بعد 12 عامًا من رئاسته للكنيسة.. كيف اهتم البابا تواضروس بالتعليم؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بالعيد الثاني عشر لتجليس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندريَّة وبطريرك الكرازة المرقسيَّة على كرسي القديس مار مرقص مؤسس وكاروز الكنيسة المصرية.
أولوية التعليم بالكنيسة
وعن اهتمام قداسة البابا بالجانب التعليمي والاكاديمي بالكنيسة، قال الدكتور المهندس طانيوس الفونس ايوب، المدرس بقسم العمارة بمعهد الدراسات القبطية وكلية الهندسة 15مايو، وكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، وكلية الهندسة جامعة بنها، في تصريح خاص للدستور، إنه من خلال التعمق في تاريخ بطاركة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، نجد أن الاهتمام بالتعليم الكنسي، كان أحد الأولويات لكثير منهم، باختلاف درجات هذا الاهتمام والظروف المحيطة بهم، فنجد الكنيسة القبطية كنيسة التعليم من الطراز الأول حيث أنها كنيسة آباء وتسليم وتقليد الذي بدوره ينتقل عن طريق التعليم، فمنذ بدأت مدرسة الإسكندرية بعلمائها اللاهوتيين على اختلاف ازمانهم، والتعليم هم هذه المدرسة إلى أن توقفت فترة.
المعاهد والكليات الدينية
ثم ما لبث أن ظهرت الكلية الإكليريكية وفروعها ومعهد الدراسات القبطية والعديد من المعاهد والكليات الدينية، بدء التعليم يأخذ شكل اكاديمي ممنهج يبحث ويعظم من الموروثات التي ورثناها من ابائنا، ويظهر هنا دور قداسة البابا تواضروس الثاني، في دعم وتقديم يد المعونة للكليات الاكليريكية والمعاهد الدينية، ووضع لائحة تنظيمية لأكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية، وتداول المناصب بتلك الهيئات التعليمية بشكل سلس، وبنظام محدد كل مدة، لتجديد الأفكار والتنوع، واللقاءات المتنوعة مع أساتذتها وطلابها، كما اهتم بالتعليم من جهة الآباء الأساقفة والاباء الكهنة والرهبان والخدام حيث يدرس الكثير من الرهبان والاباء الكهنة بتلك الهيئات التعليمية ويحصل عدد منهم على درجات الماجستير والدكتوراه وأصبح لدينا العديد من الآباء حاملون لهذه الدرجات العلمية.
نظام تدريبي للاباء الكهنة
كما وضع نظام تدريبي للأباء الكهنة في فترة الأربعين يوم التالية للرسامة للتعامل مع مستجدات الخدمة، كما اهتم قداسته بالشعب بكافة أطيافه من كبار وشباب وأطفال، بالكورسات المتخصصة والمعاهد التعليمية التي بدءت في الانتشار في كثير من الايبارشيات، ودخول نظام الاون لاين في الدراسات والتعليم عن بعد، والذي أوسع من نشر التعليم، كما يقوم قداسته بعقد اجتماعه الأسبوعي، ليس فقط في الكاتدرائية المرقسية بل نزل إلى الايبارشيات والكنائس المختلفة ليذهب إلى شعبه فيفتقدهم ويعلمهم.
الاهتمام بالمراحل العمرية الصغيرة
من جانبه قال المفكر القبطي كريم كمال ايضا في تصريح خاص لـ الدستور إن هناك اهتمامات أخرى لقداسة البابا منذ ان كان أسقف واستمرت وهو بطريرك وهي الاهتمام بالمراحل العمرية الصغيرة وخصوصا الاطفال الذي انشاء لهم العديد من البرامجً والمناهج من أجل تنشية سليمة لهذا الجيل في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الذي ادي الي زيادة الانفتاح في المجتمعات مما استوجب تاسيس طرف حديثة لرعاية النشئ وقد اهتم قداستة بذلك ومازال.
وفي الإطار ذاته، قال القمص موسى ابراهيم متحدث الكنيسة الرسمي، انه التقى قداسة البابا تواضروس الثاني قبيل الاحتفال بتجليسه بيومين أعضاء جمعية الآثار القبطية، وعددًا من المتخصصين الحاصلين في السنتين الماضيتين على درجتي الماچستير والدكتوراه في الدراسات القبطية من الجامعات المصرية، وذلك في ختام اللقاء الرابع للمؤتمر السنوي لجمعية الآثار القبطية الذي جرت فعالياته على مدار يومين تحت عنوان "أطروحات مضيئة في الدراسات القبطية في الجامعة المصرية (٤)".
حضر اللقاء بعض رؤساء أقسام وأساتذة القبطيات في الجامعات المصرية.
أحدث لقاءات البابا مع الاكاديميين
واستمع قداسته إلى ملخص لأربعٍ وعشرين رسالة ماچستير ودكتوراه في كافة مجالات الدراسات القبطية، التي ألقيت خلال المؤتمر، منها تسع رسائل دكتواره وخمس عشرة رسالة ماچستير، وفي ختام اللقاء منح قداسته شهادات تقدير وهدايا تذكارية للباحثين وأعضاء جمعية الآثار القبطية، وأساتذة القبطيات الحضور.
كما حضر اللقاء الدكتور مراد وهبه رئيس جمعية الآثار القبطية والسيد نبيل فاروق مدير الجمعية والسيد يوسف عبدالله عضو الجمعية، وايضا الأستاذة الدكتورة منة الله الدري أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة عين شمس وكرسي القبطيات بالجامعة الامريكية، والأستاذة الدكتورة نهى سالم رئيس قسم الآثار اليونانية والرومانية، بكلية الآثار، جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور طارق منصور أمين عام اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، الأستاذ بكلية الآداب، جامعة عين شمس.
ومن أساتذة التاريخ والآثار الدكتور عاطف نجيب والدكتورة نجلاء حمدي والدكتور إسحق عزيز فريج والدكتور جرجس بشرى والدكتور نادر ألفي والدكتور إسحق عجبان والدكتور عادل فخري، والعديد من الأساتذة والباحثين والآباء الكهنة والرهبان والمهتمين بالدراسات القبطية.