وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة الهلالية السودانية.. وتحذيرات من تفشي العدوى
أعلنت نقابة أطباء السودان، مساء الأربعاء، عن وفاة 73 شخصًا على الأقل في بلدة الهلالية بولاية الجزيرة، نتيجة لمرض غامض لم تتضح طبيعته بعد. تشير التقارير إلى أن هذا المرض يسبب حالات حادة من الإسهال، مما أدى إلى ضغط كبير على المراكز الطبية في البلدة التي تفتقر للإمكانات لمواجهة مثل هذه الأزمة.
انتشار المرض الغامض وسط نقص في الخدمات الطبية
تحدثت النقابة ووسائل إعلام محلية عن تدهور الأوضاع الصحية في الهلالية، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في المعدات والأدوية اللازمة لعلاج الحالات المتزايدة. وذكرت نقابة الأطباء أن الوضع يتفاقم بسبب نزوح الآلاف من مناطق النزاع، ما يزيد من احتمالات انتشار الأمراض المعدية في ظل تكدس النازحين وغياب الخدمات الأساسية.
صور الأقمار الصناعية تكشف عن زيادة المقابر
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرها مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية زيادة ملحوظة في عدد المقابر في بلدات ولاية الجزيرة، ما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها البلدة. وتعزز هذه الصور المخاوف من انتشار العدوى إلى مناطق جديدة، في ظل صعوبة احتواء المرض نتيجة لنقص الكوادر الطبية والمستلزمات الصحية.
النزوح والحرب يفاقمان الأزمة الصحية
تقع بلدة الهلالية في منطقة شهدت نزوحًا كبيرًا بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي دفعت بأكثر من 135 ألف شخص للانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا. وعلى مستوى السودان ككل، تسببت الحرب في نزوح 11 مليون شخص، يعيشون في ظروف صعبة دون رعاية صحية كافية، مما يهيئ البيئة المثالية لانتشار الأمراض المعدية.
نداءات استغاثة ودعوات للتدخل الدولي
وجهت نقابة الأطباء السودانية نداء استغاثة للحكومة والمنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة للهلالية، محذرة من احتمال انتشار المرض في ظل عدم توفر موارد طبية كافية. كما حثت النقابة على توفير معدات طبية طارئة وفرق طبية للمساعدة في السيطرة على الوضع الصحي المتدهور.
مخاطر تفشي المرض والمخاوف الدولية
حذر خبراء الصحة من أن استمرار التدهور الصحي في الهلالية قد يتحول إلى أزمة إنسانية خطيرة إذا لم يتم التدخل سريعًا، خاصة في ظل النزوح المستمر من مناطق النزاع. ودعا الخبراء المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفوري لتجنب تدهور أكبر للأوضاع الصحية والإنسانية في ولاية الجزيرة والمناطق المتأثرة الأخرى.