مستخدمو إكس ينتقلون إلى Bluesky.. فما السبب؟

مستخدمو إكس ينتقلون إلى Bluesky.. فما السبب؟
مستخدمو إكس ينتقلون إلى Bluesky.. فما السبب؟

لقد حققت منصة التواصل الاجتماعي اللامركزية (بلوسكاي) Bluesky، قفزة نوعية في شعبيتها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، إذ شهدت إقبالًا كبيرًا من المستخدمين الجدد. واليوم، يتصدر تطبيق (Bluesky) قائمة أكثر التطبيقات المجانية تحميلًا في آب ستور في الولايات المتحدة، متفوقًا على تطبيقات منافسة قوية مثل (Threads) من ميتا، وChatGPT.

ويأتي ذلك بعدما شهدت منصة (X) أكبر هجرة للمستخدمين منذ أن اشترى إيلون ماسك المنصة في عام 2022، في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.

كما أعلنت منصة  (Bluesky) يوم الخميس الماضي تحقيقها إنجازًا جديدًا، إذ سجلت ما وصل إلى مليون مستخدم جديد خلال يوم واحد فقط، واستمر هذا الأمر حتى الآن، وقد تجاوز إجمالي عدد مستخدمي المنصة 19 مليون مستخدم اليوم.

فما منصة (Bluesky) وكيف تعمل، وما أسباب هذا النمو الكبير، وما مصير منصة (X) بعد تعيين إيلون ماسك لقيادة وزارة جديدة تحمل اسم (الكفاءة الحكومية) في إدارة ترامب؟

أولًا؛ ما منصة (Bluesky)؟

مستخدمو إكس ينتقلون إلى Bluesky.. فما السبب؟

(Bluesky) هي منصة تواصل اجتماعي لامركزية، طورها جاك دورسي، المؤسس السابق لتويتر، كمشروع مستقل لإنشاء نموذج جديد للتواصل الاجتماعي. إذ تعتمد المنصة على بروتوكول لامركزي مفتوح المصدر يُسمى (AT Protocol)، ويسمح بنقل بيانات حساب المستخدم من منصة إلى أخرى، إذ سيتمكن مستخدمو Bluesky من استخدام حساباتهم لتسجيل الدخول إلى أي تطبيق تواصل اجتماعي يعتمد البروتوكول الجديد.

وقد بدأت فكرة المنصة كمشروع تجريبي داخل تويتر في عام 2019، بهدف تطوير بروتوكول لامركزي مفتوح المصدر لمنصات التواصل الاجتماعي يمكن لأي منصة أن تعتمد عليه، وكان الهدف الأصلي أن يتبنى تويتر هذا المعيار بنفسه. ولكن مع استحواذ إيلون ماسك على تويتر في عام 2022، انفصل مشروع (Bluesky) عن تويتر ليصبح كيانًا مستقلًا.

وبدأت المنصة نشاطها في أكتوبر 2022 عندما

جاك دورسي البحث عن مختبرين تجريبيين، وظلت المنصة بعدها متاحة للمستخدمين عبر الدعوات فقط حتى في فبراير 2024، عندما أطلقت لكافة المستخدمين.

وفي مايو 2024، غادر جاك دورسي منصبه في مجلس إدارة منصة (Bluesky)، والآن تقودها الرئيسة التنفيذية جاي جرابر، البالغة من العمر 33 عامًا.

ثانيًا؛ ما أسباب النمو السريع في أعداد مستخدمي منصة (Bluesky)؟

جاء إعلان منصة (Bluesky) يوم الخميس الماضي زيادة عدد مستخدميها، بعد ساعات من تصريح آدم موسيري، رئيس إنستاجرام، أن منصة (Threads) قد شهدت أكثر من 15 مليون عملية تسجيل في نوفمبر الجاري، وأضاف أن المنصة كان لديها مليون عملية تسجيل يوميًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتؤكد هذه الأرقام قوة التنافس بين المنصتين الجديدتين.

وقد استطاعت منصة (Bluesky) أن تجذب ملايين المستخدمين في مدة زمنية قياسية، إذ ارتفع عدد مستخدميها من 9 ملايين في نهاية شهر أكتوبر إلى أكثر من 19 مليون مستخدم الآن، مستفيدة من التغييرات التي طرأت على منصة إكس (X)، وزيادة الرغبة لدى المستخدمين في الحصول على خيارات أكثر مرونة وخصوصية.

وتشير التقارير إلى أن أغلبية المستخدمين الجدد يأتون من أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة، وأن الأحداث السياسية الأخيرة، مثل: الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ودعم إيلون ماسك لترامب، قد لعبت دورًا هامًا في هذا النمو.

وأكد تقرير (Wired) أن العديد من معجبي المغنية تايلور سويفت، وهي المجموعة التي كان لها حضور كبير في منصة (X)، انتقلوا إلى (Bluesky) بعد إعلان فوز ترامب، وذلك بسبب دعم تايلور لهاريس في الانتخابات وتهديد ترامب لها.

