"المخ الأبله".. هل يمكنك التحكم به؟

نشر في الرياض يوم 21 - 11 - 2024

في عالم يزخر بالتحديات العقلية والتشتت الذهني، يقدم كتاب المخ الأبله نظرة فريدة ومعمقة حول تأثير العصر الرقمي والعادات اليومية على صحتنا العقلية وقدراتنا الذهنية، ومن تأليف (دين بيرنيت)، عالم النفس والباحث الرائد في مجال العلوم العصبية، يستكشف هذا العمل الطرق التي يمكن من خلالها للضغوط الحديثة من الإفراط في استخدام التكنولوجيا إلى النظم الغذائية غير المتوازنة، أن تؤدي إلى ما يسميه 'تدهور الذهن' أو 'المخ الأبله'.
وبأسلوب سلس ومشوق، يرشدنا كتاب المخ الأبله عبر رحلة تحليلية تبدأ من العوامل المسببة لهذه الحالة، مرورًا بتأثيراتها المدمرة على الحياة اليومية والإنتاجية، وصولًا إلى استراتيجيات وحلول عملية لمعالجتها، من خلال الجمع بين البحث العلمي الرصين والنصائح العملية، يقدم 'المخ الأبله' دليلاً شاملاً لكل من يسعى إلى استعادة التوازن العقلي وتعزيز الوعي الذاتي في مواجهة تحديات العصر.
يفسر كتاب "المخ الأبله" الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يصابون بدوار المركبات، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي ليس المعدة أو الأمعاء، فهما غير مسؤولين عن الغثيان الذي يصيبك عندما تتنقل في مركبة ما، بل إن السبب الحقيقي هو المخ حيث إن الأشخاص الذين يعانون دوار المركبات يعتقدون أنهم يفتقدون ما يعرف " بالحس العميق"، والذي يجعل المخ يفرق ما بين مولدات الأنماط والتي تنشأ في العمود الفقري، وتسهل حركة السير بشكل نمطي واضح مستقبلة إشارات من الجلد والأوتار والمفاصل، لترتيب السير حسب البيئة التي تسير فيها.
إذاً ماذا يحدث لكي تشعر بالغثيان؟
الذي يحدث الآن هو فقدان الحس العميق أثناء الحركة، إذاً المركبة تعطي انطباعًا بأنك في حالة حركة من خلال الصورة التي يتلقاها المخ من العينين والحواس الخارجية. بينما باقي الإشارات من الجلد والعضلات والأوتار والمفاصل لا تولد أنماط سير محددة ما يجعل المخ في حالة ارتباك.
ولأن المخ مهمته الأولى الأزلية أن يبقيك على قيد الحياة، ويتدخل في الكثير من العمليات التي يقوم جسدك بها. من بين هذه العمليات، التي تعتبر عادة بسيطة، ولكن المخ يجعلها أكثر تعقيدًا.
ثم يتناول الكاتب في كتابه "المخ والنوم" حيث يشير إلى أن المخ يتحكم في النوم وخصائصه المعقدة. لنتعرف على ماهية النوم الذي هو من وجهة نظر الكتاب "فعل اللاشيء حرفياً". وعلى الرغم من أن النوم يبدو مفيدًا لكل البشر وكل الكائنات الحية الأخرى، إلا أن العلم لم يتوصل حتى الآن عن الأهمية الحقيقية للنوم.
من المؤكد أن هذا الكتاب سيكون مصدر إلهام للقراء ليس فقط لفهم الأسباب الكامنة وراء كتاب المخ الأبله، ولكن أيضًا لاتخاذ خطوات ملموسة نحو حياة أكثر صحة وإنتاجية، "المخ الأبله" ليس فقط عملاً أدبيًا يثقف، بل هو دعوة للعمل، يحفز القراء على إعادة النظر في عاداتهم اليومية وتأثيرها على قدراتهم الذهنية وصحتهم العامة.