المهاجرون الهايتيون يفرون من سبرينغفيلد الأميركية خوفاً من الترحيل

المهاجرون الهايتيون يفرون من سبرينغفيلد الأميركية خوفاً من الترحيل
المهاجرون الهايتيون يفرون من سبرينغفيلد الأميركية خوفاً من الترحيل

من مكتب صغير خلف متجر «بقالة هايتي» في شارع ساوث ليمستون في سبرينغفيلد، أمضت مارغري كوفيليسكي سنوات في مساعدة المهاجرين الهايتيين على التغلب على البيروقراطية لجعل حياتهم في المدينة الواقعة بولاية أوهايو الأميركية أسهل قليلاً، لكن كوفيليسكي، التي تنحدر عائلتها من هايتي، لاحظت تغييراً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة، إذ يأتي الهايتيون إليها الآن لمعرفة كيفية المغادرة.

وقالت كوفيليسكي لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «بعض الناس ليس لديهم بطاقات ائتمان أو وصول إلى الإنترنت، ويريدون شراء تذكرة حافلة أو تذكرة طائرة، لذلك نساعدهم في حجز رحلة»، مؤكدة: «الناس يغادرون».

ونقلت كوفيليسكي وقادة المجتمع الهايتي في سبرينغفيلد وآخرون، تقارير عن فرار الهايتيين من المدينة التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف شخص في الأيام الأخيرة، خوفاً من القبض عليهم وترحيلهم بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

وقالت كوفيليسكي: «تساءل صاحب أحد المتاجر عما إذا كان عليه العودة إلى نيويورك أو شيكاغو، ويقول إن أعماله في تراجع كبير». وكان ترامب أكد مراراً أنه سينهي وضع الحماية المؤقت للمهاجرين، وهو البند الذي يُسمح بموجبه للعديد من الهايتيين بالعيش والعمل في الولايات المتحدة بشكل قانوني، وأنه سيرحّل الهايتيين من سبرينغفيلد بمجرد توليه منصبه، وبالنسبة للعديد من الناس فإن التهديدات حقيقية.

وذكر مسؤول في الشرطة في سيدني، وهي بلدة تقع على بعد 64 كيلومتراً شمال غرب سبرينغفيلد وتعد موطنا لعدد من المهاجرين الهايتيين، أن الشرطة المحلية أمرت، في سبتمبر الماضي، بـ«القبض على هؤلاء الأشخاص واعتقالهم»، موضحاً أن أحد الضباط قال: «أحضروهم، سأرى ما إذا كانوا قانونيين»، في إشارة إلى المهاجرين الهايتيين في المنطقة.

من جهته، قال المؤسس المشارك لتحالف المجتمع الهايتي، جاكوب باين، الذي يدير عملاً يشمل مساعدة الهايتيين في سبرينغفيلد على تقديم الإقرارات الضريبية، إن «الناس على دراية كاملة بنتيجة الانتخابات، ولهذا السبب يغادرون، إنهم خائفون من الترحيل الجماعي»، مضيفاً: «لقد غادر العديد من عملائي، وذهب أحد الرجال مع عائلته إلى نيوجيرسي، وذهب آخرون إلى بوسطن، وأعرف ثلاث عائلات ذهبت إلى كندا».

ويُعتقد أن البعض انتقلوا إلى مدن قريبة مثل دايتون، حيث يظنون أنهم سيكونون بعيدين إلى حد ما عن أعين رجال إنفاذ القانون، ويقول زعماء المجتمع إن آخرين حصلوا على اللجوء المؤقت في البرازيل، ويفكرون في الذهاب إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وكان مجتمع الهايتيين في سبرينغفيلد في دائرة الضوء منذ أن اتهم ترامب المهاجرين زوراً بأكل الحيوانات الأليفة خلال مناظرة رئاسية في سبتمبر، ومنذ ذلك الحين شهدت المدينة تهديدات كاذبة بالقنابل، ومسيرات من قبل مجموعات «النازيين الجدد»، على الرغم من أن المدينة شهدت انتعاشاً في السنوات الأخيرة إلى حد كبير بسبب الهايتيين الذين حصلوا على وظائف في مصانع تغليف وتصنيع المنتجات المحلية التي وجدها الكثيرون في السابق غير مرغوب فيها. عن «الغارديان»


دعم الاقتصاد المحلي

بالنسبة للشركات في سبرينغفيلد والمجتمعات المجاورة التي تعتمد على العمالة الهايتية، فإن تعليقات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تجاه المهاجرين قد تكون ضارة، وساعد الهايتيون - الذين شغلوا آلاف الوظائف في مصانع التعبئة والتغليف والسيارات بالمنطقة - في تجديد الأحياء التي كانت تعاني الفقر في الماضي، وأسهموا في الاقتصاد المحلي بطرق لا حصر لها، وفي حين يتم استيراد العديد من المنتجات الغذائية إلى سبرينغفيلد من منطقة البحر الكاريبي، فإن العديد من المنتجات الأخرى أميركية.

. الهايتيون في دائرة الضوء منذ أن اتهم ترامب المهاجرين زوراً بأكل الحيوانات الأليفة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

قد تقرأ أيضا