وكانت أبرز التغييرات التي طرأت على منصة إكس خلال الأيام الماضية، تعديل سياسة الحظر، إذ أصبح بإمكان الحسابات المحظورة الآن رؤية منشورات الحسابات التي قامت بحظرها، ومع أن الحسابات المحظورة لن تتمكن من التفاعل مع المنشورات أو التعليق عليها أو إعادة نشرها، ولكن هذا التغيير قد يعرّض المستخدمين لخطر التحرش أو المضايقة.

ثالثًا؛ كيف تعمل منصة Bluesky؟

عند الانضمام إلى بلوسكاي، ستبدأ برحلة لتخصيص حسابك، وتتمثل أول خطوة في اختيار اسم مستخدم فريد، يتكون من اسمك المفضل متبوعًا بـ (@bsky.social.)، ويُعدّ هذا الاسم هو هويتك الرقمية عبر المنصة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك اختيار اسم للعرض أكثر وصفًا، وسيظهر هذا الاسم بنحو بارز في حسابك كما في منصة إكس.

كما تقدم منصة بلوسكاي تجربة استخدام شبيهة بتجربة إكس لدرجة كبيرة، إذ يمكنك النقر فوق زر علامة الجمع لإنشاء منشور لا يتجاوز  256 حرفًا يمكن أن يتضمن أيضًا صورًا. ويمكن الرد على المنشورات نفسها، وإعادة تغريدها، وإبداء الإعجاب بها، ولكن بدلًا من استخدام كلمة (تغريدات) Tweets تُستخدم كلمة (Skeets) وهي كلمة يشير بها المستخدمون إلى المشاركات، وهي تجمع بين كلمتي (SKY) و (Tweets).

وتختلف المنصة في أنها تعتمد على على إطار عمل مفتوح، مما يعني أنه يمكن للمستخدمين نشر رسائلهم عبر خادم مصمم خصوصًا لاهتمامات معينة أو مجتمعات محددة، وهذا يشبه النظام المستخدم في منصة (Mastodon)، بالإضافة إلى المنصة اللامركزية Discord.

كما قدمت المنصة بعض المزايا الجديدة خلال المدة الماضية ومنها مزية (Starter Pack)، التي تنشئ قائمة مختارة من الأشخاص والخلاصات المخصصة للمتابعة من أجل العثور على محتوى مثير للاهتمام في البداية.

رابعًا؛ ما مصير منصة إكس؟

منذ استحواذ إيلون ماسك على منصة تويتر وتحويلها إلى إكس (X)، شهدت المنصة تحولات جذرية أثارت الكثير من الجدل والنقاش. فقد فقدت المنصة جزءًا كبيرًا من ثقة المستخدمين والمُعلنين بسبب التغييرات السريعة والمتكررة في السياسات.

كما تواجه المنصة منافسة شرسة من منصات أخرى مثل: Threads، و Mastodon، بالإضافة إلى Bluesky، التي تقدم بديل  لامركزي، وأكثر حرية.

لذلك من الصعب التنبؤ بدقة بمصير منصة إكس، ولكن هناك عدة سيناريوهات محتملة:

  • النجاح: قد تتمكن المنصة من التكيف مع التغييرات وتتجاوز التحديات التي تواجهها، وتحقق نمو مستدام.
  • الفشل: قد تفشل المنصة في الحفاظ على مستخدميها ومعلنيها، وتواجه صعوبات مالية تؤدي إلى إغلاقها.
  • التحول: قد تشهد المنصة تحولًا جذريًا في نموذج عملها، وتركز في خدمات جديدة تشمل المدفوعات والخدمات المالية كما يحلم ماسك، أو قد يساعد تطور نموذج (Grok)، الذي يهدف إلى إدماج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تجربة المستخدم عبر المنصة وذلك من خلال توفير مزايا جديدة مثل البحث الذكي، والترجمة الآلية، وتلخيص الأحاديث الطويلة، ولكن هذا السيناريو يعتمد على قدرة المنصة على معالجة التحديات التي تواجهها، مثل الحفاظ على خصوصية المستخدمين والحد من التحيز.

خامسًا؛ ما مستقبل منصة بلوسكاي؟

يُعدّ نمو عدد مستخدمي منصة بلو سكاي ليتجاوز 19 مليون مستخدم مؤشرًا واعدًا على مستقبلها، ومع ذلك، فإن المنصة أمامها طريق طويل لتحقيق النجاح على المدى الطويل، خاصة مع وجود منافسين مثل منصة (Threads) التي تضم قاعدة مستخدمين ضخمة تصل إلى 275 مليون مستخدم نشط شهريًا. ويدل ذلك  على أن بلو سكاي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز مكانتها في السوق.

وفي الختام؛ يمكن القول إن منصة بلوسكاي تمثل بديلًا واعدًا لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية، ولكن نجاحها على المدى الطويل يعتمد على قدرتها على التكيف والتطور والتغلب على التحديات التي تواجهها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قد تقرأ أيضا