتنا (…)، فاللحظات التي تجمعنا تجعلنا نحلم ونبادر ونطور من عملنا، بما فيه مهرجان أجيال”، مشيرة إلى أنه خلال “11 نسخة من الفعالية، تضاف إليها هذه الدورة، عشنا لحظات لا تنسى. تُحفر في ذاكرتنا وتشكّل خيالنا وحياتنا.. هي لحظات تُشكّلنا”.

وفي مزج بين الغد والأمس دفعةً واحدة، أعلنت الرميحي عن بداية العمل والتحضيرات لمهرجان الدوحة للأفلام 2025، قبل أن تعود سريعاً إلى الوراء، إلى السنة الماضية، حين تم “إلغاء مهرجان “أجيال” بسبب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في غزة، وهول الدمار والمجازر التي للأسف ما زالت مستمرة، وتوسعت ووصلت إلى لبنان. وقتها، وبالرغم من إلغاء المهرجان، رفضنا أن نستسلم للعجز وأعلننا عن طريقتنا في المقاومة”.

هذه الطريقة التي تتحدث عنها مديرة المهرجان هي تنظيم وبرمجة أفلام ولقاءات تحت عنوان “أصوات من فلسطين”. وأضافت “قررنا أن نكون كلنا هذه الأصوات. هذا العام لما بدأنا التحضير لمهرجان “أجيال”، وكنّا نسترجع اللحظات المؤثرة، توقّفنا عند غزة، هذا القطاع الذي علمنا أن كل لحظة مهمة لأنها قد تكون مصيرية وأخيرة. في غزة لحظة واحدة قد تساوي حياةً بأكملها، فقرّرنا أن نواجه الظروف الكارثية والحرب والتحديات”.

وهي تخاطب مئات الحاضرين، من مسؤولين حكوميين قطريين وفنانين وسينمائيين من المغرب وبقية شمال إفريقيا والشرق الأوسط والعالم، قالت الرميحي: “تم طرح فكرة تنظيم مهرجان “أجيال” في القطاع الذي يعرف إبادة، غزّة، وأن يستمرّ العرض هناك لأن الحياة تتطلّب أن تنتصر وتستمر، وهذا ما حصل”، مضيفة أن “أجيال في غزة أُنجز على ثلاث مراحل بسبب الظروف والخطر القائم؛ 90 حكماً في غزة شاهدوا أفلاماً صنعت في قطر”، وسيتمّ الإفراج عن النتائج في نهاية المهرجان يوم 23 نونبر.

المغرب في الدوحة.. سينمائيّا

وتأتي هذه الدورة من “أجيال” في سياق العام الثقافي المغرب- قطر. لذلك قال خليل بنكيران، المنتج المغربي ومدير المنح بمؤسسة “الدوحة للأفلام”، إن “هذه الدورة من مهرجان “أجيال” مميزة مثل باقي الدورات السابقة، وطبعاً هذه السنة تسلّط الضوء على ما صُنع في المغرب سينمائيا”، مسجلاً أن “هذه العملية الحوارية التي تضمنها الصورة السينمائية بين بلدين، واحد بالمشرق والآخر المغرب، يتعين أن تظلّ حيّة حتى خارج نطاق هذا العام الثقافي؛ هناك أشياء كثيرة نستفيدها منهم في هذا الحقل، والعكس أيضاً”.

بنكيران ذكر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب صار ناهضاً من ناحية الفنّ السابع. توجدُ حقّا فورة حقيقية نحتاج أن نبرزها في مخلف الأصقاع”، مشيرا إلى أن “المغرب لديه توقيع ثقافي يتصف به بشكل حصري. أشياء لا نجدها في أماكن أخرى. ثمة كذلك الهوية الأمازيغية والمكون العبري”. وأضاف “هذا لا يعني أن المملكة لا تتقاطع في أشياء كثيرة مع المشرق، بل هي قواسم مشتركة لا تعدّ ولا تحصى. لهذا تحديداً أعتبر هذا العام الثقافي أساسيا”.

وتابع قائلا: “نحن كنا نشتغل على هذا الموضوع منذ طرحناه مع رئيس المركز السينمائي المغربي الذي التقيناه على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؛ والأمر يتمّ الآن في هذه الدورة”، مشيرا إلى أنه يعول على هذا التعاون بأن “يضمن المزيد من الانتشار للإنتاج المغربي في الحقل السينمائي”، ولفت إلى أن “المجال بات يبصم على تفرّد واضح في مختلف الفعاليات المرتبطة بالسينما بشكل عام، وحتى في حقول ثقافية أخرى”.

ولا ينفرد بنكيران وحده بهذا الرأي، بما أن فارس الذهبي، أحد حكام الدورات السابقة من مهرجان “أجيال” وهو مغربي مقيم بالدوحة، قال إن “هذه النسخة من الملتقى السينمائي يمكن أن تساهم في حضور المزيد من المعرفة لدى القطريين والقاطنين بالدوحة حول المملكة”، مرجعاً ذلك إلى “كون الإنتاجات الوطنية كانت قليلة في الدورات التي مضت من المهرجان”.

وقال الذهبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “للصورة السينمائية دورا حاسما وأساسيا في توطيد التلاقح الثقافي بين بلدين بعيدين جغرافيا”، مضيفا “لهذا نحتاج أن يقترب العالم من هويتنا”.

وتابع “ثمّة نوع من الفتور بالنسبة للأعمال المغربية هنا، لاسيما أنها لديها دور في تقريب غير المغاربيين من اللهجة الوطنية التي هي الدارجة”. ويعتقد هو أيضاً أن “القطاع الثقافي بالمغرب يشهد تطوراً من الضروري أن يطّلع عليه الكوكب، خصوصا البلدان المشرقية، التي تنظر إلى بلدنا كحليف في جميع المجالات الحيوية، التي تتصرّف وفق مفعول هادئ وناعم وناجع، وهو الثقافة بكلّ فروعها”.

للتذكير، فإن فعاليات “أجيال 2024” تمتدّ من 16 إلى 23 نونبر، وتضم مجموعة مختارة من 66 فيلماً من 42 بلداً، تعرض موضوعات ترى الجهة المنظمة أنها “تلامس مشاعر الجمهور وتلهمه بقصص عن الصمود والأمل وتمكين المجتمعات”. كما سيقدم المهرجان نقاشات تفاعلية وعروضاً شاملة ومعرضاً سينمائياً، بالإضافة إلى “جيك أند”، أكبر حدث ثقافي في قطر.

قد تقرأ أيضا