الاختيار الواعي
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاختيار الواعي, اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 12:49 صباحاً
نشر بوساطة fatimahnahar@ في البلاد يوم 19 - 11 - 2024
يواجه الأفراد يومياً ضغوطًا مستمرة و متنوعة ما بين الضغوط العملية، والضغوط الشخصية، ممّا قد يتحول هذا إلى مشكلة ومعضلة كبيرة، ولكن ماذا لو تعقَّدت أولويات حياتنا، ومهماتنا، وفقدنا السيطرة تماماً على
الإمساك بزمام الأمور؟ وفقدنا القدرة على التعامل الصحي، وفقدنا طرق التعامل الحقيقية مع كثرة المعلومات التي نراها، ونستمع اليها في كيفية معالجة هذه التحدِّيات؟
تتجلّى اللامبالاة الصحيحة في قدرتنا على تحديد الأولويات. في ظل الانفجار المعلوماتي والتواصل المستمرعبر وسائل التواصل الاجتماعي، نجد أنفسنا محاطين بمعلومات، وآراء قد لا تضيف قيمة حقيقية لحياتنا. من خلال ممارسة الاختيار الواعي، يمكننا اختيار ما نقرأه، وما نشاهده، ومن نتفاعل معه، ممّا يتيح لنا تخصيص وقتنا، وطاقتنا للأشياء التي تهمنا حقًا.
علاوة على ذلك، يساعدنا الاختيار الواعي في تقّليل الضغوط النفسية. عندما نتعلم كيف نتجاهل الأمور السلبية، أو غير المهمة، نخفِّف من العبء النفسي الذي نحمله. هذا لايعني أننا نتجاهل المسؤوليات، أو المشاعر، بل يعني أننا نختار كيف نتفاعل مع المواقف. ومن خلال اللامبالاة، يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية، وتعزيز شعورنا بالسلام الداخلي.
يتطلب الاختيار الواعي، شجاعةً، و إدراكاً ذاتيًا. فهو لا يتمثل في الهروب من الواقع، بل هو عملية واعية، تتطلب منا التفكير في ما نريد أن نركِّز عليه. من خلال التأمل والتفكير العميق، يمكننا تحديد القيّم والأهداف التي تهمنا، ممّا يساعدنا على اتخاذ قرارات أكثر حكمة في حياتنا اليومية.
يعدّ الاختيار الواعي، إحدى الأدوات القوية لتحقيق التوازن، والراحة النفسية. ويتم ذلك بالتركيز على ما يستحق اهتمامنا، وتجاهل كل ما لا يضيف لنا قيمة حقيقية، يمكننا من خلالها تحسين نوعية حياتنا.
دعونا نتبنَّى هذه الفلسفة، ونتعلَّم كيف نعيش حياة أكثر هدوءً ووعيًا، حيث نكون أسياد اختياراتنا الصحية، و الصحيحة.