دونالد ترمب يدفع أسهم شركات الطاقة المتجددة إلى الانهيار
تراجعت أسهم شركات الطاقة المتجددة المدرجة بالبورصة خلال تعاملات اليوم الأربعاء (6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، بعد فوز المرشح عن الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب بولاية ثانية.
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سيعود ترمب إلى البيت الأبيض من جديد؛ إذ تشير أحدث نتائج فرز الأصوات إلى تفوّقه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وحصوله على 277 صوتًا من المجمع الانتخابي، متجاوزًا الحدّ اللازم للفوز.
ويعدّ فوز رجل الأعمال نتيجة محبطة لشركات الطاقة المتجددة، خاصة الرياح البحرية التي وعد بحظرها في أول أيام حكمه، وهو قطاع يترنح تحت وطأة ارتفاع التكاليف ومشكلات سلاسل التوريد وأسعار الفائدة والمنافسة الشرسة.
وعلى الناحية الأخرى، تأتي عودة الرئيس الجديد محمّلة بالبشرى لصالح إنتاج المزيد من النفط والغاز، بما يعزز مكانة أميركا بوصفها أكبر منتج للطاقة في العالم.
ورغم إجماع العلماء على خطورته، يرى ترمب أنّ تغير المناخ "خدعة وأحلام خضراء"، وأن السيارات الكهربائية تضرّ بصناعة السيارات والمستهلكين.
أسهم شركات الطاقة المتجددة
انخفضت أسهم اثنتين من شركات الطاقة المتجددة اليوم الأربعاء، هي أورستد الدنماركية المطورة لمشروعات الرياح البحرية (Orsted) بنسبة 14%، ومواطنتها فيستاس المصنّعة لتوربينات الرياح (Vestas) بنسبة 13%.
كما تراجعت أسهم شركات "آر دبليو إي" (RWE) و"نوردكس إس إي" (Nordex SE) بنسبة 3.5% و6% على الترتيب، بحسب وكالة بلومبرغ.
وأيضًا، انخفض سهم شركة "بلغ باور" (Plug Power) بنسبة 16.3%، وشركة نيكست إيرا إنرجي (Nextera Energy) و"بلوم إنرجي" (Bloom Energy) %13.
وخلال العام الجاري (2024)، انخفضت أسهم شركات "بلغ" و"بلوم" و"نيكست إيرا" بنسبة 44% و23% و29% على الترتيب، بحسب رويترز.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة انهيار سهم شركة فيستاس بنسبة 39% خلال العام الجاري، كما حلّت الشركة على قائمة مؤشر "يورو فيرست" لأسوأ الشركات أداءً.
وباعت أورستد حصتها في 4 مزارع رياح بحرية أميركية في إلينوي وتكساس وكانساس، بإجمالي قدرات إنتاج 957 ميغاواط، كما قررت وقف تطوير مزرعتي أوشن ويند 1 و2 بقدرة 2.2 غيغاواط في نيوجيرسي.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أبرمت أولى صفقات بيع 50% من 3 مزارع رياح برية ومشروع طاقة شمسية بقدرة 862 ميغاواط في الولايات المتحدة.
وفي 29 سبتمبر/أيلول 2022، أنهت صفقة بيع حصة 50% في مزرعة الرياح البرية "هورنسي 2" بقدرة 1.2 غيغاواط في المملكة المتحدة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول (2024)، باعت أورستد حصة أقلية من أسهمها (9.8%) إلى شركة إكوينور الدنماركية في صفقة بقيمة 2.5 مليار دولار.
وعزا الرئيس التنفيذي لأورستد مادس نيبر شطب مشروعات الرياح إلى تحديات سلسلة التوريد وارتفاع أسعار الفائدة.
وفي مواجهة ذلك، أطلقت الشركة الدنماركية خطة إعادة هيكلة شاملة لتصحيح المسار عبر خفض النفقات وتعليق صرف توزيعات الأرباح على مدار أكثر من عام، وبيع الأصول، وإعادة التركيز على الأولويات.
دونالد ترمب
يشير فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية إلى أن مدة حكمه الجديد ستشهد سحب بساط الأولوية من قطاع الطاقة المتجددة لصالح الوقود الأحفوري.
وانسحب ترمب من اتفاق باريس للمناخ الذي تعهدت فيه معظم دول العالم على إبقاء درجة حرارة الأرض عند 1.5 مئوية، لتدارك مخاطر تغير المناخ الذي يهدد صحة الكوكب وبقاء الإنسان.
لكن الرئيس جو بايدن الذي يوشك على ترك منصبه عاد إلى الاتفاقية، وقدّم قانون خفض التضخم الذي يقدّم إعانات سخية للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، وحظر تراخيص بناء محطات تصدير غاز مسال جديدة.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن اتفاق باريس للمناخ:
أراء المحللين
يعتقد كثير من المراقبين لصناعة الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة أنه من غير المحتمل أن يتراجع دونالد ترمب عن قانون خفض التضخم، وهو أحد أكبر الاستثمارات في الاقتصاد الأميركي، ويُوصَف بكونه أكبر حزمة مناخية في العالم.
لكن إنشاء مزارع الرياح البحرية يتطلب الحصول على تراخيص من الحكومة الفيدرالية بقيادة ترمب؛ ما سيجعلها عُرضة لتدخُّل السلطة التنفيذية.
وإجمالًا، ما زال بالإمكان توسُّع قطاع الطاقة المتجددة خلال حكم الرئيس ترمب، كما حدث خلال مدة ولايته الأولى.
وارتفع حجم الاستثمارات بقطاع الطاقة النظيفة خلال عامي 2020 و2021، عندما اجتذب تراجع تكاليف التطوير الصناديق الاستثمارية العملاقة.
كما ساعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع (2022) بتحقيق إيرادات قياسية لشركات الطاقة المتجددة، لكن ذلك الاتجاه الصعودي لم يستمر بفعل تراجع الطلب والمنافسة مع الصين وصعود إيرادات الوقود الأحفوري ومشكلات مرتبطة بسلاسل التوريد والتخطيط والربط بالشبكة.
بدورها، تتوقع المحللة في بنك "سيتي غروب" (Citigroup) جيني بينغ تمايزًا بين تقنيات الطاقة المتجددة، على أن تكون الرياح البحرية الأكثر تضررًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..