دراسة: الصغار يستوعبون مفهوم "الاستحالة" قبل تعلم الكلام - سبورت ليب
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم دراسة: الصغار يستوعبون مفهوم "الاستحالة" قبل تعلم الكلام - سبورت ليب
كشفت دراسة أجرتها جامعة "جونز هوبكنز"، أن الأطفال الصغار رغم عدم تعلمهم لكلمات مثل "مستحيل" و"ممكن"، يستطيعون التمييز بين الأحداث الممكنة والمستحيلة، بل ويفهمون العالم من منظور "الإمكانية" بشكل مبكر جداً، بدءاً من عمر عامين و3 أعوام.
ويفكر الكبار في الاحتمالات يومياً، هل من المحتمل هطول المطر؟ من الأفضل أن أحضر مظلة، إذا اشتريت تذكرة يانصيب هل سأفوز؟ ربما لا، لكن لم يكن معروفاً ما إذا كان الأطفال الصغار يمارسون أيضاً هذا الحكم العقلي، أو ما إذا كان ينشأ مع تقدم العمر والخبرة.
وأجريت التجربة على مجموعة من الأطفال الصغار باستخدام آلة تحتوي على ألعاب.
وتحتوي هذه الآلة على ألعاب صغيرة ملونة، بحيث يرى بعض الأطفال أنها تحتوي على ألعاب بلونين مختلفين، هما الوردي والبنفسجي، بينما يرى الآخرون أن الآلة تحتوي على ألعاب باللون البنفسجي فقط، وتتيح هذه التهيئة للباحثين ملاحظة استجابة الأطفال لألوان الألعاب بناء على توقعاتهم.
وحصل كل طفل على عملة صغيرة ليضعها في الآلة التي تقوم بتوزيع لعبة بشكل عشوائي، وكان الهدف من هذه الخطوة هو جعل الأطفال يتوقعون اللعبة التي سيحصلون عليها بناء على محتويات الآلة التي رأوها مسبقاً.
وفي الحالة الأولى (خليط الألوان)، عندما يرى الطفل ألعاباً بألوان مختلفة، فإنه يتوقع الحصول على أي لعبة من هذه الألوان، وإذا حصل الطفل على لعبة وردية، فلن يُفاجأ لأنه يعرف أن الوردي والبنفسجي متوفران في الآلة، وبالتالي يعتبر الحصول على اللعبة الوردية "ممكناً".
وفي الحالة الثانية (ألعاب بنفسجية فقط)، يرى الطفل أن الآلة تحتوي على ألعاب بنفسجية فقط، وبالتالي لا يتوقع أي لون آخر، فإذا حصل على لعبة وردية، فإن ذلك يُعتبر حدثاً "مستحيلاً" بناء على ما رآه.
إثارة الفضول
وكان الهدف الأساسي من هذه التجربة مراقبة ردود أفعال الأطفال تجاه الأحداث "المستحيلة" مقارنة بالأحداث النادرة ولكن "الممكنة".
وتسعى الدراسة المنشورة في دورية "الأكاديمية الأميركية للعلوم"، لفهم ما إذا كانت رؤية الطفل لشيء "مستحيل" تجعله أكثر فضولاً وسرعة في التعلم، مقارنة بالأحداث النادرة التي لا تزال ضمن نطاق الإمكانية.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين حصلوا على لعبة وردية في الوضع "المستحيل" تعلموا بشكل أفضل وبسرعة أكبر مقارنة بغيرهم، كما أن الأطفال الذين واجهوا المستحيل شعروا برغبة قوية في البحث عن تفسير لما شاهدوه، في حين أن الأحداث غير المحتملة (لكنها ممكنة) لم تترك الأثر التعليمي نفسه.
ويقول الباحثون إن الأطفال يطوّرون نماذج عقلية حول العالم منذ سن مبكرة جداً، ويتعلمون بشكل ملحوظ بعد مواجهة أحداث مستحيلة لأن هذا يثير فضولهم ويجعلهم يعيدون التفكير فيما يعرفونه.
ويظهر البحث أن قدرة الإنسان على التفكير في الاحتمالات ورفض ما يبدو غير ممكن تبدأ منذ الصغر، ما يعكس استعدادهم الفطري لتفسير العالم بطرق متقدمة.