الدكتور مصدق يكشف عن رؤية مبتكرة لاستدامة الزراعة الصحراوية في المغرب

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سبورت ليب نقدم لكم اليوم الدكتور مصدق يكشف عن رؤية مبتكرة لاستدامة الزراعة الصحراوية في المغرب

- سبورت ليب أجرى الزميل عادل العربي من مجلة “المحيط الفلاحي” حوارًا متميزا مع قامة علمية كبيرة الدكتور رشيد مصدق، الخبير الزراعي الدولي والباحث البارز في المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).

الدكتور مصدق يُعتبر من أبرز الأسماء المتخصصة في الحفاظ على صحة التربة وطنيا ودوليا، حيث دار الحوار حول مشروع “خريطة خصوبة التربة” وأحدث النتائج المحققة، بالإضافة إلى دوره المحوري في تعزيز استدامة الزراعة في المغرب، لاسيما في المناطق الصحراوية الجافة.

 

الزراعة الصحراوية: تحديات ومبادرات لمواجهة تغير المناخ

 

 

خلال الحوار، استعرض الدكتور مصدق رؤية متكاملة حول أهمية تبني تقنيات زراعية مبتكرة لمواجهة تحديات ندرة المياه وتدهور التربة في الواحات المغربية. وقد شكلت هذه الرؤية محور النقاش في اليوم العلمي الذي عُقد ضمن فعاليات المعرض الدولي للتمور بأرفود، تحت شعار “الواحات المغربية: من أجل أنظمة قادرة على مواجهة تغير المناخ”. وأكد الدكتور مصدق على أهمية المزج بين المعارف الزراعية التقليدية والابتكارات الحديثة لتحقيق الاستدامة في الزراعة الصحراوية.

 

مشروع خريطة خصوبة التربة: ركيزة نحو الزراعة المستدامة..

 

وفي إطار مشروع “خريطة خصوبة التربة”، أوضح الدكتور مصدق في حديثه أن هذا المشروع، المنفذ من قِبل المعهد الوطني للبحث الزراعي بالتعاون مع “إيكاردا”، يعد خطوة استراتيجية لتقييم صحة التربة بشكل شامل ودقيق، مما يتيح للمزارعين اعتماد ممارسات زراعية تتناسب مع احتياجات التربة المحلية. وكشفت نتائج المشروع عن نقص حاد في المواد العضوية وارتفاع مستويات الملوحة في التربة نتيجة سنوات الجفاف، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة توازن التربة وتعزيز خصوبتها.

نموذج الزراعة الصحراوية المستدامة في الواحات المغربية..

وحول الزراعة الصحراوية، أوضح الدكتور مصدق أن الهدف من المبادرة يتمثل في تطوير نموذج زراعي يتكيف مع الظروف المناخية القاسية في المناطق الصحراوية التي تواجه ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة. وأعرب عن تفاؤله بنجاح هذا النموذج في المغرب، حيث يتم حالياً تنفيذ تقنيات ري منخفض الضغط بالتعاون مع جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، مما يساهم في ترشيد استهلاك المياه والطاقة في واحات المغرب.

تطوير تقنيات الري المنخفض: تعاون دولي لدعم استدامة الواحات..

وردًا على سؤال الزميل عادل العربي حول أهمية تطوير تقنيات الري المنخفض في الواحات، أوضح الدكتور مصدق أن التعاون مع جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا يتمحور حول تطوير صمامات خاصة للري بتدفق منخفض بمعدل 0.5 بار، مقارنةً بالصمامات المتوفرة في السوق التي تعمل بضغط 2 بار. وبيّن أن هذه التقنية ملائمة لمزارعي الواحات، حيث تساعد في تقليل استهلاك الطاقة، حتى مع الاعتماد على الطاقة الشمسية، مما يعزز كفاءة النظام واستدامته.

وأشار الدكتور مصدق إلى أن تطبيق هذه التقنية يتطلب بنية تحتية مناسبة، تشمل تركيب أنابيب وصمامات متخصصة لتحمل ضغط المياه المنخفض. كما تحتاج هذه الأنظمة إلى صيانة دورية ومراقبة مستمرة لتجنب انسداد الأنابيب، خاصة عند استخدام مياه منخفضة الجودة. رغم هذه التحديات، يعتقد الدكتور مصدق بأن هذه التقنية تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الأمن الغذائي والحد من التأثير البيئي للزراعة في المناطق الجافة. وأشاد بدور المعهد الوطني للبحث الزراعي في الحفاظ على التنوع البيولوجي في منطقة الواحات، حيث تم تصنيف أكثر من 300 نوع من أشجار النخيل، فيما تواصل “إيكاردا” جهودها عبر إدارة بنك الجينات لدعم التنوع الزراعي في هذه المناطق.

رؤية واعدة لمستقبل الزراعة الصحراوية في المغرب..

وفي ختام الحوار، وردًا على سؤال الزميل عادل العربي حول مستقبل الزراعة الصحراوية، أكد الدكتور رشيد مصدق أن المغرب يتمتع بإمكانات كبيرة لتطوير هذا القطاع، خاصة بفضل الدعم المستمر من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وأعرب عن أمله في أن تشكل الزراعة الصحراوية نموذجًا رائدًا لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة في المناطق الجافة.

قد تقرأ أيضا