زاك كاس: الذكاء الاصطناعي ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 من الوفرة إلى بناء مجتمع مستدام
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زاك كاس: الذكاء الاصطناعي ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 من الوفرة إلى بناء مجتمع مستدام, اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 04:22 مساءً
نشر في الرياض يوم 17 - 11 - 2024
استضافت صحيفة الرياض زاك كاس، الباحث والمستشار البارز في مجال الذكاء الاصطناعي ورئيس المجلس الاستشاري للذكاء الاصطناعي في رودر فن، للحديث عن رؤيته لدور الذكاء الاصطناعي في تحقيق طموحات رؤية السعودية 2030. تزامنت زيارته مع مشاركته في فعالية "بيبان 2024" حيث ألقى الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز الوفرة الاقتصادية وتحقيق التحول الاجتماعي.
في بداية اللقاء، قدم كاس لمحة عن مسيرته المهنية قائلاً:
"كنت رئيس قسم استراتيجيات السوق في شركة OpenAI، حيث عملت على استكشاف كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والمجتمع. حاليًا، أعمل كباحث في جامعة فرجينيا ومستشار للعديد من المؤسسات والحكومات. زيارتي للرياض تأتي في إطار تقديم الكلمة الرئيسية في فعالية بيبان، حيث سأناقش كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء مجتمعات أقوى ومستدامة."
الذكاء الاصطناعي ورؤية 2030: نحو الوفرة والابتكار
أشار كاس في حديثه إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حافزًا لتحويل المجتمع السعودي نحو الوفرة، موضحًا:
"الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتحسين الكفاءة، بل يمكن أن يعيد تعريف الإنتاجية والابتكار. السعودية، بفضل رؤية 2030، تستعد للاستفادة من هذه الوفرة عبر تعزيز التعليم، الصحة، والصناعات الناشئة. هذا التحول يعتمد على تمكين الأفراد من خلال التكنولوجيا وجعلهم أكثر إنتاجية."
وأضاف:
"التحدي الرئيسي ليس في بناء التكنولوجيا، بل في تمكين المجتمعات من قبولها. علينا أن نسأل: ما الذي نريد تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ هذا يتطلب تغييرات مجتمعية وبيروقراطية لتتوافق مع التطورات التقنية."
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة
ناقش كاس كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز من رفاهية الأفراد، قائلًا:
"أتوقع أن نشهد اختراقات علمية كبيرة بفضل الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة. هذه الابتكارات ستجعل خدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع. يمكننا رؤية مستقبل تصبح فيه هذه الخدمات ضرورة يومية وليس رفاهية."
وأكد أن رؤية 2030 تتماشى مع هذا المسار، حيث أن الهدف هو رفع مستوى المعيشة وتعزيز الابتكار في كل قطاع.
الحوكمة والأخلاقيات: أسس الذكاء الاصطناعي المسؤول
مع التركيز على الحوكمة، أوضح كاس:
"السؤال ليس فقط عن القدرات التكنولوجية، بل عن الدور الذي يجب أن تلعبه هذه التكنولوجيا في المجتمع. هناك ثلاثة ركائز أساسية: الشفافية، المواءمة مع القيم الإنسانية، والتنظيم ضد الجهات السيئة. من المهم أن تضمن السعودية أنظمة ذكاء اصطناعي تتماشى مع قيمها وتخدم مصلحة المواطن."
وأضاف:
"رؤية 2030 تمنح السعودية فرصة لتكون نموذجًا عالميًا في حوكمة الذكاء الاصطناعي من خلال سياسات واضحة تدعم الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات."
إعادة تعريف العمل والسعادة
عن دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية، قال كاس:
"أرى مستقبلاً يمكن فيه للذكاء الاصطناعي تقليل الوقت الذي يقضيه الأفراد في العمل، مما يمنحهم المزيد من الوقت للعائلة والمجتمع. هذا النوع من التوازن يمكن أن يعزز السعادة ويعيد تعريف ما يعنيه العمل في القرن الحادي والعشرين."
وأضاف:
"إذا استطاع الذكاء الاصطناعي أن يجعلنا أكثر إنتاجية، فسيكون بإمكاننا تخصيص وقت أكبر لما يجلب لنا الرضا الشخصي ويعزز الروابط الاجتماعية."
تمكين رواد الأعمال السعوديين
تحدث كاس عن أهمية الذكاء الاصطناعي في دعم ريادة الأعمال:
"التكنولوجيا تقدم فرصًا هائلة لرواد الأعمال السعوديين. من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن للأفراد تحقيق إنجازات كانت مستحيلة في الماضي. ومع تقليل الحواجز البيروقراطية ودعم السياسات الحكومية، يمكن للسعودية أن تشهد موجة من الابتكار."
وأضاف:
"الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على الصناعات التقنية فقط، بل سيؤثر على قطاعات مثل الخدمات المهنية، الأغذية، وحتى التصنيع المحلي. هذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور صناعات جديدة بالكامل."
تعزيز المجتمعات المحلية والعالمية
أكد كاس على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في بناء مجتمعات أقوى، قائلاً:
"يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم الروابط المجتمعية من خلال تقليل التكاليف وزيادة الوقت المتاح للأفراد. لكن يجب الانتباه إلى خطر العزلة الناتجة عن الإفراط في استخدام التكنولوجيا. على سبيل المثال، يمكننا تعزيز السفر المتبادل بين السعوديين والعالم مما يدعم التفاهم الثقافي ويعزز الروابط الإنسانية."
مستقبل واعد للمملكة
في الختام، أعرب كاس عن تفاؤله بمستقبل السعودية قائلاً:
"أرى أن رؤية 2030 ليست مجرد خطة طموحة، بل مسار قابل للتحقيق. مع استمرار الاستثمارات في التعليم والتكنولوجيا والبنية التحتية، يمكن للسعودية أن تصبح رائدة عالميًا في الابتكار والتحول الاجتماعي."