الدم الياباني الأبيض والدم السوفيتي الأزرق!

الدم الياباني الأبيض والدم السوفيتي الأزرق!
الدم الياباني الأبيض والدم السوفيتي الأزرق!

حاول العلماء إيجاد بدائل للمواد الحيوية بما في ذلك الدم البشري. أول عملية نقل دم اصطناعي إلى إنسان جرت في الولايات المتحدة في 20 نوفمبر 1979.

الدم الذي استعمله الأطباء الأمريكيون كان يابانيا. أول دم اصطناعي في العالم حُضر في هذا البلد من محلول ملحي مخلوط بمركبات الكربون المشبع بالفلور. أول عينات من هذا الدم ظهرت في اليابان في عام 1965، وذلك كما ذكرت صحيفة "روسيا اليوم".

اليابانيون قاموا باختبار الدم الاصطناعي الذي اخترعوه على القرود، ثم أجروا تجارب على متطوعين من البشر، إلا أن الأطباء الأمريكيين استغلوا المنتج الياباني، وبادروا إلى نقله لأول مرة في العالم إلى مريض في ولاية مينيسوتا في عام 1979.

كانت هذه الخطوة هامة، وجاءت بعد سلسلة من المحاولات لإنتاج مادة من شأنها أن تؤدي بنجاح وظائف الدم الأساسية. في ذلك الوقت كان الدم الاصطناعي غير متكامل، وكان بمقدوره إنقاذ حياة المريض لبضع ساعات فقط قبل أن يتلقى دما طبيعيا. هذا النوع من الدم الصناعي كان يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لكلى المريض وقد يؤدي إلى سكتة دماغية.

الدم الطبيعي عبارة عن مزيج معقد من البروتينات والأملاح والصفائح الدموية والكريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء، ومن وظائفه الحيوية النقل الفعال للأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا. كما يحمل الدم على طول الطرق السريعة للأوردة والشرايين، البقايا الخلوية إلى الكلى للتخلص منها، وينقل أيضا الأجسام المضادة، ويحمل الهرمونات.

علاوة على ذلك، إذا جرح الشخص، فإن الدم يتجلط ليكبح تسربه خارج الجسم ما يمنع موت صاحبه. الهيموغلوبين هو أحد أهم عناصر خلايا الدم الحمراء، وهو شائع للغاية في الحياة البرية لدرجة أننا نجده حتى في كائنات بسيطة مثل بعض السحالي وطفيليات الديدان الخيطية المعوية.

مزايا الدم الاصطناعي:

عمليات نقل الدم ضرورية في كثير من الحالات مثل العمليات الجراحية وفي علاج السرطان وللتعافي من الإصابات وللنساء أثناء عمليات التأهيل بعد الولادة. أحيانا لا يتوفر الدم من متبرعين. على سبيل المثال على متن سفينة تبحر لمسافات طويلة، وفي الأماكن البعيدة عن المناطق الحضرية وكذلك أثناء الكوارث الطبيعية، ولذلك يمكن أن يوفر الدم الاصطناعي مخزونا حيويا لحالات الطوارئ.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الدم الاصطناعي الجيد من الناحية النظرية مثاليا وأفضل من دم المتبرعين، لأن الدم الطبيعي يمكن أن يحمل مسببات جميع أنواع الامراض المعدية. الدم المتحصل عليه من المتبرعين بالطبع يخضع لفحوصات للتأكد من خلوه من فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد وبعض الأمراض الخطيرة الأخرى، لكن على سبيل المثال قد لا يتم العثور على مسببات أمراض مثل الهربس التناسلي والفيروس المضخم للخلايا وفيروس الورم الحليمي.

أيضا يمكن عدم الكشف عن فيروس التهاب الكبد، إذا كان المتبرع قد أصيب به قبل وقت قصير. من النواقص الأخرى للدم الطبيعي، أنه يخزن لمدة 42 يوما وبعد ذلك يبدأ في الفساد، والدم الطبيعي أيضا ينقسم إلى أربع مجموعات وهو بالتالي ليس عاما وشاملا.

الخبراء يؤكدون أن الدم الاصطناعي يمكن أن يعوض الدم الطبيعي مؤقتا فقط وفي حالات قصوى، لكنه مناسب للجميع، ولا يتطلب معرفة فصيلة دم المريض أو مراعاة عامل الريسوس.

الدم الاصطناعي الأورق:

في مكان آخر. كلفت الحكومة السوفيتية في عام 1979 أكاديمية العلوم بإنتاج دم اصطناعي. جرى تحضير هذا الدم في معهد الفيزياء الحيوية التابع لأكاديمية العلوم، وكان جاهزا للتجارب السريرية في عام 1983. كان لهذا الدم الاصطناعي الذي حضر على أساس البيرفلوران لون أزرق، وكان يطلق عليه "الدم الأزرق".

هذا الدم أثبت أنه أكثر فعالية من نظيره الياباني، لكنه لم يصل إلى السوق العالمية. تزامن تحضيره مع تولي يوري أندروبوف زعامة الاتحاد السوفيتي ومحاولات "استعادة النظام" وقتها. استخدم هذا الدم في علاج طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات كانت تعاني من نزيف بعد تعرضها لحادث. أنقذت الطفلة، إلا أن الكي جي بي فتحت تحقيقا في القضية ولاحقا تم حظر تجاربه السريرية.

 

 

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

قد تقرأ أيضا