علامات القلق الوظيفي وطرق التعامل معه

علامات القلق الوظيفي وطرق التعامل معه
علامات القلق الوظيفي وطرق التعامل معه

يعاني الأشخاص الذين يسعون لتحقيق الكمال، من القلق المستمر بسبب رغبتهم في إثبات قدرتهم على إنجاز كل شيء بأفضل صورة، ويعرف هذا النوع من القلق بـ “القلق الوظيفي العالي”، وهو يشير إلى الشخص الذي يرهق نفسه بمشاعر التوتر المستمر والشك الذاتي والخوف من عدم القدرة على تحقيق أهدافه.

وعلى الرغم من أن “القلق الوظيفي العالي” ليس تشخيصا رسميا، إلا أنه نوع من اضطراب القلق العام.

ويعَدّ القلق بشأن العمل أمراً طبيعيّاً يواجه الجميع في حياتهم المهنية، ففي الوقت الذي تضطلع فيه الوظيفة بدور مهمّ في الحياة، يشيع شعور الفرد بالتوتُّر بين الحين والآخر في بيئة العمل.

وغالبا ما يعاني أصحاب الإنجازات الكبيرة، الذين لديهم مهن ناجحة، من “القلق الوظيفي العالي”. فبالرغم من نجاحهم المهني والعلاقات الاجتماعية القوية التي يتمتعون بها، إلا أنهم يعيشون في الداخل مع مشاعر القلق المستمر والأرق والتعب والشك الذاتي.

وبهذا الصدد، قالت الدكتورة نيهة تشودري، الطبيبة النفسية في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد لـFortune: “يمكن أن يظل هؤلاء الأشخاص متفوقين في حياتهم المهنية ولديهم علاقات اجتماعية قوية، لكنهم يعانون من أعراض القلق الشائعة، مثل الأرق والقلق المفرط ومشاكل النوم”.

ويتجلى “القلق الوظيفي العالي” بطرق متعددة، فقد يرهق الأشخاص أنفسهم بالعمل، ويشعرون بالذنب عند أخذ فترات راحة أو التباطؤ. كما يواجهون صعوبة في تفويض المهام للآخرين، معتقدين أنهم يجب أن يتعاملوا مع كل شيء بأنفسهم.

ويؤدي هذا إلى الانفعال والإحباط والحديث السلبي المستمر مع الذات. وفي مسعى لتحقيق الكمال في جميع التفاصيل، غالبا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من مشاكل في النوم، حيث تمنعهم أفكارهم من الاسترخاء. وقد يعانون من أعراض جسدية أيضا، مثل التعرق المفرط وتوتر العضلات والدوار والصداع النصفي وتسارع ضربات القلب وخدر في أطراف اليدين والقدمين.

وعلى الرغم من أن “القلق الوظيفي العالي” يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس، إلا أن النساء يظهرن قابلية أكبر للإصابة بهذا النوع من الاضطراب، حيث تشير الدراسات إلى أنهن أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام بمعدل مرتين مقارنة بالرجال.

ولمواجهة “القلق الوظيفي العالي”، من الضروري أن يتم منح النفس فترات من الراحة والقبول بأن كل شيء لن يتم إنجازه في يوم واحد. ويساعد إدراك متى يرتفع مستوى القلق وأخذ فترات راحة من العمل والالتزامات الاجتماعية على تقليل التوتر.

ويمكن إدراج التنفس العميق كجزء من الروتين اليومي، حيث يمكن للشخص أن يستنشق الهواء لمدة 4 ثوان، ثم يحبس النفس لمدة 4 ثوان، ثم يزفر لمدة 4 ثوان.

وبالإضافة إلى ذلك، يساعد تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 وفيتامين B12 وفيتامين D والمغنيسيوم، مثل التوت والمكسرات والأسماك، في تقليل الالتهاب وتعزيز الحالة المزاجية وزيادة الطاقة.

ويوصي الخبراء أيضا بتخصيص 30 دقيقة يوميا لأنشطة تريح العقل، مثل المشي والاستماع إلى الموسيقى أو الدردشة مع الأصدقاء.

ومن المهم تعلم كيفية تفويض المهام والقول “لا” عندما يكون ذلك ضروريا، وذلك لتوفير الوقت لرعاية الذات والانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة.

ويمكن أن يكون العلاج بالكلام “أداة فعالة لمساعدة الأشخاص على إدارة قلقهم”، من خلال مساعدتهم على إعادة صياغة أفكارهم السلبية حول الحياة وتغيير السلوكيات التي قد تزيد من مستويات القلق.

اقترح تصحيحاً

قد تقرأ أيضا