4 من كبريات شركات النفط والغاز تُقلّص مشروعاتها النظيفة
بدأ العديد من كبريات شركات النفط والغاز العالمية خطوات للتخلص من بعض مشروعاتها في الطاقة المتجددة، وتقليص عدد موظفي القطاع بصورة حادة، في خطوات تقول عنها، إنها "تستهدف تحسين الأداء".
وعلى سبيل المثال، وبعد أكثر من 5 سنوات من البناء في مجال الطاقة النظيفة، اتخذت شركة النفط البريطانية (بي بي) خطوات تتراجع بها عن تعهداتها السابقة بالتحول نحو منتجات أقل انبعاثات من غازات الاحتباس الحراري، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
وفي الوقت الذي تحاول فيه شركة النفط البريطانية العودة إلى أصولها بوصفها إحدى أهم شركات النفط والغاز، قامت شركتا شل العالمية وإكوينور النرويجية بخطوات مشابهة.
ويعكس اتجاه كبريات شركات النفط والغاز العالمية، بروز تحديات مهمة تطورت منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل أكثر من عامين، وما نجم عنها من أزمة طاقة حادة، إضافة إلى تراجع ربح مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة مزارع الرياح البحرية.
وتضرَّر قطاع الطاقة المتجددة بشدة بسبب تعطُّل سلسلة الإمداد، في المدة اللاحقة للحرب، إضافة إلى سياسة الصين خلال انتشار وباء كورونا، التي أدت إلى إغلاق كامل للأنشطة الاقتصادية بغرض القضاء على الوباء.
خطط كبريات شركات النفط والغاز
يخطط الرئيس التنفيذي لواحدة من كبريات شركات النفط والغاز العالمية، وهي الشركة بي بي، موراي أوتشينكلوز، لضخ استثمارات مليارية في تطوير مشروعات جديدة في القطاع، خاصة في ساحل الخليج بأميركا وفي الشرق الأوسط. ووفق خطة الرئيس التنفيذي، فإن الشركة تستهدف تحسين الأداء ودعم العوائد.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل اتجهت الشركة إلى تقليص عملياتها المستهدفة خفض انبعاثات الكربون، إذ علّقت استكمال 18 منشأة لإنتاج الهيدروجين ما تزال في مراحلها الأولية.
وقلّصت الشركة عدد موظفي قطاع الهيدروجين إلى النصف، أو ما يعادل 40 موظفًا، وفق ما نشرته وكالة رويترز، اليوم الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما أعلنت الشركة البريطانية خططًا لبيع مشروعات طاقة متجددة، متضمنةً مزارع رياح ومحطات طاقة شمسية.
ولا يختلف الوضع في شركة شل العالمية، إذ أعلن رئيسها التنفيذي وائل صوان خطوات متشددة لتحسين الأداء، وسدّ فجوة التقييم الكبيرة مع منافستيها الأميركيتين؛ إكسون موبيل وشيفرون.
كما قلّصت شيفرون من عملياتها في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة مزارع الرياح العائمة والهيدروجين، وتراجعت -أيضًا- عن أسواق الطاقة الصينية والأوروبية، حيث خفضت أهداف المشروعات منخفضة الكربون حتى 2030، إضافة إلى أنها أغلقت بعض مصافي تكرير النفط في تلك الأسواق.
وتبحث شل -حاليًا- عن مشترين لشركتها "سيليكت كاربون" في أستراليا، التي استحوذت عليها في 2020، وهي متخصصة في تطوير مشروعات زراعية تستبدل انبعاثات الكربون، وفق تصريحات مصادر قريبة الصلة من المسألة لوكالة رويترز.
خروج المهندسين
يثير اتجاه بعض كبريات شركات النفط والغاز، المتقهقرة بعيدًا عن الطاقة المتجددة مؤخرًا، والعمل على تحسين أداء أنشطتها الأصلية، بعض مخاوف موظفي تلك الشركات من عدم القدرة على تنفيذ الخطط، بعد التخلص من عدد كبير من موظفي الوقود الأحفوري قبل سنوات.
ووفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال بعض موظفي (بي بي)، إن الشركة ليس لديها عدد كافٍ من المهندسين يساعد في القفزة المرتقبة مجددًا بنشاط النفط والغاز، خاصة بعد تسريح مئات منهم في إدارة الأنشطة البحرية منذ عام 2020.
وتُعدّ شركة إكوينور النرويجية المزود الرئيس للغاز إلى أوروبا منذ 2022، ونشرت مؤخرًا مراجعة لأنشطة الطاقة منخفضة الكربون، تضمنت وقفًا لمشروعات هيدروجين.
غير أن كبريات شركات النفط والغاز العالمية المتراجعة عن عمليات خفض انبعاثات الكربون لم تتخلَّ بالكامل عن مشروعات الطاقة المتجددة، وقال بعض الرؤساء التنفيذيين، إنهم سيركّزون على مشروعات الوقود الحيوي التي تبدو واعدة مستقبلًا.
وما تزال شركات بي بي وإكوينور وشل تطوّر مشروعات طاقة رياح بحرية تحت الإنشاء، وأكد رؤساؤها التنفيذيون نيّتهم زيادة الاستثمارات بها في حال تحقيقها أرباحًا تنافسية، كما يستثمرون في بعض مشروعات الهيدروجين لخدمة نشاط التكرير لديها.
وتشذّ عن هذا الاتجاه شركة توتال إنرجي الفرنسية التي تسبق في الاتجاه نحو مشروعات الطاقة النظيفة.
الخلاصة..
إجمالًا، يمكننا القول، إن 4 من كبريات شركات النفط والغاز -وهي بي بي وشيفرون وشل وإكوينور- تُقلّص محفظة استثماراتها في الطاقة المتجددة، وتعود إلى الاهتمام بقطاع النفط والغاز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..